- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الكرم العراقي نموذج التاسي بأهل البيت (ع)
بقلم: محمد علي ابو هارون
أهل البيت النبوي كما قال عنهم المفكر الفيلسوف الشهيد المرجع السيد محمد باقر الصدر بأنهم تنوع ادوار ووحدة هدف هم نور واحد يهتدي به السائرون على نهج المصطفى الهادي الامين وسنته المطهره التي مثلوها خير تمثيل .
لكل من الائمة الإثني عشر صفة مميزة وهذا ليس بالضرورة أنها ليست في الآخرين إنما هي وصف مميز يأتي في طليعتهم أمير المؤمنين علي ويليه الحسن المجتبى كريم اهل البيت ثم الحسين الشهيد وعلي بن الحسين زين العابدين السجاد وهكذا الباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري والمهدي المنتظر .
الحسن عرف عنه الكرم وسمي بكريم أهل البيت ومثل قمة الخلق المحمدي العلوي وعاش في فترة سياسية تعامل معها بمنتهى الحكمة والفطنة والحنكة فكان صلحه مع الحاكم والمعروف بصلح الامام الحسن .
الحسن المجتبى سبط رسول الله وهو من نص عليه حديث رسول الله :
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنه
وان الحسن والحسين ولداي وفلذتا كبدي .
وأكد الرسول الاعظم مرارا على حبهما ودعا إلى ذلك عبر منبر الجمعة وحلقات الدرس والوعظ والارشاد وبلغ الأمة بأهمية دورهما المتميز في التاريخ الاسلامي .
من الشعوب التي عشقت أهل البيت النبوي وتبنت الولاء لهم شعب العراق وهو الشعب الذي عرفه القاصي والداني بصفة ميزته عبر التاريخ العربي والإسلامي ومن خلال وقائع وحوادث مرت على الأمة وعايشها المسلمون في كل الامصار .
العراقيون تميزوا بصفة الكرم ولا نجافي الحقيقة أن نقول إن كرمهم فاق كرم شعوب الأرض بأجمعها وليس هذا بغريب على شعب عاش فيه علي وال علي واتخذ علي من أرضه وهي الكوفة عاصمة لدولة الاسلام .
إنما تحلى العراقيون بصفة الكرم ببركة أهل الجود والكرم أهل البيت النبوي .
وتألق الكرم العراقي خلال العقود الأخيرة من خلال مسيرات العزاء الحسيني وهو ما لمسه الوافدون إلى العراق والمشاهدون لمجريات الأحداث عبر وسائل الإعلام في العالم .
ظاهرة الكرم العراقي جديرة بالتحقيق والبحث والدراسة وهي عنصر قوة هذا الشعب المضياف الذي تحدث عنه الرواة والمدونون والمراسلون ومعدو التقارير الخبرية خلال السنوات الأخيرة .
أن يبذل الإنسان ماعنده من مال وزاد وطعام وشراب ومسكن للزائرين أمر طبيعي وصفة المسلم الملتزم بآداب الضيافة .
لكن المثير للعجب والداعي للتأمل هو أن يقترض المرء ديونا واموالا بالملايين ليقيم موكب ضيافة يستقبل فيه الزوار القادمين من داخل العراق وخارجه لهو أمر يسترعي الوقوف عنده !!
ترى ما الذي حمل هؤلاء الناس على أن يقوموا بمثل هذه الأعمال ؟!!
اليس العشق الدافع على أن يقوم الباذلون بكل ما أوتوا من مال ليقدموا خدمات للوافدين إلى مقامات أهل البيت النبوي ؟
إنه التاسي بعلي والحسن والحسين وبنيهم بني الزهراء فاطمه الذين كانوا انموذج الكرم والجود وذروة المجد والعلى .
إن الشعب العراقي اليوم يتصدر وفق الإحصاءات والمعطيات المتوفرة شعوب أهل الأرض في الكرم وليس هذا بغريب لأن العراقيين كانوا منذ العقود الاولى لبزوع فجر الاسلام النصير الاول لمحمد وآل محمد بعد أن انتشر الإسلام في الجزيرة العربية واتسع نوره ليشمل اليمن والشام .
ورغم تعرض العراقيين منذ أن اتخذ علي الكوفة عاصمة له لمختلف التهم والتزييف وتشويه الحقائق ومن تلك التهم أنهم قتلوا عليا وخذلوا الحسن وقتلوا الحسين بعد أن تخلوا عن نصرته إلى غير ذلك من التهم ..
إلا أن نظرة من الناظر المنصف لماجرى ويجري يدرك جيدا أن النصير الأساس لاهل البيت النبوي منذ زمن علي والحسن والحسين هم العراقيون ومنهم اخوتهم اليمنيون الذي سكنوا البصرة والكوفة واصبحوا في ما بعد عراقيين وهذا لايعني أننا نتحيز لوطن أو اقليم أو قطر أو مساحة جغرافية محددة ابدا ابدا ..
العراقيون كانوا منذ ابي الانبياء ابراهيم الخليل عليه السلام أنصار الحق والايمان وليسوا متخاذلين كما صورهم الأعداء بالشكل الذي جعل البعض يعتقد بصحة المدعيات التي تتهم العراقيين بأنهم قتلة الائمة واولاد الائمة !!.
يقف العراقيون اليوم في صف أهل الجود والكرم وهم يعلمون علم اليقين أن سليل النبوة والإمامة الموعود المنتظر المرتجى لإقامة العدل على وجه الارض سيتخذ من أرضهم منطلقا لدولته العالميه .
اجل إنه الموعود المنتظر .
يعلم العراقيون وكل شعوب الأرض أنه ات ات أت وعد الهي حق .
من حق العراقيين أن يفخروا بأنهم كرماء وفيهم خصال من محمد وعلي والهما الطاهرين وترنو عيونهم إلى القادم ولي الله المدخر لإقامة دولة الحق العالمية.
أصبحت اليوم صفة الكرم صفة كل عراقي وهذا هو امتياز حصل عليه العراقيون ببركة محمد وال محمد أهل الجود والكرم والنبل والسمو والخلق الرفيع ..
أقرأ ايضاً
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)