حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم هنالك مسلمون سنة وشيعة وهنالك خوارج تكفيريون وهابيون، شخصهم علماء مؤتمر غروزني هم من نقصدهم، والوهابيون كانت لهم تسميات اخرى قبل ظهورهم ممن يؤمنون بافكارهم. دائما اتابع من خلال الفضائيات الوهابية في مناظراتهم مع الشيعة جدلية تحريف القران واتهام الشيعة بذلك لاسيما اولئك الذين ظهروا بعد سقوط مبارك في مصر ومنهم جمعية الدفاع عن الصحب والال بكل عناصرها الوهابية، والحديث عن التحريف له مقدمة بسيطة. بداية علماء الشيعة والسنة اطبقوا واكدوا ان القران لا تحريف فيه وانه الموجود بين الدفتين من غير زيادة ونقصان ومن يقول غير ذلك من كلا الطرفين فهو مرفوض جملة وتفصيلا ولا يتبناه احدهما، وقد استدل السيد الخوئي قدس سره بان القران هو نفسه في زمن الخلفاء الراشدين بقوله ان الذين ثاروا على الخليفة الثالث لم يتهموه بتحريف القران لانه لم يكن محرف ولو ان فيه تحريف لكان ضمن اهداف ثورتهم ضد الخليفة. التحريف هو الزيادة او النقيصة او تغيير كلمة وهذا لم يحصل في القران وسبب رفض التحريف هو لان المعنى سيتغير اي معنى الاية، وهنا يتبادر الى الذهن سؤال وبقوة، اليس المعنى او التفسير مختلف فيه بين المسلمين ؟ نعم فكثير من الايات تعمل الوهابية واصولها من الاقدم منهم مثلا ابن تيمية على تغيير كثير من تفاسير الايات، بل عملت، والكثير الكثير من الشواهد على ذلك. اية المباهلة (فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ..) اجمع كل المسلمين على تفسيرها تفسيرا موحدا الا ابن تيمية ومن بمعيته فانه احدث في تفسيرها اشياء ابتدعها من ضغينته على اهل البيت عليهم السلام حيث يقول ( وأما آية المباهلة فليست من الخصائص، بل دعا علياً وفاطمة وابنيهما، ولم يكن ذلك لأنهم أفضل الأمة، بل لأنهم أخص أهل بيته". انتهى) "مجموع الفتاوى" (4/419). وقال ابن الجوزي في زاد المسير: قال المفسرون: أراد بأبنائنا فاطمة والحسن والحسين... قوله تعالى: وأنفسنا فيه خمسة أقوال، أحدها أراد علي بن أبي طالب، قاله الشعبي، والعرب تخبر عن ابن العم بأنه نفس ابن عمه. والثاني: أراد الإخوان، قاله ابن قتيبة. والثالث: أراد أهل دينه، قاله أبو سليمان الدمشقي. والرابع: أراد الأزواج. والخامس: أراد القرابة القريبة، ذكرهما علي بن أحمد النيسابوري. اهـ. اما ابن كثير فيقول في السيرة النبوية 4/103 في تفسير الاية (أقبل مشتملاً على الحسن والحسين في خميل له وفاطمة تمشى عند ظهره للملاعنة، وله يومئذ عدة نسوة)، لاحظوا لم يذكر عليا عليه السلام. هذه التفسيرات والتاويلات الا تدل على التحريف ؟ عند ابن تيمية ان من خرج بهم رسول الله (ص) هم اهل البيت وطالما ان الحادثة سنة (10) للهجرة فهذا يعني ان زوجاته موجودات فلماذا لم يكن ضمن اهل البيت؟ بينما في اية التطهير وضعهن ضمن اهل البيت ؟ هذا الا يدل على تحريف التفسير ؟ النتيجة النهائية ان المسلمين يؤكدون على سلامة القران من التحريف لانه لو حصل ستتحرف معاني الايات وتكون فيها فجوات وتناقضات، فكيف بها اذا الوهابية احدثت هذه التناقضات والفجوات في تفسير الايات الا يعني انها تدعي بتحريف القران؟
أقرأ ايضاً
- شهر القران المعجزة
- من هو المسؤول عن اثارة النعرات الطائفية في مرقد أبو حنيفة النعمان
- مؤمن الطاق محمد بن علي بن النعمان (ت 180 هـ)