- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
البرامج الحوارية وبرامج السخرية – الجزء الأول
حجم النص
بقلم:عدنان فرج الساعدي يوم أمس السبت 29/10/2016 في فندق المنصور ميليا قامت قناة DW الالمانية بعقد ندوة حوارية في بغداد يوم بالتعاون مع قنوات التغيير والرشيد وNRT والسومريه تحت عنوان (البرامج التلفزيونية بين حرية التعبير والمسؤولية الاجتماعية) وقد قامت الصحفية والاعلامية ميسون ملحم بادارة الندوة التي حضرها جمهور من المهتمين بالشأن الإعلامي من أكاديميين ومتخصصين بالشأن الاعلامي مع نخبة طلابية من كليات الاعلام من جامعة بغداد وكلية دجلة وكلية الفارابي الذين شاركوا بطرح الافكار والاراء بخصوص موضوع الندوة، وقد تم الاستماع لوجهات النظر من قبل المتحدثين حول الموضوع المطروع وكانت هناك أحاديث ورؤى ناضجة من قبل الضيوف الا انها بالمجمل لم ترتق الى مستوى عنوان الندوة ولا الى عمق المشكلة الحقيقية التي يعاني منها الوسط الاعلامي العراقي وبقيت الحوارات تدور بسطحية مفرطة دون ان يكون لادارة الندوة فعل السيطرة على مجريات الحوار حتى يمكن الاستفادة العملية مما خطط له كما أتصور وتنقسم البرامج التلفزيونية الى عدة أقسام وقد يكون للسياسية منها قصب السبق اليوم في عدد البرامج التي تبث من الفضائيات والاذاعات العراقية وبشكل يفوق التصور فيما إن بقية البرامج التي تتناول الاقتصاد والاجتماع والثقافة والتنمية تكاد لا ترى اولا لقلتها وثانيا لعدم الاهتمام بها من المؤسسات الاعلامية وفي البرامج الحوارية السياسية التي تبثها في قنواتنا الفضائية واذاعتنا يلاحظ اولا انها ذات ضيوف محددين وهم مجموعات من النواب تصرخ وتعربد كثيرا وهو ما يرلتاح له مقدم البرنامج فهو لا يريد ضيفاً هادئاً يتكلم بعمق ويحافظ على مستوى الكلمات الخارجة من فمه بل يحبذ الطرف الثاني الذي يسب ويشتم ويخون فهذا بنظره أكثر أهمية حيث يتيح للبرنامج اعداد كبيرة من المشاهدين الشيء الاخر الملاحظ على برامجنا الحوارية السياسية ان عدداً غير قليل من مقدميها لايوفق في إجراء حوارٍ مفيدٍ وقيمٍ يُغني المعرفةَ لدى المتلقي حيث تراهم غالياً ما يقاطعون الضيف لاكثر من مرة وقبل ان يُكمل الفكرة التي يحاول شرحها بهدوء . لذا سنحصل على كلاماً مبتورا وفكرة مشوهة..والسبب إن جناب المقدم يريد ارسال رسالة مفادها انه يقتنص الاسئلة من حديث الضيف فيما هو لا ينتبه ان ذلك يخل كثيرا عند الحديث عن ايضاح فكرة المقدمون كثيرا ما يتحججون بضيق الوقت فتُبترُ الجمل وتقطع الافكارويبقى إحترامٍ الضيف أولا والمشاهد المتابع شيء ثانوي عند بعضهم..وبعيدا عن اصول الخطاب والحديث. الغريب ان نسبة كبيرة من الجمهور العراقي تميل ذائقته الى بعض البرامج الحوارية التي تُشبه حلبة صراع للديكة او نزالاً للمصارعة وترى المقدم يتقمص دور المحقق الامني أو يتصنع دور المدير لحلبة النزال ويحاول إثارة الضيفان بعضهما على البعض الاخر وكلما نجح في إثارة الصراخ والشتائم كان في قمة العطاء كما يعتقد نحن نرى أن يصنع المقدم حوارا فكريا ثقافيا وليس له رأي شخصي في ذلك انما يطرح الاسئلة الذكية التي من خلالها يستطيع كشف ما يدور في كواليس الصالات المغلقة من اتفاقات وصفقات وليس من حقه الطعن بالضيف ولا التقليل من شأنه وليعرف ان وظيفته المهنية تتطلب ذلك..، كما ان الانحياز شيء معيب جداً فيما ان إستفزاز الضيف بشكل خارج عن الأدب لايمثل سلوكاً اعلاميا مهنياً إن غالبية البرامج التي تحدثنا عنها في قنواتنا واذاعاتنا لانراها تساهم في بناء المجتمع ولا رقيه ولا في خلاصه من المأزق الذي هو فيه. كما انها لا تعمل على تطوير الافق السياسي والعلمي والمعرفي للمجتمع بل على العكس تسهم في تجهيله خدمة لاجندات معينة
أقرأ ايضاً
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول
- البكاء على الحسين / الجزء الأخير