- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أردوغان: هل هو حمار السياسة أم حصانها الجامح؟
حجم النص
بقلم:حيدر حسين سويري أردوغان، الشخصية العصرية الأقرب لهتلر، كما وصفتهُ في مقالات سابقة، أرى أنه كان حماراً، يتبعهُ قطيع الأغنام ومرياعها، لكنهُ بعد أحداث الإنقلاب العسكري التركي الفاشل، رأى أنهُ أصبح حصاناً جامحاً، يستطيع اللعب مع الكبار، وتغيير خريطة العالم! بل يريد أن تكون له الحصة الأكبر، في منطقة "الشرق الأوسط الجديد"، الخطة التي صرح بها "شيمون بريز" عام 1992. هذا الحصان سيجرب حظه، في أول معركة لهُ، معركة حقيقة خارجية، هي معركة الموصل المرتقبة، فهي التي ستحدد مصيره، السياسي والعسكري في المنطقة، فإما يُلجم ويجثو على ركبتيه، وأما أن يسحق الجميع، فإن أطماعهُ وطموحاته واسعة جداً، فهو معتوه لايكتفي بشئ... الكل يكتب ويتكلم ويبدي رأيه، في الحراك العراقي_التركي الأخير، والتصريحات النارية التي يُطلقها الطرفان، لعله يحلل ما يجري، ثم يستقرأ ما سيجري، ولذا فالكل فكَّر ونظَّر للإجابة عن السؤال: ماذا بعد تحرير الموصل؟ أما أنا فسأبدأ بسؤال: كيف ستكون معركة الموصل؟ ومَنْ سيكون المنتصر؟ إن الإجابة عن هذين السؤالين، كفيلةٌ أن تُنبأ بما سيحصل بعد تحرير الموصل: أولا: الخلاف القائم بين العراق وتركيا حول مشاركة الأخيرة في المعركة، محتجين بأن تركيا ليست ضمن التحالف الدولي، وكذلك فأن العراق هو صاحب القرار، في تحديد من يشترك ومن لا يشترك، وقد أبلغ العراق عدم ترحيبه بالقوات التركية، بل أمر بإنسحابها؛ وأما تركيا فتحتج بأن المعركة تهمها، وأن لديها إتفاق مع حكومة أربيل(برزاني)، بالإضافة الى أن ثمة مطلب لدى بعض سنة الموصل، بوجوب مشاركة القوات التركية، تمهيداً للإنضمام إليها، بعد الإنضمام إلى إقليم كوردستان؛ وهنا نجد أنهم توافقوا مع مسعود البرزاني، بالإستقلال التام عن العراق، وبما أن الإستقلال الآن صعبٌ مستصعب، فإنهم(سنة الموصل والبرزاني) سيوافقون على الإنضمام إلى تركيا، تحت نظام كونفدرالي؛ والآن يظهر السؤال الآني: هل ستشترك تركيا في المعركة أم لا؟ نقف الآن أمام إحتمالين: إما تشترك أو لا تشترك، فأما الأول: فسيفضي إلى معركة كبيرة طاحنة مع القوات العراقية لا سيما الحشد الشعبي(إلا اذا كان هناك إتفاق إقليمي مُسبق وأعني مع إيران)؛ أو أنها لا تشترك، وبذلك تكون لجأت للحل العقلاني، وسيكون بالإتفاق مع الحكومة العراقية، بإخراج الموالين لهم في داعش(من رجال مخابرات وغيرهم) سالمين من الموصل، ومن ثم إنسحاب القوات التركية إلى أراضيها. ثانياً: أصبح من الواضح جداً مشاركة الحشد الشعبي في المعركة، سواء كان ذلك بإسمه الصريح، أو تحت أي مسمى آخر، ولن تُمانع أمريكا في ذلك، لأن أمريكا تريد النصر، خصوصاً مع إقتراب الإنتخابات الرئاسية. ثالثاً: إذا بنينا على الأحتمال الثاني(عدم مشاركة تركيا في المعركة)، فإن عصابات داعش ستنسحب إلى العمق السوري، وسترحب القوات العراقية بذلك، وعلى الجانب السوري أن يستقبلهم بحنكة عسكرية كبيرة، وأما اذا بنينا على الإحتمال الأول(مشاركة تركيا) فكما قلنا ستكون حرباً طاحنة بين القوات العراقية والقوات التركية تنتهي بسحق الأخير ونصر الأول. رابعاً: من ثالثاً يتضح لدينا أن النصر سيكون حليف القوات العراقية، وعندها ستُعاد الخريطة العراقية، إلى سابق عهدها قبل دخول "داعش"، بل لا أستبعد أن تنهي الحكومة العراقية دكتاتورية البرزانيين إلى الأبد، خصوصاً بعد التذمر الواضح ضدهم من قبل أبناء الأقليم. خامساً: ظهور قوة عسكرية جديدة في الموصل، من السنة أنفسهم، وبالإتفاق مع حكومة بغداد، وستقوم بمسك الأرض في المستقبل، وتولي أمور الإدارة والحكم في المدينة، مع الإتفاق مع الأقليات الأخرى التي بدورها ستكون تشكيلات لحماية مناطقها، منضوية تحت هيئة الحشد الشعبي بقي شئ... "قال الأمام علي: إذا دعاك أحدٌ إلى مناجزتهِ فأجبهُ، لأن الداعي مغلوب". ......................................................................................... حيدر حسين سويري كاتب وأديب وإعلامي عضو المركز العراقي لحرية الإعلام / رابطة المحللين السياسيين عضو رابطة شعراء المتنبي عضو النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين البريد الألكتروني:[email protected]
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة