- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الحسين عليه السلام رجل السلام
حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم ثقافة نهضة الحسين عليه السلام اخذت حيزا واسعة من ثقافات العالم كل ينظر اليها حسب معتقده فالبطل ينظر الى بطولة الحسين واصحابه وصاحب المبدا ينظر الى مبادئ الحسين واصحابه وهكذا، وفي نفس الوقت هنالك من النواصب من يحاول تشويه وتخطئة الحسين عليه السلام وهذا فشل في مسعاه. هنالك من يعتقد ان الحسين رجل حرب وانه يعلم بمصيره وقاد نفسه الى التهلكة، وهذا تصور خاطئ وبعيد كل البعد عن ثقافة الحسين عليه السلام فهنالك كثير من المحطات تثبت ان الحسين عليه السلام حاول بكل ما يملك تجنب الحرب الا ان طاغية الامويين كان مصرا على قتله. اول وقفة كانت لما استلم الخلافة يزيد بعث برسالة الى واليه في المدينة يطلب فيها بيعة اهلها وارفق الرسالة بورقة كأذن الفارة يقول فيها اقتل الحسين وابعث لي براسه، فالنوايا الاجرامية مبيتة اصلا. اول محطة عندما خرج الحسين وعياله من مكة وقال له ابن عباس لم خروج النساء والاطفال معك قال له شاء الله ان يراهن سبايا، وهذا جواب له مقصد اخر وهو يا ابن عباس اذا كنت تعلم حسب روايات رسول الله بانني ساقتل فعليه الشطر الثاني من الرواية هو سبي ال محمد، فلم التقاعس ؟ بينما حقيقة خروج الحسين وعياله هو لكي يستلم زمام الامور في الكوفة بعد ما وصله كتاب مسلم بان القوم بايعوه، فانه ذهب ليحكم وليس ليقاتل. في الطريق تغيرت المعادلة واستشهد مسلم بن عقيل عليه السلام وكان اول لقائه بالحر قبل انضمامه الى معسكر الحسين فقال له اي الحر ماذا جاء بك يا بن رسول الله، قال الحسين، انها كتب القوم بعثت لي تطلب مني المجيء فاسال رهطك عنها فان تراجعوا عن ما بعثوا به الي فانا سارجع، فسال الحر جنوده فقالوا لم يرسل احد منا برسالة بيعة للحسين (ع)، هنا جواب الحسين انهم لو تراجعوا فانه يرجع. اللقاء الاخر في كربلاء مع ابن سعد عندما اعاد عليه نفس السؤال لم جئت الى الكوفة ؟ فقال الحسين كتب القوم معي فاسالهم فان تراجعوا فانا سارجع ولا علاقة لي بالامر، فطلب ابن سعد من شبث بن ربعي ان يجيبه فرفض وقال انا احد الذين راسلته. واخيرا بعد اصرار القوم على القتال قال الحسين عليه السلام دعني اواجه يزيد، فاستحسن الراي ابن سعد الا ان شمر بن ذي الجوشن كان مصرا على القتال فبعث برسالة الى عبيد الله بن زياد يخبره بالخبر فامر ابن زياد ابن سعد ان لم تقاتل اعط الراية لشمر، وهذا دليل قوي على اصرار القوم على القتال، فكل السبل اتخذها الحسين عليه السلام لتجنب القتال. وفي ليلة العاشر طلب الحسين عليه السلام من اصحابه بان يصطحب كل واحد منهم واحد من اهل بيته وينسحب ليلا فان القوم يطلبني انا، فرفض اصحابه رفضا شديدا. هنا تمعنوا في عبارة هيهات منا الذلة،بان الانسحاب كان ممكنا ليلة العاشر الا ان شخص مثل الحسين عليه السلام لا يمكن له الفرار من ساحة المعركة فمبادئه التي جاء من اجلها لا تسمح ابدا بان يحملها الا شخص يتمتع بشجاعة الحسين عليه السلام.
أقرأ ايضاً
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة
- البكاء على الحسين / الجزء الأخير