حجم النص
تحقيق / بهاء عبدالصاحب كريم بدأ العد التنازلي لاقتراب العام الدراسي الجديد و تحضير طلبة المراحل الدراسية المنتهية السادس والثالث متوسط و السادس الاعدادي المعروفة بالبكلوريا وتعد مرحلة حاسمة في تحديد المصير والانتقالية من مرحلة المدرسة إلى مرحلة الجامعة ولكنها تكون مرهونة في تحصيل معدل لتحقيق هذه الانتقالية وكما هو معروف لايمكن الاعتماد على المنهج الدراسي والمستوى التدريسي الموجود في المدارس اليوم، ولكن ما يضمن المعدل الجيد هو التدريس الخصوصي الذي أصبح الملاذ الوحيد للأهل في تحديد مصير أبنائهم. ومعَ بدء العد التنازلي لبدء العام الدراسي الجديد و التحضير الى لامتحانات الثالث و السادس الاعدادي (بكالوريا) أبدى العديد من الطلبة وذويهم تذمرهم من ارتفاع اسعار الدروس الخصوصية وقيام المدرسين من استغلال الموقف بطلب اسعار خيالية مقابل حصص قليلة ومكثفة إذ أخذت ظاهرة (الدروس الخصوصية) مجالاً واسعاً في المجتمع العراقي حتى أصبحت من الأعباء الثقيلة التي يرزح تحتها أولياء الأمور وهذا ما لمسناه من العوائل التي أبدت التذمر من هذه الظاهرة وهذه ليست ظاهرة ترفيهية أو أنها جاءت من غير دوافع حقيقية لتفشيها بل إنها كغيرها من الظواهر الاجتماعية الناشئة في ظل ظروف وأوضاع جديدة تنتاب المنطقة برمتها وللأسف الشديد ومع احترامنا لكل الأساتذة والإخوة المدرسين إلا أن هناك البعض منهم لا يمتلكون حتى شهادة الدبلوم على اقل تقدير وتراهم يمارسون هذه المهنة في بيوتهم والاتفاق يكون من خلال جهاز الهاتف النقال ويتواصلون مع زبائنهم من الطلبة منذ الساعات الأولى من اليوم حتى نهاية النهار لذلك اليوم والهدف معروف لدى الجميع وأطراف هذه الظاهرة الأستاذ والطالب من جهة وأولياء الأمور من جهة ثانية في البداية استطلعنا اراء اولياء الأمور وهم طرف فعال في هذه القضية فكان لهم رأيهم الخاص والمهم. حيث قال المواطن أبو ثائر من حي الجهاد وهو أب لطالبين أحدهما بالمرحلة الإعدادية والثاني بالمرحلة المتوسطة إنني أصبحت أكره موسم الدراسة بشكل كبير وكأنني أنا الطالب ذلك لما يحدث من انقلاب داخل المنزل وحالة الطوارئ الدائمة وأبنائي الذين لا أراهم إلا قليلاً على مدار اليوم لارتباطهم بمواعيد الدروس الخصوصية عقب انتهاء اليوم الدراسي بالإضافة للأعباء المادية الكبيرة التي أتحملها نتيجة الدروس الخصوصية والتي باتت عملية مستعصية وسرقة للوقت والمال. اما استاذ الاقتصاد الدكتور (خالد علي الطائي) كان له رأيه الواضح والصريح في الموضوع: الدروس الخصوصية ظاهرة جديدة على المجتمع العراقي نشأت في أحلك الظروف التي مر بها الشعب العراقي وفي أيام الحصار الاقتصادي في تسعينات القرن المنصرم لتحسين مستوى المدرس ألمعاشي لكن الأساتذة والمدرسين استحسنوا هذه بسبب الإقبال الكبير للطلبة وبدأ يعتمدونها مصدر رزق لهم و يهملون الدراسة الأساسية أي الرسمية في المدارس الحكومية ويركزون بكل اهتماماتهم على الدروس الخصوصية ولذلك لا يعطون حق الدروس الحكومية والتي هي الأخرى مصدر رزقهم ألدائمي مضيفا أن هذه الظاهرة تسبب إرباكا للعائلة العراقية وتؤثر على دخلها المحدود كون أن أكثر مستويات المعيشة في العراق منخفضة وبالتالي يتحمل رب العائلة العبء الأكبر في ذلك وبهذا تعد أنها ظاهرة سلبية ومؤثرة وتابع الطائي ومن خلال الاعلام و الصحف و منابر الخطباء في الجوامع و الحسينيات نتمنى من الإخوة المدرسين مغادرة هذه الظاهرة التي باتت غير محببة لدى الجميع وبنفس الوقت أن المستوى ألمعاشي لهم أصبح جيد جدا من خلال الرواتب التي يتقاضونها من وظيفتهم الأساسية في هذا المجال. السيد (وليد الجبوري) ولي أمر طالب في السادس الإعدادي يقول: إن ضعف قابليات المعلمين والمدرسين وخاصة الجدد من الأسباب الرئيسة التي تجعل الطالب يلجأ إلى الدروس الخصوصية ولا يقوم بدوره بصورة صحيحة فقط يقوم بتقييم مستوى أداء الطلبة ومحاسبتهم على التقصير. وتستغرب السيدة (أم مريم) من إن المدرس الخصوصي لا يعطي المادة للطلاب بنفس الطريقة التي يعطيها لهم داخل الصف البعض يوعز السبب لكثرة الطلاب مقارنة مع العدد الذي يستقبله في البيت وهذا عذر غير مقبول لان المدرس الذي يشعر بالمسؤولية عليه أن لا يفرق في طريقة تدريسه ولقد كان المعلمون والمدرسون سابقا يقومون بإعطاء دروس إضافية داخل المدرسة وبالمجان طبعا وهذه الحالة قد انقرضت الآن إلا القليل منهم وبأوقات قصيرة جدا لا تعوض عن أي شيء. ويقول الحاج (ابو علي) ان تقطع من لقمة عيشك ورزق عائلتك من اجل ان يتلقى ولدك دروسا خصوصية فأن ذلك لايعد ترفا كما يتخيل البعض ولكننا مضطرون لذلك لرغبتنا بأن يحصل اولادنا على معدلات عالية تؤهلهم للحصول على تخصصات جامعية مرموقة وبخلاف ذلك فلا يحق لنا كأباء ان نعاتبهم على عدم حصولهم على درجات عالية لانني شاهدت بنفسي مدى التسيب في بعض المدارس وعدم انتظام الدوام والتساهل في مسألة الغيابات فضلا عن اللا مبالاة التي يتصف بها بعض الاساتذة وللاسف والبعض منهم يتحجج بقلة الرواتب وغيرها من الامور مع ان ذلك لايكفي ليكون مبررا لتهاون المدرس في اداء واجبه وصيانة الامانة الموكلة اليه. أما ولي أمر الطالب (صهيب محمد) فيقول: أننا لازلنا نعاني من ظاهرة التدريس الخصوصي حيث أن بعضا من المدرسين يتعاملون بمكيالين مبينا ان هناك مدرسون يأخذون سعرا لتدريس الطالبات وآخر لتدريس الطلبة وسعرا للتدريس المختلط فمثلا أن الطالبة التي تأخذ درسا خصوصيا مع قريناتها الطالبات يكون السعر أكثر مما تأخذ الطالبة درسا خصوصيا عاما أي مختلطا معتبرا أن هذه الظاهرة باتت تثقل العائلة فإذا كان الأب لديه أكثر من ابن في المراحل الإعدادية والمتوسطة فانه سيتحمل مصاريف دفع الدروس الخصوصية من اجل أن يعبر ابنه أو ابنته إلى مرحلة دراسية أخرى مؤكدا أن الطالب يلجأ إلى الدروس الخصوصية لشعوره أن أداء المدرس في الصف اقل من أدائه في الدرس الخصوصي. الدروس الخصوصية أفضل من الاتجاه إلى الكليات الأهلية المواطنة (أم زهراء) تقول: اضطررت لبيع مصوغاتي الذهبية لكي ادفع لابنتي تكاليف الدروس الخصوصية نعم هي مكلفة جدا ولكن لابد منها لضمان معدل جيد يؤهل ابنتي لدخول كلية جيدة وفي جامعات حكومية أفضل من أن تأتي بمعدل ضعيف والاتجاه إلى الكليات الأهلية ويكون عبؤها اكبر وهو عام واحد الذي يحدد فيها المصير. ويتساءل المواطن (حيدر سوادي) هل تصدقون إنني ومن اجل أن أضع ابني لدى مدرس خصوصي قمت بجلب واسطة لهذا المدرس لكي يقبله لأنه لا يستطيع قبول العدد الكبير يتعدى الثلاثين طالبا في كل دورة وعلى شكل وجبات ويتقاضى عن كل طالب من ثلاثمئة ألف إلى أربعمئة ألف دينار اذا علمنا ان المدرس واقسم بذلك لا يشرح اكثر من عشرة قائق من المنهج في الصف بينما يقوم بتقديم شرح مفصل للطلبة في الروس الخصوصية حيث حصل ابن اخي في العام السابق معدل 95 في الفيزياء عند دخوله في المجموعة في الدروس الخصوصية و قبل الدخول في الرس الخصوصي كانت ورقة امتحانه 55 % بسبب عدم شرح الاستاذ للمادة بذمة وضمير اين الرقابة و اين مخافة الله و اين شرف المهنة. اما السيدة (ام وجدان) موظفة و ام لاربعة ابناء حدثنا عن هذا الموضوع قائلة: لدي اربعة ابناء ولدان و بنتان الاولاد في الكلية الان والحمد لله اما البنات فواحدة في السادس العلمي والاخرى في الرابع الاعدادي وتضيف قائلة انا غير مقتنعة بالمدرس الخصوصي ولكن الظروف احياناً تجبرنا على الرضوخ لامور لانحبها وبسبب انشغالنا في الوظيفة والبيت وانشغال الاب ايضاً بالعمل نضطر الى وضع مدرس خصوصي لكي يساعد الاولاد او البنات على فهم مواد لا يفهمونها في المدرسة اما بسبب عدم الانتباه او قلة الفهم او بسبب عدم تمكن المدرس من شرح المادة بشكل جيد مما يجعلنا نضطر الى وضع مدرس خصوصي خاصة في الصف السادس العلمي و الأدبي. الدروس الخصوصية لضمان المعدل الجيد (سالي محمد احمد) موظفة في القطاع الصحي أبدت رأيها في هذا الموضوع قائلة: أن مشكلة الدروس الخصوصية تبدأ قبل بداية العام الدراسي وخاصة للمراحل المنتهية ولاسيما السادس الإعدادي الذي يبدأ فيها الأهل بحجز الأساتذة الجيدين وبأسعار مرتفعة لضمان حجز كرسي للدرس الخصوصي لدى الأستاذ الخاص لضمان نجاح الطالب وبمعدل جيد يؤهله لدخول كلية جيدة وهو شاغل الأهل الأكبر وكما أن النجاح لايكون هو المطلوب فقط في هذه المرحلة وإنما المعدل الجيد اما الطالبان (عمر سامي) و (جعفر محمد علي) قالا ان الدروس الخصوصية تفيدنا في أكثر الأحيان وتعطي نسبة نجاح تصل الى (80%) ألا أنها تجعلنا نخسر ماديا حيث أن درس الرياضيات ندفع له (400) ألف دينار والانكليزي (450) ألف دينار اما الطالبات (سمر و مها و راوية) لديهن رأي بالموضوع: ان المدرس الخصوصي برأينا ناجح لان من خلاله نحصل على نتيجة ايجابية ويوصل المعلومة إلى ذهن الطالب ولكن نتمنى تخفيض الأسعار قليلا لان سعر الدرس الواحد ما لا يقل عن (300) ألف دينار وهنا يتكفل ذلك أولياء أمورنا أما الطالبات (سولاف و هند) من مدرسة العزة للبنات و (نور سعيد و مريم فاضل) من ثانوية مؤتة للبنات كان حديثهن صريحا وبكل عفوية وعبرن عما بداخلهن بخصوص الدراسة العامة وما تواجههن من صعوبة في طرق التدريس البائسة ما جعلهن يلجأن إلى الدروس الخصوصية والمناهج صعبة وتحتاج إلى دروس خصوصية وقالت أحداهن أن إحدى المدرسات تشرح لهن فصلا في يوم واحد متسائلة أذن كيف نستوعب المادة كما أشارت في قولها أن نسبة النجاح تكون متدنية. الطالب (ياسر مختار) طالب في الصف السادس العلمي يقول: في الصف و بسبب العدد الكبير للطلاب لا نستطيع ان نفهم المادة بشكل جيد بالاضافة الى ان المدرسين لا يقومون بشرح كل المادة بشكل جيد ويضعون اسئلة صعبة اثناء الامتحانات فترى نسبة الرسوب كبيرة في الفصل الاول والثاني ما يؤدي الى اتجاه الطلبة الى الدروس الخصوصية لكي يفهموا المادة بشكل جيد في بيت الاستاذ واحياناً نذهب الى نفس المدرس الذي يدرسنا في المدرسة لكي يقوم باعطائنا دروساً خصوصية فنرى تغيراً في اسلوب المدرس في المدرسة عنه في البيت. اما الطالب (عثمان محمد) يقول: بعض المدرسين في مادة معينة لا يشرحون بشكل جيد وليس هناك مدرس اخر في المدرسة فنرى صعوبة المادة وعدم تمكننا من فهم جزء كبير من المادة فنضطر الى الذهاب الى مدرس اخر لكي يشرح لنا المادة ويقول الطالب (جليل زيدان) في السادس العلمي ايضا: سبب صعوبة المرحلة الاخيرة في الدراسة الاعدادية وحاجتنا الى الحصول على معدل جيد يؤهلنا للخول للكليات المتميزة يجعلنا نضطر الى وضع مدرس خصوصي غير الذي في مدرستنا لكي يساعدنا على استيعاب المادة بشكل اقوى واكثر فاعلية من اجل حصولنا على درجات اعلى لكي نذهب الى الكلية التي نريدها. المدرس (سعد علي صادق) لديه خدمة 20 سنة في تدريس مادة الكيمياء يقول: انا مدرس منذ اكثر من 20 عام ومشهود لي بالكفاءة التدريسية في المدرسة وكرمت اكثر من مرة بسبب نسب النجاح العالية في مادة الكيمياء في المرسة اما بالنسبة للدروس الخصوصية فهي مكملة للدراسة العامة التي يتلقاها الطالب إثناء دوامه الرسمي ولكنها تكون بشكل تفصيلي وبتركيز وتؤدي إلى رفع مستوى الطالب العلمي مضيفا أن لدينا خبرة في هذا الجانب حيث حصلت إنا على نسبة نجاح ثمانين بالمائة وهذا عمل ايجابي يصب في مصلحة الطالب والمدرس على حدا سواء و للعلم اني لم ادرس أي طالب من طلبتي في المدرسة دروس خصوصية وانما اعطي الدروس الخصوصية للطلبة من المدارس الاخرى. أما المدرس (عمر سعيد البياتي) اختصاص في درس اللغة الانكليزية قال: أكثر طلبتنا يعانون من ضعف في مادة الانكليزي وهذا يتطلب اهتماما من قبل الأستاذ وحث الطلبة على المتابعة والتركيز من اجل تحقيق نتيجة النجاح وللآسف أن بعض المدرسين مازالوا يستخدمون الطريقة الكلاسيكية القديمة ما يشكل عائقا أمام الطالب مؤكدا على تحقيقه نسبة نجاح تفوق الـ (70%) للطلبة الذين اعطاهم دروس في اللغة الانكليزية اما (امجد حامد المندلاوي) استاذ رياضيات يقول: نحن كمدرسين نقوم باعطاء الدروس الخصوصية لتحسين مدخولاتنا المادية بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة و قلة الرواتب الممنوحة للمدرسين و المعلمين و اغلب موظفي الدولة ونحن لا نجبر الطلاب على الدروس الخصوصية مطلقا نحن نعطي حق التعليم في المدرسة من الساعة الثامنة وغاية نهاية الدوام الرسمي بكل امانة انا شخصيا اعطي يوميا خمسة حصص في مادة الرياضيات حصتان لطلاب الخامس الاعدادي و حصة لطلاب الرابع الاعدادي و حصتان لطلاب السادس الاعدادي حسب الجول الموضوع من قبل ادارة المدرسة و اعطي المنهج بكل امانة اما بعد انتهاء وقت المدرسة ساعات اليوم المتبقية هي من حقي هناك موظفين يعملون سواق تكسي وهناك من لديهم محلات وهناك يعملون عمل في شركات و غيرها بعد الدوام الرسمي اما نحن الاساتذ فنقوم باستثمار هذه الساعات للتدريس الخصوصي هذه مهنتنا التي لا نعرف غيرها اذا علمت اننا نصرف طاقة مضاعفة في التدريس الخصوصي لكوننا نحتاج الى الراحة وكذلك نحن نقصر على عوائلنا و اطفالنا بالوقت ولكن من اجل تعديل مدخولاتنا المادية و عدم الحاجة للغير وكذلك نقوم بتدريس الطلاب الذين يحتاجون اوقات مضاعفة من اجل فهم المادة لماذا يرى الناس ان عمل المدرسين هو الجشع و الطمع اننا نعمل وندرس في اوقات راحتنا وليس اثناء اوقات الوام الرسمية يجب التفريق بين من يستغل وقت الدوام الرسمي ومن يعمل اثناء و قت راحته. اما اخصائي علم النفس الدكتور (احسان العوادي) له رأي بالموضوع: ان أبعاد هذه الظاهرة اقتصاديا واخلاقياً أثرت ظاهرة التدريس الخصوصي في جوانب عدة منها الجانب الاقتصادي حيث تسبب الدروس الخصوصية ثقلاً كبيراً على العائلة وخاصة العائلة ذات الدخل المتوسط فترى العائلة تضع جزءاً من دخلها على المدرس الخصوصي مما يسبب انخفاضاً في ميزانية العائلة. اما الجانب التربوي فهي تعتبر حالة تفرقة بين الطلاب الذين عوائلهم ميسورة والاخرين غير الميسورين فترى ذوي التدريس الخصوصي يحصلون في بعض الاحيان على درجات عالية وبقاء الذين لا يضعون المدرس الخصوصي في مفكرتهم على درجات متوسطة اي انه يسهم في انشقاق الصف الواحد او المدرسة الواحدة واحيانا يفضلون الطلاب الذين يضعون المدرس الخصوصي على الطلاب الذين لا يفضلون المدرس الخصوصي. وهناك جانب اخلاقي حيث تؤدي الدروس الخصوصية التي تدني مكانة المدرس وسقوط الهالة التي تحيطه كونه يرفع الكلفة بينه وبين طلابه الذين يأتون الى بيته من اجل الدروس الخصوصية. وفي الختام... أن ألاهتمام بالعلم والتعليم في المجتمعات المتقدمة تعتبر ركناً أساسياً وسمة من سماتها وأولوية من أولوياتها بدءاً بالمدارس وتوفير المستلزمات والخدمات فيها مرورا بمناهجها العلمية وكوادرها التدريسية وانتهاءً بغرس القيم والأخلاق فيها وكان من نتاج هذا الاهتمام والرعاية بجانب العلم والتعليم هو مجتمع متحضر يعرف حقوقه وواجباته ومن ثمرات التحضر تقدمه علمياً , وإنسانيا , واقتصاديا , وهنا لا أريد المقارنة بين مجتمعنا والمجتمعات المتقدمة من ناحية العلم والتعليم ان اخفاق بعض المؤسسات التربوية في اداء وظائفها التعليمية يؤدي الى ان يدفع المجتمع و الاسرة الثمن حيث ان دفع مبالغ كبيرة للمدرسين يؤدي الى هدر موارد المجتمع وموارد العائلة خاصة وان الاسرة عادة تحتاج الى هذه النقود لامور اخرى ذات اهمية كبرى وان قلة ادراك العائلة وانشغالها في امور الحياة ادت الى انتشار هذه الظاهرة في المجتمع حتى اصبحت امراً مألوفاً في مجال الدراسة ولاننسى العنصر الاهم في هذه القضية وهو الطالب نفسه حيث انه لو استوعب المادة بشكل جيد ثم عاد الى البيت وكرر ما فعله في المدرسة وادى واجباته بصدق وتفانٍ لما كانت هذه الظاهرة موجودة.
أقرأ ايضاً
- نذر نفسه لمساعدة الناس: ام " الشهيد احمد" ..ولدي توسل بالحسين لنيل الشهادة ممزقا فكان له ما اراد
- يجريها فريق طبي عالمي مكون من (24) متخصص.. قلب الطفل "ايمن" من كركوك يعالج في مستشفى زين العابدين الجراحي
- لرعاية النازحين :العتبة الحسينية تفتتح مركز رعاية صحية في مستوصف الرسول الاكرم في لبنان(فيديو)