- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
التسول؛ مِهنة أطفال تناستهم الحُكومة
حجم النص
بقلم:الياسمين الزبيدي كان ياما كان، في قديم الزمان، كانَ هناكَ وطن، ينعم بالأمان، نهران يجريان، ونَخلٍ ورمان، وأبار نِفطٍ أسود، وقمحٍ بالأطنان، وكانَ هناك حلمٌ، يقف مُنتظراً المُستقبل، بقيَّ الحُلم يستجدي الحاضِر، ضلَّ تائهاً، يبحثُ على أرصفة الشوارع، الممتلئة بسيارات المسؤولين، يستجدي إهتماهم، أملاً أن يرى النور وهو الذي يتلوى،، من أشعة الشمس! أطفال بِعمر النَسمة الهادئة؛ يفترشون رَصيف مُتحطم بفعل (مقاول) سارق، ومسؤول مرتشي، مهنتهم ثوبٌ ممزق، وقلوب ممزقة، ومستقبل مهووس باللانهاية، مهنتهم إمتهان لكرامتهم الأكبر من أعمارهم، في الشارع الرئيسي يتشاجر صبي وبنت، على حقوق (دكان التسول)، بدون موافقات من البلدية، بغير رخصة أمنية، حتى الإنفجار يُعطيهم (أشلاء ممزقة)، حتى رحمة المسؤول ممزقة.. بينَ يتيمٍ ومشرد، تتشكل فُرق التسول وتنتشر، بغياب الرؤية الحكومية لإنتشالهم، من الجوع والصَنعة المذمومة، لو تسأل أحدهم عن معاناته، لما كفى ما في (جيبك) لإزالة دموعه، في بيوتهم (الورقية)، تجلس أم معَ مجموعة بنات، وأب إما في القبر أو عاجِز، أو يهوى الطلاق وزيادة عدد المُشردين.. تُفكر ملياً، بينَ إعطاءهم (عشرة الاف دينار)، لا تكفيهم يوماً واحداً، في زمنٍ يعيش (تموز) الأسعار، وبينَ أن تتوجه لأقرب دائرة حكومية لتذكرهم، بهموم شعب، وبعقوقهم ليتامى ومشردين وفقراء، واخيراً تختار إعطاءهم (ورقة ممزقة)، كما هي أحلامهم. التسول؛ ظاهرة تنتشر في اغلب دول العالم، لكنها (تلك الدول)، لا تملك ما يملكه العراق من خيرات، بهذا الحد يكون الأمر معيب جداً، لذا نكرر دعوات كثر من قبلي بالإلتفات لهذه الشريحة، التي باتت تشكل جزءاً كبيراً وفي تزايد، والإستفادة منهم، عِبر تعليمهم (حِرفة، صنعة) وإدخالهم في مُعترك الحياة العَملية، بَعيداً عن (تمزيق) مستقبلهم، بتعمد أو نسيان