كما أصبح معروفا لدى كل متتبع لأحوال العتبات المطهرة أن كل قسم من أقسام العتبة الحسينية المقدسة له مهام محددة الغرض في سبيل تقديم أفضل الخدمات إلى ضيوف وزوار الإمام الحسين عليه السلام عملا بالشعار الذي رفعته إدارة العتبة الحسينية المقدسة منذ أن تسلمت مهامها الشرعية.
قسم الهدايا والنذور واحد من تلك الأقسام التي تكمل سلسلة الخدمات المقدمة من أقسام العتبة كافة من خلال استقبال الهدايا (المادية والعينية) وفق جداول وإحصاءات دقيقة مثبتة لتنظيم الأموال والهدايا المقدمة من قبل الزائرين كي تكمل بها المشاريع العمرانية والخدمية في العتبة المطهرة ..
[img]pictures/2009/12_09/more1260176355_1.jpg[/img][br]
وللتعرف على كيفية إدارة وعمل هذا القسم وللإجابة عن الكثير من التساؤلات التي قد تراود البعض حول كيفية صرف الأموال والهدايا والنذور المقدمة للعتبة المقدسة التقينا بمسؤول قسم الهدايا والنذور الأستاذ مجاهد مهدي القرعاوي الذي أوضح لموقع نون ذلك قائلا: إن أساس فكرة استحداث القسم جاءت تنفيذا لرغبة الزائر في الإيفاء بنذره وفق التخصيص الشرعي الذي يحدده للهدية أو النذر الذي يقدمه، لذلك فتح القسم أكثر من مائة تخصيص شرعي لاستلام الهدايا والنذور.
وأضاف بخصوص الشعب التي يتكون منها هذا القسم قائلا: هناك أربع شعب في هذا القسم هي: (شعبة استلام الهدايا)، (التوثيق المالي)، (الموقوفات) و(المفقودات وإعانة الزائرين).
شعبة استلام الهدايا
وحول الأعمال المناطة بكل شعبة منها قال\" يبدأ عمل القسم من شعبة استلام الهدايا، حيث تقوم هذه الشعبة باستقبال الزائر الكريم والترحيب به واستلام الهدية منه، وحيث أن طبيعة الهدايا تقسم إلى نوعين هما: هدايا ونذور نقدية وعينية، فقد فتحت دورتان (مُستندية) إحداهما للهدايا النقدية (التي تشمل جميع العملات النقدية والمخشلات الذهبية والفضية)، والثانية للهدايا العينية التي تشمل (السجاد والأجهزة الكهربائية وبقية المواد)، وتتكون كل دورة (مستندية) من ثلاث نسخ تعطى النسخة الأولى وهي ملونة للمتبرع، والنسخ الأخرى تبقى في دفتر المستندات (الدبلگ) لتوثيقها من قبل شعبة التوثيق المالي، وهي المهمة المكلفة بها الشعبة الثانية من شعب القسم، حيث تقوم هذه الشعبة بتثبيت جميع الهدايا الواردة للقسم سواءً كانت نقدية أو عينية من خلال النسخ المتبقية للمستندات، بإدخالها وفق التخصيصات الشرعية التي خصصت من أجلها في أجهزة الحاسوب التابعة لهذه الشعبة.
[img]pictures/2009/12_09/more1260176355_2.jpg[/img][br]
وتابع القرعاوي: بعد تثبيت جميع هذه الهدايا تعد موازنة المراجعة الشهرية لجميع الهدايا النقدية التي وردت خلال الشهر لهذا القسم، وفق تخصصاتها الشرعية وتؤخذ موافقة الأمين العام على تحويل المبالغ من العملات الأجنبية إلى الدينار العراقي، وتسلَّم جميعها إلى قسم الشؤون المالية لتثبت مع واردات الشباك المقدس، كواردات للعتبة المقدسة.
وهنا راودنا استفسار حول كيفية تمكن الشخص الذي لا يستطيع الحضور إلى العتبة المقدسة ويود التبرع أو الإهداء من المنطقة الموجود فيها سواء كان داخل العراق أو خارجه فكيف يمكنه ذلك؟ فقال القرعاوي: نود أن نبين ونؤكد لجميع الأخوة الزائرين والمؤمنين في كل مكان بأنه ليس لدينا أي فرع سواء داخل العراق أو خارجه، ونحاول دائما تبيان عدم وجود أي ممثل للعتبات المطهرة في كربلاء المقدسة وفي جميع أنحاء العالم، ومن ضمنها إيران، كما نود أن نبين عدم تخويل أية جهة باستلام الهدايا والنذور العائدة للعتبة الحسينية المقدسة، وعدم وجود أية لجنة مهمتها إعمار هذه العتبة إلا الأقسام الهندسية التابعة لإدارتي العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، والموجودة داخلهما حصراً.
وأضاف: كما أود أن أوضح بأنه لا فرق بين ما يرد للشباك المقدس وبين ما يرد للقسم أبدا، فهناك شبهة موجودة في أذهان البعض، من أن هناك فرقا بين المشاريع التي تنفذ بأموال العتبة(المستخرجة من شبابيك الحرم الحسيني المقدس) بشكل مباشر فقط، والمشاريع الأخرى التي يدخل في تنفيذها أموال واصلة إلى قسم الهدايا والنذور بشكل عيني أو نقدي، فكلها أموال الإمام الحسين عليه السلام.
شعبة التوثيق المالي
أما مسؤول شعبة التوثيق المالي السيد عادل الموسوي فقد أوضح عمل شعبته، قائلا: إن شعبة التوثيق المالي هي الشعبة المسؤولة عن تقييم كل ما يتم استلامه من مواد منذورة أو مهداة أو موقوفة، تقييماً مالياً دقيقاً، ليتم احتساب قيمة الموجودات الثابتة للعتبة، بعد أن يتم إدخال تلك المواد إلى المخازن، كما يُستفاد من هذا التقييم احتساب الكلفة الكلية لتنفيذ مشروع ما، من قبل قسم الشؤون الهندسية والفنية في العتبة في حال دخول إحدى مواد المشروع عن طريق القسم حيث أن المواد المهداة أو المنذورة أو الموقوفة الداخلة في مشروع معين، تعتبر من الناحية المالية، جزءاً من كلفة تنفيذه، وإن لم يتم شراؤها مباشرة فعمل شعبتنا هو توثيق الهدايا العينية التي تردنا إلى العتبة الحسينية المقدسة، بالنوع والتاريخ الذي سلمت فيه، فالزائر أو الشخص الذي نذر أو أهدى هدية في السابق حينما يحب أن يستفسر عن هديته إلى أين آلت نبين له ذلك.
وحول كيفية صرف الأموال التي تستخرج من الشباك المقدس بين عادل إن هذه الأموال تصرف على احتياجات العتبة المقدسة من تعمير وبناء وشراء تجهيزات وفرش، والتي تخصص منها في قسمنا تُصرف وفق التخصيص الشرعي، ولا يجوز مناقلتها شرعاً إلى تخصيص آخر.
بعد هذا الحديث عن عمل قسم الهدايا والنذور أردنا التوسع في فهم عمل هذا القسم، كيفية التعامل مع المواد العينية وخاصة المخشلات الذهبية فكان اللقاء بالمسؤول الفني في القسم صاحب حسين المعمار الذي تحدث قائلا: بعد أن استلمت الأمانة العامة إدارة العتبة تم بعون الله وبركات المولى أبي عبد الله (عليه السلام) جمعها للسنوات السابقة ولحد نهاية عام 2007 وتم صهرها وتحويلها إلى سبائك ذهبية من عيار 24 ذهب خالص 100%، وأُدخلت جميعها في المشروع الكبير الذي قامت به العتبة المقدسة وهو مشروع تذهيب المنارتين الشريفتين، حيث تم تغيير قطع النحاس بقطع جديدة وطلائها بالذهب عيار 24 من قبل خبراء مختصين في هذا المجال.
آلية فتح الشباك المقدس
وبهدف التعرف أكثر على آلية فتح الشباك المقدس واستخراج الهدايا من داخله انتقلنا إلى السيد أفضل الشامي نائب الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة ليحدثنا عن آلية جمع أموال الشباك الحسيني وكيفية صرفها فقال: تتم عملية فتح الشباك المقدس في كل شهر مرة واحدة، وذلك بعد أن شكلت لجنة بتوجيه من قبل أمين عام العتبة الحسينية سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي مكونة من الإخوة أعضاء مجلس الإدارة ورؤساء الأقسام لفتح الشباك المقدس ويحضر هذه الفتحة عدد من الضيوف منهم مسؤولون محليون ووجهاء من المدينة ومن المحكمة ومديرية الشرطة، كما يتم دعوة بعض الشخصيات الوافدة إلى العتبة وأمام الجميع يتم جمع الأموال في أكياس مهيأة لهذا الغرض، بعد ذلك توضع في خزانة حصينة في الحرم المقدس لها ثلاثة مفاتيح لا يمكن فتحها إلا بحضور الجميع، حيث يحدد يوم لفتح الخزانة بحضور لا يقل عن 50 فردا من العتبة ليقوموا بفرز وعدّ الأموال التي يتم ترتيبها وفق فئاتها وتحول جميع العملات الأجنبية إلى عراقية تضاف على العملة العراقية لتودع أخيرا في المصرف.
[img]pictures/2009/12_09/more1260176355_3.jpg[/img][br]
شعبة الموقوفات
بعد ذلك عدنا أدراجنا إلى قسم الهدايا والنذور وتحديدا إلى شعبة الموقوفات ليحدثنا مسؤولها علاء عبد الرضا محسن عن عملها قائلا: إن الشعبة مسؤولة عن إدراج تثبيت الموقوفات التي يوقفها الزائر (المتبرع) للعتبة المقدسة من أراضي وبساتين وأملاك وغير ذلك، وتتم هذه العملية بالتعاون مع قسم الشؤون القانونية لإصدار حجة الوقف ولضمان أن تعود وارداتها إلى العتبة المقدسة هذا بعد تسجيلها كوقف في مديرية التسجيل العقاري.
شعبة المفقودات وإعانة الزائرين
وكانت آخر محطاتنا عند شعبة المفقودات وإعانة الزائرين حيث أوضح مسؤولها السيد عقيل الموسوي قائلا: إن هذه الشعبة مسؤولة عن استلام المواد التي يفقدها الزائر الكريم سواء كانت أموالا أو مستمسكات رسمية أو أية مادة أخرى، وتثبت جميعها في سجلات أعدت لهذا الغرض مخصصة ومقسمة حسب أنواعها ويكون تثبيتها بصورة دقيقة وبكافة التفاصيل وعند مراجعة الزائر الكريم للاستفسار عن ما فقده أثناء تأديته لمراسيم الزيارة وبعد ذكره لجميع التفاصيل تسلّم له الحاجة، بمحضر يوقَّع من قِبل مسؤول الشعبة وأحد منتسبي الشعبة، وأما بخصوص المستمسكات الرسمية فعند مرور فترة تزيد عن الثلاثة أشهر على فقدانها وعدم مراجعة أصحابها عليها فإنها تسلَّم إلى الجهة التي الصادر منها ذلك المستمسك.
وتابع السيد حديثه قائلا: إن هناك مهام أخرى تضطلع بها الشعبة متمثلة أولا بتوزيع (غُبار) حرم الإمام الحسين عليه السلام للزوار الكرام يومياً للتبرّك به، وهذا الغبار يُعبّأ أوتوماتيكيا في مغلّفات صغيرة معدة خصيصا لهذا الغرض، والمهمة الأخرى هي تقديم إعانات مادية مناسبة للزائرين الذين تُفقَد أو تنفُذ أموالهم لتأمين إيصالهم إلى دورهم ومناطق سكناهم، وتتم هذه العملية بعد التحقق من صحة الادعاء، ويثبت كل ذلك في سجلات مخصصة لهذه الحالات.
الدقة في العمل هي من أهم مميزات العمل التي أكدت عليها الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة وبخاصة في المجالات المالية المختلفة كونها أمانة في أعناق القائمين عليها، وهكذا صار عمل هذه الشعبة مهما وقد عقد العاملون بها العزم على توخي الدقة بكل التفاصيل الصغيرة منها والكبيرة وليؤكدوا بأنهم أهل للمسؤولية التي كلفوا بها، ولتقديم أفضل الخدمات الخاصة بهم للزائرين.
تحقيق حسين الخفاجي- علاء السلامي
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- بدعم كامل من العتبة الحسينية المقدسة اجراء (1701) عملية جراحية خاصة ضمن برنامج الاستقدام والاخلاء الطبي