كشفت العتبة الحسينية عن انفاقها مبلغ تجاوز النصف مليار دينار قدمت كتخفيضات عن العلاج في اكاديمية السبطين لعلاج اكثر من الف طفل يعاني من التوحد واضطراب النمو خلال النصف الاول من العام الجاري (2024)، كما استقطبت فرقا طبية من دول اوروبية واميركية اكدوا انها تعتبر من المؤسسات العالمية في هذا المجال.  

واكدت مديرة الاكاديمية المختصة بالطب النفسي للاطفال والمراهقين الدكتورة شذى محـمد العوادي في حديث مع وكالة نون الخبرية ان" العتبة الحسينية المقدسة انفقت خلال النصف الاول من العام الجاري مبلغ (553) مليون و(200) الف دينار كتخفيضات لعلاج الاطفال من امراض التوحد واضطراب النمو، حيث استوفت نحو (276) مليون من مجموع حوالي (830) مليون كان يجب استيفائها من ذوي الاطفال، بعد ان خفضت الاجور من (600) الف الى (200) الف دينار، بواقع (400) الف دينار عن كل طفل تتحمل العتبة الحسينية تسديدها"، مشيرة الى ان " الاكاديمية استقبلت خلال نفس المدة (1079) طفل بينهم (844) مراجعة استشارية و(235) طفل دوام يومي، منهم (403) طفل من محافظة كربلاء المقدسة و(186) طفل من المحافظات الوسطى والجنوبية و(38) طفل من المحافظات الغربية، كما انجزت(1840) جلسة فردية".

واضافت ان" الاكاديمية مضى عليها عامين في العمل وما زالت برامج تطوير قابليات الملاكات العاملة والبرامج التدريبية للاطفال مستمرة، وكذلك استقبال اعداد اكبر من الاطفال، ويتم تطوير قابليات العاملين عبر استقطاب مجموعة من المختصين في مجال تدريب التوحد والنطق من دول عدة بينها بريطانيا، واميركا، وكندا، واستراليا، نظموا مجموعة من الدورات التدريبية لملاكات اكاديمية السبطين في محافظة كربلاء المقدسة واكاديمية الثقلين في البصرة وملاكات مراكز الطب النفسي التابعة لمؤسسة السبطين في المحافظات الاخرى، وشملت الدورات التدريبية التعرف على احدث اساليب وطرق معالجة الاطفال وتطوير قابلياتهم وتنمية مواهبهم، ومنها نقوم بتهيئة برامج خاصة لاطفالنا لكون كل طفل له حالة معينة، لذلك استقطبنا ملاكات مختصة بعلاج حالات النطق والعلاج والوظيفي والسلوكي وهي اختصاصات يفتقر لها العراق، وقمنا بتطوير المسبح والجانب الرياضي وتأهيله ودمجه وجعله برنامج يستفاد منه اطفال التوحد، وقد لمسنا تحقيق نسب علاج ممتازة لدى الاطفال".

ولفتت الى ان" الاكاديمية وحسب رأي جميع الفرق الطبية المختصة الاجنبية التي زارتها ودربت فيها انها تعتبر من الاكاديميات الاولى والمتطورة في العالم بما فيها من بنى تحتية، وملاكات عاملة، وبرامج علمية رصينة دقيقة تتابع وتدخل الاساليب والتطورات العلمية اولا باول تعتبر كلفها عالية جدا ، بل استطيع القول ان الاكاديمية اصبحت من المؤسسات العالمية بمجال معالجة التوحد واضطراب النمو، و هي مؤسسة غير ربحية تقدم خدماتها لجميع الايتام مجانا، وتخفض كلف العلاج بنسب متنوعة منها بشكل كامل واخرى تتراوح بين (25 ــ 75) بالمئة من القيمة الحقيقية للعلاج، وقد وفرت الاكاديمية خدمة الدوام المسائي لتمنح الفرصة وتقدم كامل الدعم للعائلات التي لا تستطيع احضار اطفالها خلال الدوام الصباحي لمعالجتهم".

ونوهت الى ان "الاكاديمية ستكون مركزا تدريبيا لطلبة جامعة السبطين للعلوم الطبية في قسمي علاج النطق والعلاج الانشغالي الذين افتتحا في هذا العام لاول مرة في العراق، وستكون الدراسة فيها لمدة اربع سنوات مجانية دعما من المتولي الشرعي للعتبة الحسينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي لهذه الشريحة من جهة، ولرفد اكاديميات ومراكز التوحد التابعة للعتبة المقدسة وجميع المؤسسات العراقية الحكومية والاهلية العاملة في هذا المجال ولدول المنطقة بهذه الملاكات التي تعتبر شهادتها عالمية ومعتمدة من قبل جامعة طهران الدولية للعلوم الطبية وفيها شحة ويعاني العراق ومختلف دول العالم من عدم توفرها".

واوضحت العوادي ان" الاكاديمية مستمرة بالعمل على برنامج "الصف الصيفي" الذي نستقطب من خلاله اطفال التوحد واضطرابات التوحد الموجودين في المدارس ومنهم متفوقين دراسيا، وهو صف يقدم خدمات كبيرة لهم تسهم في تنمية وتطوير مهاراتهم خلال اشهر الصيف دون التأثير على دراستهم، وكذلك نعمل على تأهيل الصفوف الخاصة المخصصة لشريحة معينة من الاطفال المتوحدين ضمن مدارس الوارث التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، فنعود لاستقطابهم خلال اشهر العطلة الصيفية وتهيئة الملاكات التدريسية والاطفال بمستوياتهم الجديدة للمرحلة الدراسية المقبلة، ولدينا ايضا مركز الامام الحسين (عليه السلام) لذوي الهمم الذي افتتحته العتبة الحسينية المقدسة الخاص باطفال "متلازمة داون" عبر وضع برامج تدريبية وتطويرية لهم، وترتيب المكان بما يلائم وضع الاطفال ولاحظنا ازدياد اعداد الاطفال الملتحقين بهذا المركز".

وبينت ان" اوضاع الاطفال الذين نعالجهم كلما تحسنت في النطق او التوحد والتأهيل يتم تحويلهم الى الانتظام في روضات الاطفال او المدارس الاعتيادية بعد الاعتماد على نسبة الذكاء لدى الطفل واجراء اختبارات عدة نعرف من خلالها مدى تأهيله الى المدرسة الاعتيادية او الاختلاط والاندماج المجتمعي لينتظم بصفوف دراسية طبيعية، اما اذا كان هناك خلل معين في وضعية الطفل في مجال الذكاء او اضطرابات النمو فيتم تحويله الى الصفوف الاول والثاني والثالث الخاصة في مدارس الوارث ونستمر بمتابعته، وتشرف عليها مدربات بنفس المناهج، وعند وصوله الى الصف الرابع يدمج مع الصفوف الباقية، وتستقبل الاكاديمية اطفال من جميع المحافظات العراقية، وبعد افتتاح العتبة الحسينية لمجموعة من مراكز توحد في اغلب المحافظات الوسطى والجنوبية خف الحمل علينا في كربلاء المقدسة، وبدأنا باستقبال الاطفال من المحافظات الغربية والشمالية لعدم وجود مراكز خدماتها بمستوى ما يقدم لدينا، ونعمل على تطبيق برامج مكثفة لهم وحسب توجيهات المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة ان كون هذه الخدمات مقدمة لجميع العراقيين وحتى الاطفال الذين يقدمون من دول اخرى".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة

تصوير ــ عمار الخالدي