إن للدورات التي تقام في حفظ وتلاوة القرآن الكريم ؛ أهمية بالغة في تطور مسيرة الحركة القرآنية ومحاولة إفشاء ثقافتها بين أوساط المجتمع العراقي عموما والكربلائي منه بشكل خاص حيث احتضنت العتبة الحسينية المقدسة وبرعاية مباشرة من قبل أمينها العام الشيخ عبد المهدي الكربلائي الكثير من النشاطات القرآنية من مسابقات وفعاليات ودورات وغيرها لتشجيع المؤمنين ومن مختلف الأعمار إلى الانخراط في هذا الاتجاه من خلال الاستعانة بالأساتذة المختصين ، بالإضافة إلى ترحيبها وتقديرها للقراء والحفظة والمهتمين بهذا الشأن.
ففي مجال التلاوة القرآنية التقى موقع نون بالمقرئ والمنشد الحاج عامر ألكاظمي الذي زار مدينة كربلاء وتشرف بزيارة الامام الحسين عليه السلام ليحدثنا عن بداياته فأجاب قائلا:
كانت بدايتي في تلاوة القرآن الكريم منذ الطفولة حيث كنت أتلقى التشجيع من والدتي وكانت تصحبني معها إلى الملا جواد ( رحمه الله ) الذي كان في جامع الكاظمية المجاور للصحن الشريف ، حيث ابتدأ بتعليمي الآيات القصار واحمد الله إني كنت من المتميزين بين زملائي الأطفال إلى أن دخلت المدرسة الابتدائية..واذكر إني طلبت من المعلم في درس التربية الإسلامية أن يجعلني مراقباً وأجابني لذلك مما أتاح لي أن أتلو القران في خلوة الصف وفي احد الأيام كان المعلم يستمع إلى تلاوتي وفجأة فتح عليّ الباب وقال لي : يا عامر ستصبح يوماً مقرءاً مشهوراً بأذن الله تعالى.
ثم شرعت في الاستماع إلى تلاوة المقرئين المشهورين من مصريين وعراقيين إلى أن ترسخت في ملكاتي الطريقة العراقية وشعرت من منطلق الانتماء إلى الوطن والقرآن بضرورة الاهتمام بهذه الطريقة. وفي معرض سؤالنا عن سبب اهتمامه في البداية بالطريقة المصرية ثم انتقاله إلى العراقية أجابنا قائلا :
إن قدرات المقرئين المصريين الهائلة وتفننهم في الأداء وكثرة تلاواتهم كان له الأثر الأكبر في توجه اغلب المستمعين إليهم إلا إن للطريقة العراقية خصائص كثيرة متأثرة بتاريخ هذا البلد وحالاته الاجتماعية المتميزة بالحزن والمعاناة علماً إن للطريقة العراقية إقبالا كبيراً في بعض البلدان العربية منها بعض دول الخليج كالكويت والبحرين وغيرهما.. وعند بلوغي الثلاثين عاماً درست الطريقة العراقية ومقاماتها في دورات أقامها أساتذة متخصصين في بغداد أمثال المقرئ عبد الملك الطائي الذي علمني( 25) مقاماً لا زلت أؤدي منها (12-15) مقام.
وبخصوص الختمة المرتلة التي كانت آخر انجازاته ابتدأ في حديثه عنها بالثناء على دور الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة داعياً وشاكراً اهتمامها الواسع في تعليم وحفظ القران الكريم وفي تنمية الثقافة القرآنية ودعوتها إلى تسجيل الختمات المجودة والمرتلة للمقرئين الجيدين حيث قال :
بعد جهد استمر أربعة أشهر تقريبا تم تسجيل الختمة المرتلة بصوتي وبالطريقة العراقية في إستوديو التسجيل لإذاعة القرآن الكريم من العتبة الحسينية المقدسة وبإشراف ومتابعة الأستاذ علي الخفاجي.
حاوره / حسين النعمة
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- شاهد عيان: جيش الكيان الاسرا..ئيلي قصف الانسان والحيوان والشجر والحجر