الكتابة الإبداعية هي سبيل التواصل ما بين المجتمعات ومع شعوب الأرض وهي نتاج يفتح أبواب التلاقح المعرفي في مجالات الثقافة والفن والأدب وكافة العلوم الأخرى، ومن بين تصانيف الأدب كتابة الدراما سواء كانت على المستوى المرئي أو المسموع وإن لهذا الخط من الكتابة مقومات وأسس خاصة، ولأن الكتابة موهبة أولا ودراسة ومتابعة ثانيا فأنها مسؤولية كبرى وبالتالي فهي رسالة إنسانية .
إن الكتابة الدرامية تعد الأكثر جمالا والأعمق تأثيرا والأوسع انتشارا من خلال تماسها المباشر بالمجتمع فهي تحول الادب إلى صور وأصوات يجسدها أناس يتحركون يبكون ويضحكون يهمسون وعالم نعيش معه ونتابع أحداثه نثأثر به حسب صدقه في طرح المضمن الإنساني وقوة استلهامه الصراعات الداخلية وتحليل الفعل وردوده داخل النفس البشرية .
ومن الكتاب الذين برعوا في هذا النوع من الكتابة، الكاتب العراقي صباح رحيمة.
فهو من مواليد 1950 بغداد حاصل على بكالوريوس فنون مسرحية عام 1977 عمل مسؤولا لفرقة مسرحية طلابية ثم مسؤولا لفرقة مسرحية عالمية، تخرج من دورة الإخراج التلفزيوني 1976 ومنها محاضرا في دورة إعداد المخرجين التلفزيونيين ثم حاز على جملة من المناصب الاتحادية وعضوا في نقابة الفنانين العراقيين، وكانت له جملة أعمال درامية تلفزيونية وإذاعية منها (مسلسل أحلام، أحبة بصمت، العودة، جذور وأغصان ، السراب، ثمرة العطاء ) .
وخلال لقاء (موقع نون ) بالكاتب والمخرج التلفزيوني (صباح رحيمة) أطلعَنَا من خلال الحوار معه عن رؤيته بالكتابة الدرامية وأسباب تأخرها وما هي التوقعات المستقبلية لها:
* إلى أي مدى تستطيع الكتابة الإبداعية إن تنهض بمجتمع تسود فيه القيم العشائرية كالمجتمع العراقي ؟
عندما يدرك الكاتب إن مهمته الشرعية والأخلاقية هي النهوض بالمجتمع ويحترم الكلمة ويعتبرها مسؤولية وهي فرقان بين الحق والباطل.
* هل يعير الكاتب الدرامي أهمية للقيود والمحاذير؟
الكاتب حينما يشرع في كتابة عمله فهو لا يفكر بالقيود والمحاذير غير تلك التي يعرفها هو قبل غيره ولا يطلق العنان ليقول كل شيء يريد أن يقوله وأي شيء بعيدا عن ما ذكرناه من شروط، لابد من أن يحرك الأحداث من خلال الشخصيات بشكل ديناميكي سلس مقنع يسهل على الممثل مهمته في الحركة والصوت.
لأنه يجب أن يقوم بتمثيل الشخصية أثناء الكتابة ومعرفة سلاسة التراكيب الجملية مثلما عرف إيقاعها ويمكن أن ندعي بأننا نتفرد في إعطاء تقسيمات للكاتب الدرامي التلفزيوني وفق المواضيع التي يكتب فيها والتي يمكن أن يؤدي رسالته من خلالها بشكل جيد إلى قلب المشاهد قبل عقله.
* صباح رحيمة هل هو مع فكرة إقامة مسرح جماهيري في كل مدينة عراقية ؟
نعم وهو تقليد معمول به في جميع دول العالم المتقدم، فالمسرح وسيلة من وسائل الاتصال الجماهيري الفاعلة والمؤثرة سواءً من الناحية التربوية أو التثقيفية أو الاجتماعية أو التنموية، فهو يرتقي بمستوى الإنسان ويدفعه نحو التقدم والتطور، ولا يجب أن ننظر إليه بأنه مجرد عرض وإنما أدب وفكر وفلسفة يتطلب الاهتمام وبحاجة إلى بنية تحتية وقاعات ومعاهد وتأهيل كادر وأخيراً عروض تتوج فيه كل هذه العطاءات، ومن خلالها نرتقي بالجمهور المتلقي والمتعطش لحل قضاياه وهمومه عبر المسرح .
* كثرت الفضائيات العراقية موخرا كثرة مطردة هل تعتقدون إن هذه الكثرة حدثت على حساب النوع أم ماذا ؟
نعم أنها على حساب النوع وان كان الكم يفرز النوع ولكن وللأسف منها ما حمل لواء الهدم والاستخفاف بعقول المشاهدين واستسهال دور جهاز التلفزيون الخطر والانحراف به إلى مسارات أخرى.
* قضية الإمام الحسين ( عليه السلام) من القضايا الإنسانية الكبرى فلماذا لم تطرح في عمل درامي لهذا الحين ؟
لا أظن إن أي جهة تستطيع أن تقدم عملا دراميا يخدم قضية الإمام الحسين (عليه السلام) لكثير من الأسباب أهمها إن أبطال الطف من الصعب دراسة عقلهم الباطن مع الأحداث التي جرت في الواقعة العظيمة وهو جانب مهم في صورة الكتابة.
* ما سر تأخر الدراما العراقية مع كون المسرح العراقي طليعياً في المشرق العربي ؟
لدخول الطارئين واستسهال وتهميش دور الدراما العراقية من خلال عدم معرفة المشمولين بأهمية هذا النوع من النشاط الثقافي في التأثير على المجتمع، وإن الدراما العراقية تعاني من مشكلات متعددة أولها الإنتاج، والإنتاج لا يعني صرف المبالغ وتوفير الأجور، هنالك مشكلات في اختيار النص.. والمؤلف العراقي قد لا يتخذ موقفا من الإحداث لان حسم الموقف قد يسبب له مشاكل.. أما الممثل فهو أيضا يعاني من ذات الموقف.. لذلك تراه يهرب من النص الجاد، أما المخرج فهو يعاني من إشكالية كبيرة.. فمثلا لا يستطيع أن يجسد أي نص مكتوب..
حاوره: حسين النعمة
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- شاهد عيان: جيش الكيان الاسرا..ئيلي قصف الانسان والحيوان والشجر والحجر