الى أمد قريب كان اتباع أهل البيت (عليهم السلام) متهمين بقلة اهتمامهم بكتاب الله تعالى وذلك لقلة القراء المشهورين والحفظة له أسوة ببعض الدول الإسلامية، ولكن المقرئ العراقي الكربلائي أسامة عبد الحمزة السيلاوي مقرئ ومؤذن العتبة الحسينية المقدسة أزاح تلك الصورة إثر فوزه بالمرتبة الأولى في المسابقة القرآنية العالمية الخامسة التي أقيمت في دولة ماليزيا من 5-8 آب 2009م، وللتعرف على المزيد عن هذا القارئ والمسابقة كان لـموقع نون هذا الحوار معه:
* لنبدأ من كيفية ترشيحك للمشاركة بالمسابقة الإسلامية الدولية، ورأيك في الآلية المتبعة فيها؟
** في البداية، وجهت دعوة إلى جمهورية العراق، وتم ترشيحي من قبل ديوان الوقف الشيعي عن طريق لجنة مختصة في علوم القرآن في بغداد، وتم اختياري لأمثل وفد العراق في المسابقة الدولية الى ماليزيا، والحمد لله حصلتُ على المركز الأول رافعاً راية العراق واسمه عالياً وسط أسماء البلدان المشاركة، وكان عدد الدول المشاركة 70 دولة، وجاءت هذه المسابقة خلاف المسابقات الماضية التي اشتركت فيها من حيث النوعية، وما ميزها إنه كان من كل بلد قارئ وقارئة، كما أتاحت للقارئ أن يقرأ مرة واحدة فقط، بلا مراحل تمهيدية، والحائز على أعلى الدرجات هو الذي ينال المرتبة الأولى، وكان اختيار النص القرآني عن طريق القرعة، فكانت قرعتي من سورة التوبة، (آية 16)، وكان زمن القراءة عشر دقائق، فعزمت على تقديم كل ما هو أفضل في التلاوة، وعرفتُ ما الذي تريدهُ اللجنة التحكيمية معمتداً على خبرتي في المسابقات السابقة، حيث كان المطلوب من المقرئ أن يتلوا الآيات القرآنية بأربع مقامات على الأقل، فقرأت بسبع مقامات عربية مع الحركات والسلالم الموسيقية، فكان الفرق واضحا وبيّنا وهذا ما شاهدته من همس الكلام الذي دار بين المقرئين الآخرين، بأن هذا هو المطلوب.
[img]pictures/2009/10_09/more1256720685_1.jpg[/img][br]
* وهل صادفتك مشاكل أثناء هذه الرحلة؟
** أول أمر هو السقف الزمني الذي تم ترشيحي فيه حيث كان ضيقا ومربكا، وأن أذهب بمفردي ممثلاً وفد العراق بدون أي رفيق، وأن أطير إلى أكثر من دولة من عمان إلى بانكوك، دون توفير أية سبل أو مساعدة، فهذا قصور كبير تحملتُ مشاقهُ بمفردي، وقد وصلت إلى مقر المسابقة ليلاً وبدأت المسابقة عند الصباح، وما زاد المعاناة والوحدة أن أشاهد الوفود المشاركة من باقي البلدان متكاملة، ومدعومة بكادر، ولكن ما طيب خاطري استقبال الشعب الماليزي، والرعاية الخاصة التي أبداها الملك والحكومة الماليزية.
* وكيف كانت مشاعرك عند العودة؟
**وعند العودة كنت احمل في نفسي حسرة تلك المعاناة، وكان وفد العتبة الحسينية المقدسة يرافقه بعض الأصدقاء والأصحاب ينتظروني بحفاوة ولهفة في مطار بغداد الدولي لمدة أكثر من ثلاث ساعات وما أنا به اليوم فهو من بركة خدمة الإمام الحسين (عليه السلام) وَمَنَّ الله تعالى في كرمه وعطائه.
وحقيقةُ كنتُ أترقب شخصا من الحكومة أو الإعلام العراقي يستقبل من حمل أعلى العراق فوق البلدان المتسابقة، وما زاد دهشتي إن ديوان الوقف الشيعي أيضاً لم يكن بانتظار متسابقهِ الذي عاد بالجائزة الأولى ولا ألتمس أي عذر منهم، والذي أدهشني أيضا الكلام الذي دار بعد انتهاء المسابقة (العراق من فاز بالمركز الأول وهذا المركز لم يحصل عليه العراق منذُ ثلاثين عام).
[img]pictures/2009/10_09/more1256720685_2.jpg[/img][br]
* أخيرا.. هل لك أن تعطينا فكرة عن اللجنة التحكيمية، وكيف كانت المنافسة؟
**اللجنة التحكيمية كانت (14) حكما من مختلف البلدان العربية والإسلامية ( كالسعودية وقطر ولبنان والإمارات وسوريا وتونس والمغرب ومصر وماليزيا واندنوسيا) كانت اللوائح التحكيمية او الدرجات متقاربة والفَرق بالأعشار، وتحديدا بين (العراق وإيران واندنوسيا) وبالنسبة الى اللجنة التحكيمية كانوا يجلسون في قاعة سرية وليسوا أمام الجمهور من غير أن يتعرفوا على القارئ وما جنسيته، فقط كانوا يستمعون الى أدائه وقراءته، هذا ما شاهدته في شاشة العرض الرئيسية وهذا دليل على دقة التحكيم وسرية العمل لتحقيق العدالة دون غبن الآخرين، وكانت درجات التحكيم مقسمة على الفصاحة والتجويد والترنم.
حاوره /حسين النعمة – علي الخفاجي
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- بدعم كامل من العتبة الحسينية المقدسة اجراء (1701) عملية جراحية خاصة ضمن برنامج الاستقدام والاخلاء الطبي