- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الحسين عنوان التضحية وشهيد السماء
حجم النص
بقلم:حسين آل جعفر الحسيني الحسين عليه السلام عنواناً للتضحية وينبوعا للآباء وسلطانا على قلوب الناس بكل مشاربهم ومعتقداتهم......فهو عليه السلام قد انفجر وبان ينبوع عطاؤه ولمعان نوره وظهور سنا برقه الذي يكاد يخطف الأبصار بتالقه وانتشار ايات كراماته وجمال بهاء نوره في قلوب كل من عرفه أو سمع به...فهو نور الله في أرضه تجلى بأرض كربلاء وانقدحت منه شرر لتحرق بلهيبها كل صحائف الذين يكتبون الكتاب بأيديهم وهو ليس بماعند الله ولايريده الله....وإن وجود الحسين في كربلاء، هو شعلة مضيئة تنير قلوب الأحرار الذين ثاروا ضد الظلم والعدوان.....وهذه الدنيا وشهواتها ولذائذها وزينتها وزخارفها التي يتكالب عليها البشر وتتهاوى على مذابحها ضحايا الأنام هذه الدنيا ابى أبا الشهداء أن يسلك سبل الضلالة وترك الانجرار وراء مزالقها التي خسر فيها الكثير ونجا منها القليل ممن ادركتهم رحمة السماء ورضى الله ورعايته. فالحسين تسامى بروحه إلى السماء، واتباع الشيطان يزيد وأتباعه أُخلدوا إلى الأرض باتباع اهواءهم المضلة التي سلكت بهم إلى الجحيم في الأبدية التي ظنوا انهم أحسنوا صنعا ولبؤس ما حدثتهم أنفسهم الامارة بالسوء، ووكلهم الله إلى أنفسهم التي اوردتهم المهالك والعذاب الهون في الآخرة، والخزي والعار في الدنيا.....والحسين بدمه الطاهر الذي سفكه مسفوحا على ارض الطف، ترك هذه النفائس من أموال وأولاد وزينة وجاه وسلك طريق الرضوان وحب الجنان فقال....على لسان الشاعر: تركت الخلق طُرا في هواك ....وأيتمت العيال لكي أراك. لو قطعتني في الحبِ أرباً.... لما مالَ الفؤادُ إلى سِواكا. هذا الحب العظيم الذي نستشعره من خلال هذه الصورة الرائعة واللوحة الملكوتية، التي توحي لنا مدى الارتباط العظيم للإمام الحسين بربه وتضحيته بنفسه الطاهرة وأولاده وسبي نسائه وقتل أصحابه من أجل....ماذا......فقط. لأجل نيل..رضى الله سبحانه، وقد خصّه الله في سورة تميزه عن غيره من المعصومين..سورة الفجر المباركة التي تصف روحه الطاهرة ونفسه القدسية بقوله تعالى..((ياإيتّها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضّية مرضّية وأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي))......ماهذه النفس التي تحملها ياحسين..التي يباهي بها الله ملائكته...مااعظمّك ياحسين!!!...ماأجّل قدّرك عنده واعظم خطرّك لديه سبحانه،ياسيدي ياحسين حتى.....يصفك الله بهذه المناقب الجسيمة.!!!..ماأنت ياحسين ؟ حلم لم نصحو منه إلا الآن حقا...حقيقة اخافهّا القدرّ...حقيقتك ياسيدي غيبية لاتدركها الاالقلوب التي عرفت الله وراته في ارواحها.لأنها تمثل الله بجلال عظمته وجبروت رحمته تجسدت بك ياحسين.....انت نور الله جل جلاله، انت شمس الحق، أشرقت في كربلاء، انت التجلّي الأعظّم للحيّاة الأبديّة ظهرت في كربلاء....لا أقول سوى باكبر من كلمة قالها جدك المصطفى صل الله عليه واله وسلم: ان الحسين..سفينة النجاة ومصباح الهدى كما رآه مكتوباً على ساق العرش نبينا الاكرم صل الله عليه واله وسلم..في معراجه...ماذا نعرف من الحسين. هل ندرك مدى صبره الذي لاتدركه العقول ولايتماهى اليه الفكر....ونتعلم الصبر منه....نعرف خلقه الكريم مع أعداءه الذي كان يبكي عليهم ويقول:هولاء القوم يجهلون مقامي وينتهكوا حرمتي، سيدخلون النار بسببي، ماهذه النفس العظيمة التي تحملها نفسك؟ ياحسين على اعدائك وقاتليك وأهل بيتك..وسبيّهم نسّاءك وأنت تبكي عليهم!!!أنت عنوان الفداء، انت روح الأنبياء، أنت شمس الأولياء أنت نور الله في الأرض والسماء...... أنت .لله جمال وكمال... تجسد في كربلاء.........وتطهرت ارضا ثوى جسدك الطاهر فيها وضمت دمك الزكي.