لعل ما يميز المرحلة التي أعقبت سقوط النظام تشكيل العديد من المنظمات التي تعنى بحقوق الانسان منها الحكومية ومنها التي ليس لها إرتباط سياسي أو حكومي سميت بمنظمات المجتمع المدني .
هذه المنظمات اخذت على عاتقها بالتعاون مع السلطة الرابعة ( الاعلام ) بالبحث عن حقوق الكثير من القوميات التي تعرضت الى الاضطهاد على يد النظام البائد والذي عرف ببطشه وقسوته . كما تعمل بعضها على توعية المجتمع الى الحقوق التي يجهلها . جميعة الامل العراقية واحدة من منظمات المجتمع المدني التي نشطت خلال الفترة التي أعقبت أحداث الكويت عام 1990 حيث تاسست في العاصمة السورية دمشق قبل ان تجد لها مكانا في أقليم كردستان العراق الذي حصل حينها على حكم ذاتي لتشق طريقها بعد سقوط النظام وتجد لها أرضية خصبة في عموم العراق .
وللتعرف على هذه الجمعية عن كثب وما قامت به من نشاطات التقينا برئيستها نسرين العميدي وطرحنا عليها السؤال التالي :
س / متى تاسست جمعية ألامل العراقية ؟
ج / جمعية الامل العراقية تعتبر من اوائل الجمعيات في العراق حيث تاسست عام 1992 في دمشق للظروف السياسية القاهرة أنذاك ثم إنتقلت الى إقيم كردستان في محافظة أربيل حيث أخذت دورها الفاعل . وهي مؤسسة تنموية غير سياسية او مذهبية او عرقية . حيث تتشكل الهيئة الادارية للجمعية من كافة أطياف الشعب العراقي من( السنة والشيعة والمسيح والكرد والعرب ) وغيرهم من القوميات .
وكان جهدنا واضح في إقليم كردستان خاصة في مجالي الصحة والتعليم حيث كان لنا باع طويل في بناء عدد من المدارس في أربيل ودهوك والسليمانية وبعض القرى والقصبات التابعة لهم بالاضافة الى بناء عيادة صحية بمحافظة أربيل سيتم أفتتاحها بعد عدة أيام ، يضاف الى ذلك الدورات التي أقامتها الجمعية في الاقليم لمحو الامية والتي إستطاعت خلال فترة وجيزة إستقطاب أعداد كبيرة من كبار السن ومن كلا الجنسين .
س / فيما يتعلق بالمراة العراقية ، هل لديكم مشاريع خاصة بالمرأة تحديدا ؟
ج / اكيد فنحن عندما عملنا في برنامج محو الامية في كردستان كانت هناك أرقام كبيرة من النساء المستفيدات من البرنامج وصلت الى ستة الاف إمراة في المدن والقصبات .
كذلك العنف ضد المرأة ، كانت جمعيتنا أول جمعية عراقية تسعى الى إنشاء دار إيواء في الاقليم ونحن مستمرون في هذا العمل حيث تم توسيع هذا البرنامج ليشمل محافظات ( كركوك وبغداد ومن ثم كربلاء والنجف ) بعد سقوط النظام .
س / هل لديكم مؤشرات على وجود إنتهاكات لحقوق الانسان في السجون العراقية أو المرأة العراقية ؟
ج / نعم هناك إنتهاكات لحقوق الانسان في العراق عموما وفي كربلاء خصوصا وقد عملنا منذ دخولنا الى المحافظة على العديد من البرامج التي تنادي بحقوق الانسان ومنها مناهضة العنف ضد المراة وإقامة حلقات التوعية ضد الانتهاكات التي يتعرض لها الانسان العراقي . وخلال عام 2007 عملنا مع مديرية تربية كربلاء على التوعية من مضار العنف الاسري ومعاملة التربويين مع الاطفال الذين يتعرضون الى هذا النوع من العنف ، كما تم خلال عام 2008 عمل برامج مكثفة تدعو الى نبذ العنف وهي من اجل التوعية سواء ضد المواطنين أو ضد المراة بالتحديد . كما رسخنا مفهوم حقوق الانسان في عقول الرجال ووجوب إحترام زوجاتهم او العكس وهي تحتاج الى جهد كبير كون ان المجتمع تنقصه ثقافة التعامل بلطف بل ، حتى الاشخاص المثقفين في المجتمع العراقي يعانون من ازمة العنف وتجد ذلك مع ناشطين في مجال حقوق الانسان حيث تراهم يجهلون معرفتهم بهذه الحقوق ويلجاؤون عادة الى إسلوب العنف . إذا العمل ليس سهلا ويتطلب جهود جبارة لتحقيق الغايات .
س / من اين تحصل جمعيتكم على تمويلها ؟
ج / فيما يتعلق بالتمويل لدينا برنامج اطلقنا عليه ( أسم المرأة والتكنلوجيا ) الذي يقوم على أساس تعليم المرأة ثمانية برامج خاصة بالحاسوب وقد توصلنا الى هذا البرنامج من خلال تعاون جمعيتنا و(شركة ماكروسوفت العالمية ومعهد التعليم الدولي) حيث يتم منح شهادة تخرج للمتدرب من قبل الجهات الثلاثة ويتم إستحصال بمبلغ بسط لقاء التدريب والشهادة يصل الى خمسن الف دينار . وبعد تحقيق النجاح في البرنامج تم تعميه على الشباب من الرجال شرط ان يكون ثلثي البرنامج للنساء والثلث الاخير للرجال على إعتبار أن البرنامج مخصص للمراة في تسع دول عربية .
الحصول على مبالغ هذه الدورات يغطي جزء من نفقات جمعيتنا ، كما ياتينا تمويل اخر من خلال المشاريع التي نحصل عليها من وكالات الامم المتحدة ومنها المشاريع التي تحدثت عنها انفا .
س / ونحن مقبلون على تجربة الانتخابات البرلمانية الجديدة ، ما هو دور جمعيتكم في هذه المرحلة ؟
ج / منذ ان تم عرض الدستور العراقي على الشعب للاستفتاء عملت جمعية الامل العراقية على عقد ندوات توعوية للمواطنين العراقيين تضمنت شرحا مسهبا عن فقرات الدستور كونه يعتبر شيئا جديدا على المواطن العراقي . اما فيما يتعلق بالانتخابات فقد لعبت منظمات المجتمع المدني ومنها جمعيتنا دورا كبيرا في تثقيف المواطن العراقي على كيفية الادلاء بصوته في الانتخابات والمشاركة الحقيقية وعدم ضياع صوته دون جدوى ، وكانت لنا عدة لقاءات مع شرائح المجتمع المختلفة . كما عملنا بالتعاون مع الامم المتحدة على تدريب النساء المرشحات لمجلس المحافظة من خلال ثلاث ورش للعمل لكافة الكيانات السياسية . وتضمنت الورش مهارات في الحوار السياسي والتواصل ومشاركة المراة في العملية السياسية وكيفية القيام بالحملة الدعائية الناجحة .
ومن ثم نزلنا الى الشارع حيث بدات مرحلة تثقيف الناخبين العراقي حول كيفية الادلاء بصوتهم واهمية المشاركة وعدم ضياع الاصوات . وعليه نحن ندعو المفوضية الى التعاون معنا لحث المواطنين على المشاركة الفاعلة في الانتخابات البرلمانية القادمة سيما وإننا علمنا ان نسبة المراجعين الى تحديث سجل الناخبين قليلة وربما ستكون نسبة إلاندفاع والمشاركة قليلة بسبب إخفاق الحكومة العراقية في تحقيق الكثير من طموح الشعب وهذا يتطلب تدخل المنظمات الفاعلة لتحريك الناخب نحن تغيير وجهة نظره .
س / كيف ترون دور وزارة منظمات المجتمع المدني ، وهل لها فاعلية في تحسين عملكم ؟
ج / أوكد ان أغلب منظمات المجتمع المدني تطوعية تحصل على دعم بسيط من الهيئات الدولية ومن نشاطات تقوم بها هذه المنظمات تكون اغلبها في خدمة المجتمع . اما فيما يتعلق بوزارة منظمات المجتمع المدني الأتحادية فأعتقد انها كانت وزارة غير ضرورية وجاءت لارضاء كتل سياسية بعضها للبعض الاخر . أي أن هناك كتل سياسية لم تحصل على وزارت فكان لابد إيجاد شيء لها في الحكومة فكانت مثل هذه الوزارة وغيرها من الوزارات التي أعتقد ان وجودها كعدمه بل ليس لديها أي نشاط على أرض الواقع . ومن هنا فنحن نقول ان غلق هذه الوزارات أصبح امرا ضروريا كونها لم تفي بالغرض الذي تأسست من اجله .
وإتهمت العميدي بعض الجهات السياسية بمحاولة تسييس منظمات مجتمع مدني لصالحها قائلة : كما فعل حزب البعث سابقا مع إتحاد النساء ونقابة العمال التي لم يكونا معترف بهما دوليا بعد ان ادلجهما البعث كمنظمة ناطقة بأسمه ، تعرضنا للمضايقات من مختلف الجهات السياسية التي حاولت التقرب منا وضمنا اليهم كدعاية إنتخابية
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- شاهد عيان: جيش الكيان الاسرا..ئيلي قصف الانسان والحيوان والشجر والحجر
- فرع كربلاء لتوزيع المنتجات النفطية: الخزين متوفر والمولدات الاهلية تتسلم كامل حصصها من الكاز هذا الشهر
- تحول إلى محال تجارية.. حمّام اليهودي في كربلاء (فيديو)