اكد رئيس مركز الهادي لاعتلال العضلات والاعصاب التابع لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة ان الاطباء الخبراء العالميين الذين تم استقطابهم للعمل في المركز اكتشاف "حالات عراقية" شكلت طفرات وراثية لم يشاهدوها في اي مكان آخر، وهو امر يعطي انطباع ان هناك حالات معقدة جدا وعلى مستوى البحث العلمي ستكون للمركز الريادة، حيث ستظهر للعالم طفرات وراثية لم تظهر في اي بلد آخر.

وقال رئيس مركز الهادي لاعتلال العضلات والاعصاب الدكتور صالح سلمان الجابري في حديث مع وكالة نون الخبرية ان" المركز يعد من المراكز النوعية والتخصصية الجديدة على مستوى العراق والمنطقة، وهذا المركز لم يكن ليتأسس لولا الدعم اللامحدود من قبل المولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، بناء على رؤية العتبة المقدسة تنصب حول توفير المراكز النوعية التي تقدم خدمات تخصصية نوعية، والمرضى المستهدفون بالخدمة من قبل المركز هم مرضى الاضطرابات العضلية والعصبية، التي نصفهم بصراحة انهم فئة مظلومة جدا ومركونة ليس في العراق فحسب بل في اغلب الدول المتقدمة، والسبب يكمن في صعوبة هذه الحالات المرضية المعقدة جدا، لدرجة انه للوهلة الاولى اكد الاطباء الخبراء العالميين الذين تم استقطابهم للعمل في المركز بنص عبارتهم انها "حالات عراقية" لاننا اكتشفنا طفرات وراثية لم نشاهدها في اي مكان آخر، وهو امر يعطي انطباع ان هناك حالات معقدة جدا وعلى مستوى البحث العلمي ستكون لك الريادة، حيث ستظهر للعالم طفرات وراثية لم تظهر في اي مكان آخر".

واضاف الجابري ان" العتبة الحسينية تحرص على تقديم افضل رعاية طبية لهم دفعنا الى العمل بخطة مكونة من ثلاث مراحل رئيسية، تتضمن التسجيل في قاعدة البيانات والتشخيص، بسبب اطلاعنا على ان اغلب الحالات المرضية وجدناها مشخصة بشكل غير صحيح وسلكوا في علاجهم طريق بعيد جدا عن الطريق الواجب اتباعه في البرامج العلاجية او التغذية وغيرها، وتمكنا خلال مدة وجيزة جدا وعبر استقطاب كفاءات طبية عالمية مثل البروفسور الياباني "ايتيشيزو نيشينو" رئيس المركز الوطني القومي للجملة العصبية في طوكيو، هذا المركز الذي يعد واحد من افضل ثلاث مراكز عالمية التي ترسل اليها العينات من جميع انحاء العالم لاجراء تحاليل الخارطة الجينية وخزع العضلات ليتم صبغها بصبغات نسيجية معينة للوصول الى التشخيص الدقيق"، وقد وقع البروفسور الياباني "ايتيشيزو نيشينو" عقد مع الهيئة ليصبح ضمن ملاكات المركز الطبية، حيث اكد انه اسس الكثير من المراكز في دول عدة، لكن الدافع الذي جعله يرغب بالعمل في مركز الهادي هو ما وجده من رغبة وشغف لدى المسؤولين عليه، وكذلك توفر الامكانات على افضل ما يكون، وايضا الدعم المادي الذي تحتاج لتوفيره لتحقق النجاح".

واوضح ان" البروفسور السانغفوري "امباثي" الذي اصبح احد العاملين في المركز وجزء منه الذي تولدت لديه القناعة التامة بدعم العتبة الحسينية المقدسة وعمل هيئة الصحة والتعليم الطبي وما تقدمه من دعم الذي شجعه ليكون جزءً من مركز الهادي واحد مسؤوليه، ومن خلاله بدأنا نتوسع عالميا ونحن بصدد توقيع مذكرة تفاهم مع جامعة طهران الطبية، كما ننتظر استقبال اطباء من دول عدة ليكون المركز هو للتدريب بالنسبة لهم على مستوى الدراسات لشهادتي البورد الطبي ولما بعد الدكتوراه"، مبينا ان" الكثير من الحالات المرضية اكتشفنا خلال عملنا في الشهرين الماضي والحالي انها مشخصة بشكل خاطئ بعد اجراء الفحوصات الجينية وعينات الخرعة بعد التعاقد مع مختبر في اليابان، وتبين انها حالات بسيطة جدا يمكن ان تكون لها علاجات، وقد تحسنت حالات الكثير من المرضى بسرعة كبيرة".

ولفت الى ان "المركز يطمح خلال المدة المقبلة واعتمادا على الاسترتيجية التي نعمل بها بالتنسيق مع فريق العمل الذي هو عبارة عن اطباء اجانب من اليابان وسانغفورة ومصر وبريطانيا وفرنسا، والآن تلقينا طلبات من اطباء من تركيا والاردن بالرغبة بالالتحاق بالعمل معنا ومعهم اطباء عراقيون"، منوها الى ان " المرحلة المقبلة سيكون التركيز بها على بروتوكولات العلاجات التي ستحدد للمرضى، بالرغم من شروعنا بتوفير الكثير من العلاجات وبرامج التأهيل، وكذلك انشاء المراكز البحثية بالتنسيق مع جامعة طهران الدولية وفرعها في العراق المتمثل بجامعة السبطين للعلوم الطبية في كربلاء المقدسة، بعد توقيع عقد الية التعاون لجعل المركز البحثي داخل الجامعة لاعطاء الصفة الاكاديمية بوجود الاساتذة والطلبة، لتوفير امكانية اجراء البحوث على مستوى "الهيستوباثولوجي" و" الموليكير بايولوجي"، او "البحوث الوراثية"، عبر خطة مدتها (4 ــ 5) سنوات المقبلة، الغاية منها الاعتماد بالكامل على الملاكات الطبية العراقية التي تلقت تدريبات عالية المستوى، ونسعى لان تكون جميع التحاليل التي تجرى حاليا في مراكز ومؤسسات خارج او داخل العراق الى داخل العراق".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة