- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الرياضة العراقية بين التفلسف والتقشف
حجم النص
بقلم / مسلم الركابي تسعى دول العالم المتحضر الى اعتماد خطط واضحه ترتكز على فلسفة وستراتيجية خاصه في بناء مجتمعاتها حيث تكون هذه الفلسفة والاستراتيجية متوافقه مع امكانيات الدولة من حيث الموارد البشرية والمادية اضافة الى معطياتها الاجتماعية حيث تكون لهذه الستراتيجية والفلسفة وفي قمة اهدافها هو بناء مجتمع سليم ,وتعتبر الرياضه احدى اهم الروافد الاساسية في بناء المجتمعات وبالفعل فقد اولت دول العام المتحضرة الاهتمام الكبير بالرياضه والتي اصبحت تمثل افضل واقصر طريق لبناء المجتمع لما للرياضة من معاني انسانية واخلاقية سامية , وليس العراق بمعزل عن هذه الفكره.ولو اننا في العراق وخاصة بعد عام 2003 والتي شهدت سقوط اعتى ديكتاتورية في العالم حيث بزغ فجر جديد في حياة العراقيين ,فجر حمل احلام وامنيات العراقيين الفقراء الى الله بغد افضل بعد عقود القهر والحرمان والاضطهاد والتي مرت على العراقيين بسنين عجاف بكل شئ,وكانت الرياضة العراقية جزء من هذا الخراب الهائل , ولذلك كان الرياضيون العراقيون باستمرار يحلمون برياضة عراقية صافية نقية فيها الانجاز والملاعب والقاعات والمسابح والبطولات التي تجعل راية العراق تأخذ مكانها بين اعلام ورايات الدول في المحافل الرياضية والاولمبية وكان هذا ولا يزال مجرد حلم ليس الا!. فمن يتأمل المشهد الرياضي العراقي بعد عام 2003 والى اليوم لا يشاهد سوى فوضى رياضية عارمة لها اول وليس لها اخر ,بعد غياب مرتكزات بناء الدوله اضافة الى غياب او تغييب فلسفة وستراتيجة بناء المجتمع وفق معطيات التغير بعد عام2003 , فقد اصبحت الرياضة العراقية ملكاً مشاعاً بيد الطارئين والمتخلفين والمتسلقين والذين رمت بهم الصدفة الى مواقع القرار الرياضي , فقد سعى هؤلاء وبكل الطرق والوسائل الى الوصول الى مفاصل القرار في الرياضة العراقية بعد ان تم افراغ الرياضة العراقية من الكفاءات والكوادر المتخصصة المهمة والتي كانت تمسك بملف الرياضة العراقية بكل كفاءة ومهنية , فقد تم ابعاد واستبعاد الرياضيين العراقيين الابطال والذين حققوا الكثير والكثير لرياضة الوطن من خلال تواجدهم في الميدان الاداري للرياضة العراقية حيث اخذت الكفاءات الرياضية الادارية العراقية المساحة الواسعة التي تستحقها من خلال التواجد في اللجان الاولمبية والاتحادات الرياضية الدولية والقارية والعربية , مما جعل للعراق صوتاً فاعلاً ومؤثراً في صناعة القرار الرياضي الاسيوي والعربي والدولي , كل ذلك ضاع واصبح مجرد ماض جميل نتذكره بمرارة كبيرة بعد ان استحوذ الطارئون والمتخلفون والمتسلقون والذين يجيدون اقتناص الفرصة بأنتهازية كبيرة في الوصول الى المواقع المهمة في الرياضة العراقية وهنا بدأ الخراب حيث ضرب تسونامي الفساد اركان الرياضة العراقية وفي الصميم بعد ان اسرف المفسدون في تقطيع اوصال الرياضة في عراقنا الجديد , ففي زمن المئات والمئات والمئات من المليارات والتي اهدرت وضاعت في جيوب الفاسدين كانت الرياضة العراقية تترنح يوماً بعد يوم فقد ابتيلت رياضتنا بآفة التنظير والتفلسف والتي عمل عليها هؤلاء المفسدون.فكم من مؤتمر ؟ وكم من جلسة حوار؟ وكم من حلقة نقاشية ؟ عقدت للحديث عن الرياضة العراقية دون ان نلمس شئاً قفد كنا نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً فقد غزى الرياضة العراقية جيش جرار من المستشارين والمنظرين وفلاسفة الصدفة وغير ذلك والذين جعلوا الرياضة العراقية بقرة حلوب تدور في حلقة مفرغة عبر اكثر من عشر سنوات مضت. اين هي نظرياتهم ؟ واين هي فلسفاتهم ؟ واين هي نتائج مؤتمراتهم وندواتهم وجلساتهم ؟ كل ذلك كان مجرد كلام ليس اكثر , ولو دققنا النظر في لغة الارقام وتأملنا المئات والمئات والمئات من المليارات والتي صرفت طيلة السنوات الماضية لاصابنا الذهول والاحباط فنحن اليوم غير قادرين على انجاز بناء ملعب كامل متكامل اسوة بباقي شعوب الارض ليس لنا سوى المدينة الرياضة في البصرة التي اكلت ولازالت تأكل من ميزانيات الرياضة العراقية الكثير والكثير جراء الفساد وسوء الادارة والاهمال بعد ان كان المشروع برمته وبتكلفة نصف مليار دولار اليوم يتحدث وزير الشباب والرياضة عن صرف اكثر من مليار دولار على المشروع الذي لم ينتهي بعد (مليار دولار والحبل على الجرار) ترى من المسؤول عن هذا الهدر في المال العام ؟ وفي باقي المشاريع المتلكئة والمتوقفة والتي تشكل علامة فارقة ومميزة في مسيرة عمل وزارة الشباب والرياضة فهناك على سبيل المثال وليس الحصر مشروع القاعات الرياضة العشرة ذائع الصيت وكذلك العديد من المشاريع الاخرى والتي طرحها الفساد ارضاً بعد ان اصبحت مجرد مشاريع على الورق او انها مجرد هياكل ليس الا فكل وزير يذهب يترك وراءه تركة ثقيلة ينوء بحملها الوزير الذي يأتي بعده بعد ان اسرفت وزارة الشباب والرياضة ببعثرة المليارات هنا وهناك وعلى مدى اكثر من عشر سنين مضت وعلى مشاريع غريبة وعجيبة واحياناُ مشاريع ليس لها صلة بعمل او مهمات وزارة الشباب والرياضة , حيث اننا نسأل بأستمرار ما الذي جنته الرياضة العراقية من مشاريع برلمان الشباب والمرصد الشبابي واحتفالات السيادة ومهرجانات الجائزة الكبرى وبروتوكولات التعاون مع دول العالم التي زارها السادة وزراء الشباب والرياضة في عراقنا الجديد وغير ذلك الكثير والكثير مما جعل المئات والمئات والمئات من المليارات تذهب سدى دون وجع قلب. لو تأملنا المشهد الاولمبي العراقي لوجدناه اكثر بؤساً من واقع وزارة الشباب والرياضة خاصة بعد ان تلاعب السياسيون وبمهارة فائقة بالبيت الاولمبي العراقي من خلال زج العديد من الطارئين والمتخلفين والمتسلقين الى داخل البيت الاولمبي حيث تلاعب هؤلاء بفقرات قانون 16 لسنة 1986 وبغطاء سياسي واضح ولاهداف واضحة للعيان مما اتاح الفرصة لشخصيات لاتفقه شيئاً في العمل الرياضي الاولمبي ان تتصدر المشهد الاولمبي العراقي حيث اصبحنا نشاهد من يحمل شهادة الدراسة الاعدادية او حتى المتوسطة يصل اليوم الى المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية الوطنية العراقية وهذه الشخصيات هي التي جعلت البيت الاولمبي العراقي اليوم بأضعف حالاته فهو اصبح اوهن من بيت العنكبوت ,فالارقام اليوم تتحدث عن ضياع اكثر من 400 مليار دينار وخلال عشرة سنوات في العمل الاولمبي , اجل اكثر من 400 مليار دينار هذا الرقم هو صدمة حقيقة بحد ذاته ورغم هذه الارقام الفلكية لازلنا نسمع بان لاعب المنتخب الوطني في الالعاب الفردية يحصل على مخصصات قدرها 125 الف دينار فقط في حين بلغت رواتب المدير التنفيذي للجنة الاولمبية واعضاء المكتب التنفيذي الى 2000 دولار اضافة الى سيارات رئاسية ومخصصات اطعام وبانزين وسكن وفاتورة موبايل! ورغم هذه الارقام الفلكية ونحن نسمع ان اسرع عداءة عراقية (دانه حسين) تشتري حذائها من السوق لان تجهيزات اللجنة الاولمبية من الدرجة الثانية والسبب هو العمولة (والقمسيون) ايها الساده ورغم هذه الارقام الفلكية ونحن نسمع بان خيول اتحاد الفروسية العراقي تعيش في الاردن حيث يتم صرف اموال علفها من ميزانية اللجنة الاولمبية (يبدو انها غير قادرة على العيش في العراق ؟) ورغم هذه الارقام الفلكية لازلنا نسمع بأن الاتحادات الرياضية الفرعية وممثليات اللجنه الاولمبية في المحافظات لم تستلم مخصصاتها ومنحها منذ اكثر من عام هذه الشواهد وغيرها الكثير كان سببها وجود قيادات رياضية لاعلاقة لها بالرياضة حيث انها تفتقد للشهادة العلمية التي تؤهلها لقيادة العمل الاولمبي او ما يسمى برياضة الانجاز العالي , والتي كانت سبباً مباشراً في ضياع وسرقة وهدر اكثر من 400 مليار دينار خلال السنوات العشره الماضيه فقد فشلت هذه الشخصيات على اختلاف مسمياتها في البيت الاولمبي العراقي على ايجاد قاعدة رياضية للناشئين والاشبال ولكافت الالعاب الفردية والجماعية فقد انشغلت هذه الشخصيات بمصالحها الضيقة واخذت تبحث عن ملذات السفر والورق الاخضر من خلال المشاركة في البطولات الوهمية والتي كانت عنواناً بارزاً من عناوين الفساد. واليوم دعونا نسأل بصدق من يحاسب هؤلاء؟ واين ذهبت النظريات والفلسفات والتي كانوا يتبجحون بها فقد اكل زمن التفلسف والنتظير الكثر من جرف الرياضة العراقية واليوم ونحن نعيش زمن جديد هو زمن التقشف والذي على ما يبدو قد استثمره الطارئون والمفسدون في الرياضة العراقية فحينما يطالب الرياضيون اليوم بحقوقهم يأتي الجواب بأننا نعيش زمن التقشف والدوله العراقية تحكمها اجراءات التقشف. اكثر من 400 مليار دينار والتي اضاعها قادة الرياضة في عراقنا الجديد وبغطاء واضحاً من سياسيو الصدفة والذين جعلوا الرياضة في خدمة السياسة وهذا هو مربط الفرس كما يقولون فشعوب الارض ودول العالم القربي والبعيد تجعل السياسة ونظرياتها وآلياتها وادواتها في خدمة الرياضة , الا نحن في العراق فقد سخرنا الرياضة من اجل السياسة ولذلك ضاعت رياضتنا العراقية بين دهاليز التفلسف وآليات التقشف. وكان الله والعراق من وراء القصد مسلم الركابي [email protected]
أقرأ ايضاً
- اهمية ربط خطوط سكك الحديد العراقية مع دول المنطقة
- حماية الاموال العراقية قبل الانهيار
- نصيحتي الى الحكومة العراقية ومجلس النواب بشأن أنبوب النفط الى العقبة ثم مصر