- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الحشد الشعبي بين المركزية وتعدد القيادات ؟!!
حجم النص
بقلم:محمد حسن الساعدي منذ انطلاق تشكيل سرايا الدفاع الشعبي على أثر الفتوى التي اطلقها المرجع الديني الاعلى للشيعة السيد علي الحسيني السيستاني والتي جاءت على أثر تدهور الملف الامني، وسقوط محافظات الموصل وصلاح الدين تباعاً، وما تلاها من سيطرة داعش على مناطق واسعة من ديالى وكركوك، الامر الذي جعل بغداد في مرمى أهداف داعش، فجاء تشكيل هذه السرايا والألوية ووفق مسميات متعددة، سعت الى توزيع المهام وتكون بديلاً للجيش العراقي الذي انهار كلياً وخلال وقت قصير جداً، حاملاً معه خسارة الارض والعدة والمعدات العسكرية والتي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات. وما ان تحرك هذا الحشد الشعبي الى مناطق المواجهة مع داعش، وتحقيق انتصارات نوعية أستطاع من خلالها تحرير آلاف الاميال وطرد الدواعش منها، الامر الذي جعله في مرمى التسقيط مرة، ومرة أخرى التشويش والتشويه، وهناك من يُشكل على الحشد الشعبي بفقدانه الى المركزية في التوجيهات العسكرية ؟! الامر ليس بهذه الصورة، فمنذ تشكيل السرايا، وتم التوجيه بضرورة أن يكون زمام الامر بيد القيادة العامة للقوات المسلحة والمتمثلة بالسيد رئيس الوزراء، وتم تشكيل هيئة خاصة سميت بهيئة الحشد الشعبي، تقوم بادارة ملف الحشد تفصيلياً مع حفظ حقوق كافة المتطوعين دون استثناء، لهذا فأن جميع سرايا الحشد الشعبي تعمل تحت مظلة القائد العام للقوات المسلحة وتتمتع بوحدة الادارة والتخطيط والتنفيذ كذلك، وخير مثال على ذلك الانتصارات المهمة والمتحققة على الارض، والتي جاءت بهذا المجهود وبهذا التخطيط والتنفيذ العالي والتنسيق الموجود بين فصائل الحشد الشعبي عموماً. ربما هناك من يرتكب الاخطاء باسم الحشد الشعبي، وربما هناك من يرتكب المخالفات باسمه، وهذا الامر يتحمله صاحب الجناية والخطأ، وتطبق بحقه كافة السياقات القانونية والعسكرية المرعية. الحشد الشعبي يحمل التنوع الكمي والنوعي، وهذا الامر اكسبه قوة لا ضعف، لانه جاء على أساس فتوى المرجعية الدينية، مما أكسبه التنوع في القيادات والتنظيم، وهذا التنوع لايعني التفرد واللامركزية في القرار والحركة. ربما هناك من يحاول الاساءة للحشد الشعبي من خلال بعض التصرفات غير المسؤولة، والتي تأتي ربما بقصد او من غير قصد، والتي بالتأكيد تسيء كثيراً للتضحيات التي يقدمها في مناطق ليست مناطقه، الا انه يحمل هموم تخليص بلده من سيطرة داعش، وفك الاشتباك عن الحواضن التي زرعت الغرباء في البلاد، وجعلتهم يستبيحون الاعراض، ويقتلون النفس المحترمة، وتطهير بلده من رجس الدواعش. الامر المهم هو ضرورة توحيد الجهود، من كافة سرايا الحشد الشعبي، وتوحيد الهدف، وتفويت الفرصة على داعش في محاولته بث الفرقة بين ابناء وقيادات الحشد، للتغطية على الانكسار والانتكاسة التي اصابت اغلب قياداته، وجعلته يخسر الآف الاميال امام تقدم الحشد الشعبي والجيش العراقي والعشائر، لهذا يحاول الدواعش اليوم بث الاشاعات والدعايات التي تنال من الحشد الشعبي، عبر لسان حالهم بعض السياسيين، والذين اصابتهم الخيبة وكانوا يمنون انفسهم بالدخول الى بغداد منتصرين، لهذا يلجأ هولاء السياسيين الى التشويش والتشكيك بالحشد الشعبي ونواياه، وإثارة الخلافات بين قياداته، وهذا ما اصبح مكشوفاً للجميع. ربما نحن اليوم بأمس الحاجة الى حشد سياسي يكسر انوف دواعش السياسية، الذين كانوا وما زالوا وباءً على العراق وشعبه، وأدخلوه في نفق مظلم لا يرى النور، وفق اجندات ودعم أقليمي ودولي، وتحرير البرلمان ليكون مؤسسة داعمة لبناء الدولة العادلة.
أقرأ ايضاً
- البرلمان العراقي يقر راتبه سراً ؟!!
- اختلاف أسماء المدن والشوارع بين الرسمية والشعبية وطريقة معالجتها
- الفضيحة الاخلاقية فرصة لتصحيح مسار تعيين القيادات الجامعية