حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم مسالة الحفاظ على التراث مسالة مهمة وتستحق دعم وتوثيق، ولكن ماهية الاشياء التي تنضوي تحت فقرة تراث ؟ وبحجة التراث تعاني العتبات المقدسة من مشاكل اذا ما اقدمت على اعمار العتبات والارتقاء بها وفق الظروف المستجدة والتطور العمراني الذي بدا يغزو العالم، فالبعض اما جهلا او قصدا يتهجم على ادارات العتبات عند الشروع بمشروع لتطوير العتبة واذكر في حينها الهجمة التي تعرضت لها العتبة الحسينية المقدسة عندما شرعت بتسقيف الصحن الحسيني الشريف علما انها لم تهدم ولا طابوقة ولكنهم تحججوا بالتراث، ولا اعلم هل التراث حكرا على اخر من عمر العتبات؟ العتبة العلوية لم تسلم من هذه المشاكل ومع كل مشروع للتطوير والاعمار تنطلق تلك الاصوات معترضة على هدم التراث، وكان الذي بنى العتبة قبل 200 عام اصبح تراث يحق له هدم ما قبله ولا يحق لنا هدم ما بناه، بعد جدل وهات وخذ تمت الموافقة على اعادة تذهيب القبة وبشروط منها المحافظة على التذهيب السابق وادامته واضافته الى القبة مع دعم الوقف الشيعي ماديا والعتبة العباسية بجهودها، وبدا العمل بعد موافقة الامين العام للعتبة العلوية السابق في 9 ربيع اول 1434 للهجرة وقد اقيم احتفال واسع بوضع حجر الاساس وبدء العمل حضره كثير من الشخصيات المسؤولة وعلى راسها السيد صالح الحيدري رئيس ديوان الوقف الشيعي السابق والسيد محمد بحر العلوم رحمه الله. وبدات الايادي الخيرة بالعمل بجهود علوية وحرص عقائدي حتى ينجز هذا العمل والذي هو جزء يسير جدا من استحقاقات امير المؤمنين عليه السلام علينا. الان توقف العمل في هذه القبة والتي بقيت عارية من الالواح الذهبية تلتف عليها القضبان الحديدة والالواح الخشبية يغطيها الجادر لتمنع تامل الزائر الكريم في ان يراها تلمع مجددا. هنالك ظاهرة تتصف بها بعض المؤسسات الحكومية لا سيما الوزارات عند استبدال مسؤوليها ياتي الجديد ليعمل من الصفر لاغيا ما انجزه سلفه بل وحتى توقف والغاء مشاريع قيد الانجاز،اضافة الى تعيين ذويه بالمناصب الحساسة في الوزارة او المؤسسة، وان شاء الله هذا الامر بعيد عن العتبات مسالة استبدال امين عام العتبة العلوية فهي الاكثر تغييرا من بقية العتبات، وهذا بالتالي اثر بعض الشيء على استمرارية الاعمار بالرغم من ان لهم جهودا لايمكن لنا ان نغفل عنها في اعادة اعمار بعض ملحقات العتبة، ولكننا نتساءل عن سبب التوقف هذا بالنسبة لقبة امير المؤمنين عليه السلام وهي في مرحلة لا يمكن ارجاعها للسابق ولا يمكن بقائها على هذا الحال، كما وان هنالك رجال في العتبة العلوية كان لهم الدور المشرف حالما سقط طاغية العراق في بذل جهودا استثنائية ومجانية من اجل الحفاظ على العتبة العلوية المقدسة ايمانا منهم بولاية امير المؤمنين عليه السلام واستحقاقه على من جاور مرقده في الحفاظ عليه، هؤلاء هم ان لم يكونوا كلهم فالبعض منهم اصبحت لديهم خبرة لا يستهان بها ابدا في ادارة كثير من اعمال العتبة، فالمسؤولية ملقاة على عاتقكم في ضرورة استمرارية تذهيب القبة واعادة ما يمكنكم اعادة اعماره، اضافة الى استحداث مشاريع تستحقها النجف الاشرف ارض الضجيعين ومنجم العلماء ومقر المرجعية العليا للشيعة.
أقرأ ايضاً
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
- قصة حقيقية تبين التعامل الواعي مع الحسين (ع)