- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ممثليات اللجنة الاولمبية بين الضرورة والتهميش !!!
حجم النص
بقلم مسلم ألركابي تمثل ممثليات اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية إحدى المفاصل المهمة والتابعة للبيت الاولمبي العراقي ,وتعتبر هذه الممثليات بمثابة لجنة اولمبية مصغرة في كل محافظة من محافظات عراقنا الحبيب ,حيث توجد لدينا (18) ممثلية موزعة على محافظات الوطن باستثناء محافظات إقليم كردستان والتي ترتبط إداريا وفنيا وماليا مع اللجنة الاولمبية في إقليم كردستان العراق ,وهذه الممثليات ال(18) تظم الكثير من الكوادر الإدارية والفنية والتي تعمل برياضة المحافظات ,حيث إن كل ممثلية تظم تحت لواءها بما لا يقل عن (23) اتحاد فرعي , وهذه الاتحادات فيها الكوادر الإدارية والفنية إضافة إلى الكم الهائل من اللاعبين ولمختلف الفعاليات الرياضية ,ومن هنا تبرز أهمية وجود هذه الممثليات , لما تلعبه من دور إشرافي رقابي وفني على عمل ونشاطات الاتحادات الفرعية وبالتالي تكون هذه الممثليات هي المحور الأساسي في قيادة دفة رياضة المحافظات , لذلك نرى إن اللجنة الاولمبية ومكتبها التنفيذي قد أدركوا أهمية وجود هذه الممثليات فجعلوا لها مكتباً خاصاً يعنى بشؤونها يسمى (مكتب الممثليات) , وأعطيت رئاسته إلى السيد زاهد نوري عضو المكتب التنفيذي ورئيس الاتحاد العراقي للرماية ,وحينما نتأمل المشهد الاولمبي العراقي اليوم نلاحظ وبصورة واضحة إن هذه الممثليات أصبحت تشكل مؤسسة فاقدة الجدوى , ولذلك أصبحنا نسمع بين الفينة والأخرى اصواتا تطالب بإلغاء هذه الممثليات لأنها تمثل (حلقة زائدة في الجسد الاولمبي العراقي) على حد تعبير البعض ,فهل هذه الممثليات بكل طاقاتها البشرية الهائلة , وعملها الميداني وتحملها مسؤولية قيادة رياضة المحافظات هي فعلا حلقة زائدة في الجسد الاولمبي العراقي كما يزعمون؟؟؟؟ ,وبالمناسبة نحب أن نؤكد تجربة العمل بنظام الممثليات لم تكن مقتصرة على العراق فقط وإنما هذه التجربة نراها في دول متعددة وبالأخص دول الجوار لأنها تجربة متوافقة مع ميثاق العمل الاولمبي الدولي فهي ليست بدعة كما يحلو للبعض تسميتها ,لكننا في العراق وكما يعرف الجميع نفتقد كثيراً المهنية في العمل الاولمبي وذلك لوجود فهم خاطئ لطبيعة العمل الاولمبي إضافة إلى وجود شخصيات بعيدة كل البعد عن مفاهيم العمل الاولمبي , شخصيات جلبتها لوائح انتخابية عرجاء يشوبها الكثير اللغط , هذه اللوائح الانتخابية هي التي مهدت الطريق لوصول الطارئين إلى مواقع المسؤولية في اللجنة الاولمبية ,حيث يعلم الجميع كيف تشكل المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية وكيف جرت الانتخابات وكيف فاز من فاز وكيف خسر من خسر,وهذه الانتخابات ألقت بضلالها على طبيعة العمل الاولمبي العراقي مما جعل البيت الاولمبي العراقي عرضةً للهزات والأزمات جراء حالات النزاع والصراع والشخصنة والتدخلات ,مما اثر سلباً على رياضة الانجاز بشكل عام ,بعدما تهافت الجميع على المشاركات في البطولات الوهمية والسفرات السياحية والتي أعطت انطباعا إن الجميع يلهث وراء المصالح والمكاسب والتي ضيعت الكثير من الفرص على الرياضة العراقية ولا ننسى قضية البطاقات المجانية والتي منحت للجنة الاولمبية العراقية في دورة لندن 2012 وكيف استولى أعضاء المكتب التنفيذي على تلك البطاقات مما جعلنا نشاهد رئيس اتحاد مركزي وعضو مكتب تنفيذي يقوم بمهام إداري للاعبة مشاركة بالدورة ,وغير ذلك الكثير من حالات النتائج الكاذبة والمشاركات الوهمية في البطولات التي لا تقدم شيئا للرياضة العراقية , ثم شاهدنا كيف تعقد العمل الإداري في اللجنة الاولمبية وبشكل كبير خاصة بعد إسناد مهمة إدارة المكتب التنفيذي للسيد جزائر السهلاني تلك الشخصية الغامضة والمثيرة للجدل ابتداء من تنظيراتها العجيبة والغريبة وانتهاء بانتهازيتها المفرطة ,حيث يشكو كل من يراجع اللجنة الاولمبية من حالات التعسف الإداري والروتين القاتل والبيروقراطية المقيتة والتي تتبعها الكوادر الإدارية في اللجنة الاولمبية بناءا على توجيهات السيد السهلاني , وحينما نعود إلى مكتب الممثليات والذي أسندت رئاسته إلى السيد زاهد نوري , نراه مكتبا فاقدا للصلاحية , حيث أننا لم نشاهد أي نشاط لهذا المكتب ولم نشاهد السيد زاهد نوري رئيس مكتب الممثليات يتفقد إحدى الممثليات في المحافظات , حيث اقتصر عمل مكتب الممثليات على العمل الكتابي ومسألة كتابنا وكتابكم فقط ,فمكتب الممثليات لم يؤدي أي مهمة من مهامه المتعددة حيث لا توجد اجتماعات دورية للممثليات ولا يوجد تواصل حقيقي مع الممثليات ولا توجد أي بادرة من مكتب الممثليات اتجاه تبني حل مشاكل الاتحادات الفرعية والدليل هو عدم صرف مخصصات الاتحادات الفرعية منذ مطلع عام 2014 ولحد الآن في حين نشاهد إن مخصصات الاتحادات المركزية تصرف في مواعيدها وبانتظام ,ولم يحسم مكتب الممثليات موضوعة انتخابات الاتحادات الفرعية منذ سنتين وهذه أهم واجبات مكتب الممثليات ,فليس من المعقول أن نشاهد مكتباً مسؤولاً عن (18) ممثلية في العراق بهذا المستوى من الوهن والضعف , فما هو الدور الذي يقوم به هذا المكتب ؟؟؟ صحيح إن رياضة المحافظات تعاني من التهميش والإقصاء بفعل النظرة الفوقية الضيقة والتي يتعامل بها بعض أعضاء المكتب التنفيذي إضافة إلى اغلب رؤوساء الاتحادات المركزية والتي جعلت رياضة المحافظات تعيش تحت خط الفقر دائماً , وهنا نسأل بكل صدق ما لذي قدمه مكتب الممثليات لرياضة المحافظات , فالاتحادات الفرعية المنضوية تحت ألوية الممثليات تفرض عليها الاتحادات المركزية سطوة كبيرة جدا وتقيدها بقيود خانقة مع العلم إن نسبة رياضي المحافظات في المنتخبات الوطنية تشكل أكثر من 75% , ورغم ذلك نشاهد الاتحادات المركزية تتعامل مع الاتحادات الفرعية على أنها مجرد صوت انتخابي تحتاجه إثناء الانتخابات ,والدليل هي المنح السنوية للاتحادات الفرعية والتي لاتصل إلى الاتحادات الفرعية إلا (بشلعان الكلب) وأحيانا تستولي الاتحادات المركزية على منح الاتحادات الفرعية بحجة تغطية نفقات المشاركات الخارجية , وشاهدنا كيف صودرت مخصصات الاتحادات الفرعية لعام 2014 بطريقة غريبة وعجيبة فالاتحادات الفرعية لم تستلم مخصصات النقل الخاصة بكوادرها الإدارية والتدريبية منذ بداية عام 2014 ولحد الآن , وكل ذلك والمكتب التنفيذي لم يحرك ساكن , ولا نأتي بجديد حينما نقول إن منح الممثليات لا تصل بانتظام فهي تصل بطريقة القطارة قطرة قطرة ,فما هو دور مكتب الممثليات من كل ذلك ؟وما هو دور رئيس مكتب الممثليات اتجاه معاناة الاتحادات الفرعية والممثليات من حالة التهميش التي تعانيها ؟؟؟إن مَنْ يفكر إن ممثليات اللجنة الاولمبية في المحافظات هي(حلقة زائدة في الجسد الاولمبي العراقي) عليه أن يعرف إن الدولة تتجه اليوم نحو النظام اللامركزي من خلال عملية نقل الصلاحيات من الوزارات إلى الحكومات المحلية والتي ستطبق ابتداء من منتصف آب المقبل , ولا نعرف كيف سيكون وضع الاتحادات الفرعية في المحافظات بدون وجود ممثليات ؟؟؟ وكيف ستتعامل هذه الاتحادات مع الحكومات المحلية في المحافظات بعد أن كانت منضوية تحت لواء مؤسسة مستقلة هي ممثلية اللجنة الاولمبية , لذلك أصبح لزاماً علينا اليوم أن نعضد ونعزز دور الممثليات في المحافظات لأنها باتت ضرورة ملحة لرياضة المحافظات , وتعضيد وتعزيز دور الممثليات لا يأتي إلا من خلال تفعيل دور مكتب الممثليات في اللجنة الاولمبية بعد معالجة حالة الوهن والضعف والتي يعاني منها مكتب الممثليات وإسناد رئاسة المكتب إلى شخصية فاعلة ونشطة وقيادية وقريبة من هموم رياضة المحافظات شخصية تمتاز بكاريزما خاصة تتحمل ثقل المسؤولية مما يسمح لها بان تدافع عن رياضة المحافظات بكل قوة من خلال صلاحيات واضحة وواسعة تساهم في رفع الحيف والغبن عن رياضة المحافظات , علينا أن نفكر بروح وعقلية جديدة ونتعامل مع موضوعة الممثليات بمسؤولية كبيرة جداً من خلال تفعيل دور الممثليات في المحافظات بإعطائها الصلاحيات الكاملة بالإشراف الرقابي والفني والمالي والإداري على الاتحادات الفرعية , فالممثليات اليوم أصبحت عبارة عن (ساعي بريد) ,بين اللجنة الاولمبية والاتحادات الفرعية , فالاتحادات المركزية لها السلطة العليا على الاتحادات الفرعية فهي تتحكم بالاتحادات الفرعية وفق ما تراه مناسباً ووفق ما تقتضيه مصالحها الانتخابية , وكل ذلك جعل الممثليات لا حول لها ولا قوة , فقد أضرت اللوائح الانتخابية والتي طبقت أخيرا الممثليات والاتحادات الفرعية بعد تقليص الهيئات العامة للاتحادات الفرعية واقتصارها على الأندية فقط مما سمح للشخصيات الطارئة أن تصل إلى منصة القرار بتلك الاتحادات , وهذه العملية أدت إلى وجود صراعات داخلية ضيعت الكثير من الفرص على رياضة المحافظات وتطورها وأصبح الصراع على المناصب في الاتحادات الفرعية والممثليات حيث خسرت الاتحادات والممثليات العناصر الكفوءة والنشطة مما اثر سلبا على الواقع الرياضي في المحافظات , ومن هنا نقول على اللجنة الاولمبية ومكتبها التنفيذي اليوم مهمة كبيرة وهي إيجاد توصيف حقيقي وقانوني للممثليات من خلال إعطائها الصلاحيات الكاملة وتوفير مقرات لائقة بها لتصبح ممثل حقيقي للجنة الاولمبية في كل محافظة ,إضافة إلى دعم تلك الممثليات ماديا ومعنويا من خلال مكتب ممثليات فاعل وحيوي يتابع كل صغيرة وكبيرة في تلك الممثليات باجتماعات دورية تعقد كل ثلاثة أشهر في محافظة من محافظاتنا العزيزة وفي نهاية كل عام تحتضن العاصمة بغداد الحبيبة مؤتمراً عاماً للممثليات و كل ذلك يجعل رياضة المحافظات تتنفس الصعداء وهي ترفد المنتخبات الوطنية بالطاقات الواعدة والتي ستساهم وبلا شك برفع مستوى رياضة الانجاز والتي هي أولى أولويات اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية , وكان الله والعراق من وراء القصد مسلم ألركابي [email protected]
أقرأ ايضاً
- هل ماتت العروبه لديهم !!!
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول
- لنقرأ على النظام السياسي السلام!!!