في خضم التطور الهائل في تكنولوجيا الاتصال وخاصة على الصعيد الإعلامي أصبحت الحاجة ماسة وملحة لتقديم رسالة إعلامية دينية ذات مضامين هادفة تنبع من القيم والمفاهيم الاسلامية، وتنهض بالوعي العام للمجتمع من خلال الأهداف الإسلامية والحضارية والإنسانية التي في طبيعتها الحفاظ على الهوية .
موقع نون الخبري استغل وجود الاستاذ ( احمد الصائغ) مدير مؤسسة النور للثقافة والاعلام في السويد في كربلاء واجرى معه هذا اللقاء حيث سالناه
س1/ في البدء لتتناول موضوع العالمية / وماذا نعني بمفهوم العالمية بالنسبة للاعلام الديني ؟
ان الاعلام الحسيني هو جزء فاعل ومهم من منظومة الاعلام التي تحاكي النفس البشرية التي توجه المتلقي لتصل من خلالها لايصال ما نريد عبر طرق جميلة وجذابة لجعل خطابا داعيا.
لكن ميزة الاعلام الديني يكون اعمق من الاعلام العام كونها لا يحاكي النفس البشرية بالذات وانما يحاكي روحية المتلقي بما ان الخطاب الديني يخاطب الروح يجب ان نصل الى هذا الخطاب الذي يتجاوز الخطاب المحلي حينها يكون لعولمة الخطاب الديني اثر مهم في نقل المشاهدات ونقل ما موجود من ثقافات داخل الاعلام الديني الى كل متلقي.
س2/ بصفتك مدير مؤسسة ثقافية واعلامية في الغرب كيف تقيمون الخطاب الاعلامي الديني في الوقت الحالي ؟
ج/ ممكن القول انه هناك خطوات بدائية متجهة نحو الاتجاه الصحيح في تحول الخطاب الاعلامي الى العالمية وهو شيء مهم حيث كان الاعلام في الفترة السابقة الاعلامي الديني نقطة حمراء ما ممكن الدخول والتوسعة فيه الى ان يكون اعلام عالمي والان بعد التغير الذي حصل في العراق واصبحت هناك مساحة كبيرة وحرية للرأي ممكن خلالها الحركة والعمل اتجاه الاعلام الديني وجعله اعلاميا عالميا.
وان المهرجانات الحاصلة في العراق ما هو الا دليل على عالمية الاعلام الديني.
اما عن خارج العراق فهي جهود فردية وشخصية وهناك ايضا مؤسسات كبيرة تدعم التوجه الاعلام الديني ولكن بتمويل ذاتي والقسم الاخر هو انه هناك مؤسسات اعلامية هي الاكبر والاشمل فكون جهودها فردية وعملها طوعي استطاعة ايصال صوتها للاخر حول ماهية العمل الديني وها هي المراقد الدينية الموجودة في العراق من خلال مشاركة الاخر ومن خلال الحوار مع الاخر.
س3/ ما مدى تاثير الاعلام الديني على بناء الاجيال في الغرب؟
ج/ انه من المواضيع المهمة والخطيرة وهي كيفية بناء جيل يعيش في القرب امام مؤسسات اعلامية كبرى تمولها جهات كبرى وتحولها مؤسسات ذات سياسات معينة مقابل امتلاكنا ادوات بسيطة وهي مسؤولية كبرى وان الفترة التي عاشها ابناءنا في الغرب استطاعوا من خلال هذه الفترة ان يؤسسوا منتديات ومراكز وروابط لبث روح الوعي الديني والتمسك بمعتقداتهم من خلال مد الجذور مع الاخر والتوصل عبر ماهية الاعلام الديني والتعريف بالمؤسسات الدينية الموجودة وبرايي ان شبابنا في الغرب هم نواة حقيقية لعرض صورة الاسلام والاعلام الديني المتصل بتراثهم.
س4/ هل تعتقد ان جميع شبابنا الاعزاء هم متجهين حول ما ذكرت من منتديات ومراكز للتعلم والتزود بالثقافات الاسلامية ؟
ج/ في الحقيقة لا اعتقد الكل لكن اغلب الشباب لهم التوجيهات الاسلامية وانه لدينا بعض الشباب ممن ترجموا القران باللغة السويدية انهم يسمعون القران ويعشقونه ولكن هم لا يعرفون معناه ان لشبابنا الفضل في جعل مجموعة من شباب السويد يعشقون القران وهذا ساعدنا في نقل صورة لهم عن سبب عشقنا للقران الكريم.
س5/ هل هناك اثار واضحة بالنسبة للاعلام الديني لتقليله من معاناة الاسرة المسلمة في الغرب ؟
ج/ للاعلام دور كبير وخاصة الاعلام الديني في تقليل معاناة الاسرة في الغرب ولا سيما من خلال مشاهدتنا لمراسيم الزيارات المليوينة في العراق مثلا في كربلاء و النجف الاشرف والكاظمية وهو شيء مبهر حقيقة وله الاثر في تغير الاخلاق حيث تشاهد الانسان البسيط يضحي بكل ما لديه لاداء زيارة الائمة ( عليهم السلام) وان هذه الفلسفة ترجمة من خلال الاعلام الديني التي استطاعت من كسر قيود المعاناة الموجودة في الغرب.
س6/ كيف يمكن توظيف الشباب العراقي خدمة لقضايا البلد ولا سيما بما تمر به حاليا من ظروف صحية ؟
ج/ ان الشاب العراقي هو ثروة حقيقية وعقلية متميزة وان شبابنا متميزين في كل الدول ولا سيما من خلال الجهود التي قدموها مثل فترة من الزمن قام احد شبابنا العراقيين البالغ من العمر (16عام) واسمه محمد التميمي يحل مسألة صعبة عجز عن حلها كبار المفكرين والاساتذة وهي مسالة رياضية وضعها مفكر سويسري حيث رحبوا بالحل الذي قدمه وكرموه وهي اكبر دليل على تفوق الشباب العراقي علما ان المسالة منذ 300 عام لم يتمكن احد من حلها.
لكن هل استطاعت المؤسسة الاعلامية او الجهات الحكومية من احتواء هذه الطاقات العلمية وبالاخص بعد فترة تغير النظام الان وبعد الانفتاح الحاصل نجد انه على المؤسسات الدينية والاعلامية احتضان الطاقات العراقية الكبرى والاستفادة منها وهم فخر للعراق ونحن بصدد احتضان هذه الامكانيات من خلال مشروع يقدم المساعدة للشباب عن طريق تنظيم رحلات للشباب الموجودين في الخارج ودعوتهم للتعرف على البلد وتراثه ودينه.
س7/ ما هو تقييمك للشعائر الحسينية في اثر الخطاب الاعلامي في الغرب ؟
ج / الشعائر الحسينية شعائر محترمة ومقدسة بالنسبة لنا والمشكلة في كيفية ايصالها للطرف الاخر وانها توصل لكن بدون تعريف لكن نحن بالسويد نقوم بالمسيرات ثقافية في يوم الاربعين للحسين ( عليه السلام) هي مسجلة لدى الحكومة السويدية وان عملية نقل الطقوس الدينية تحث من خلالها توزيعنا مجموعة من الاوراق الصغيرة وباللغة السويدية توضح من هو الحسين ( عليه السلام) وكيفية تقديسه وماذا قدم للاسلام حيث نجد ان لمثل هذه المسيرات الاثر الايجابي في الخطاب الاعلامي الديني وان مثل هذه المسيرات تعني الكثير لدى الاوربيون عن ماهية الاسلام والسلم والتعاون في بناء الثقافات.
س8/ ما هو دور مؤسسة النور الثقافية الاعلام في الخطاب الاعلامي ؟ الديني؟
ج/ استطاعت مؤسسة النور في استقطاب اكثر من 225 كاتب وكاتبة وفي مختلف المجالات الرياضية والعلمية الدينية والاجتماعية والثقافية محاولين جعل من مؤسسة النور ( عراق الكتروني مصغر) عراق يحوي جميع الطوائف والقوميات ومن جميع المستويات ويخدم الجميع لا نخشى احد ولا نخدش احد والساحة مفتوحة للحوار ولطرح كل ما نريد لاقناع الاخر في الطرف المقابل ومؤسسة النور تناولت الاعلام المفتوح ولم تنحصر على الاعلام الديني وان هذا العمل ما جاء الا من خلال شخصيات عديدة منها ( المسيحي والمندائية والاسلامية واليزيدية ) ونحن تخطينا والحمد لله الخطاب الديني ونحن بصدد مواجهة الخطاب البشري لطرح ما يجول في خواطرنا ولتوظيفها اعلاميا ونبث على الانترنيت ليشاهدها الكل والتعرف عليها.
س9/ متى تاسست مؤسسة النور للثقافة والاعلام وما هي طبيعة اقسامها ؟
ج/ تاسست مؤسسة النور للثقافة والاعلام في ..30/6./2005. وبدأت البث التجريبي حينها وبدأت البث الرسمي بـ 1/1/2006 وان المؤسسة بدأت بأقسام بسيطة وحاولنا مد جسور للوطن وتأسيس مؤسسة مستقلة وتمكنا من اضافة اقسام اخرى متنوعة ونحن على وشك فتح حوار خاص عن الاديان والحضارات.
والابواب الموجودة في مؤسسة النور الثقافية هي صفحات السياسة والعامة والاجتماعي والمقالات الرياضية وهناك صفحة خاصة للطب وهناك مركز النور للدراسات وهو موقع متقدم شارك فيه عدد من الأساتذة لحل مشاكل العديد من العراقيين لخدمة العراق والمذهب الذي نحن نفتخر بالانتماء له والاستفادة من مدرسة ال البيت ( عليهم السلام).
س10/ هل ارتقى الاعلام الديني الى العالمية ام انه مازال في عزلة ؟
ج/ الإعلام الديني ما زال يفتقد الكثير نحن لا نريده ان يدخل بصيغته الدينية المعروفة لكن ممكن ان يدخل من باب الإعلام العام ومن ثم يتخصص بالإعلام الديني وذلك من خلال إبراز الطقوس الدينية وتطويرها عبر وسائل الإعلام ومن خلال استقلاليتة وحياديته.
حاوره صفاء السعدي
أقرأ ايضاً
- من النساء والاطفال: العتبة الحسينية تعالج اكثر من (2000) من الوافدين اللبنانيين في مستشفى خديجة (فيديو)
- تعالجت مجانا بالعراق: سيدة لبنانية اصيبت بجلطة لفقدها ولدها و(178) شخصا بقصف واحد(فيديو)
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية