الإمامة هي زعامة ورئاسة إلهية عامة على جميع الناس وكأصل من أصول الدين لا يتم الأيمان إلا بالاعتقاد بها، وهي ركنُ من أركان الله تبارك وتعالى، إذ لابد أن يكون لكل عصراً أمام وهادي للناس، يخلف النبي (صلى الله عليه وآله) في وظائفه، ومسؤولياته الدينية والدنيوية، ويتمكن الناس من الرجوع إليه في أمور دينهم ودنياهم، بغية أرشادهم إلى ما فيه خيرهم وصلاحهم، ويكون الإمام معصوماً وذا درجة خاصة، يتم اختياره وبالنص الإلهي، وسوف نتحدث في لقاءنا هذا مع سماحة السيد (علي الميلاني)، حول موضوع مهم ووفق أسئلة عديدة متعلقة في \"الإمامة في الفكر الإسلامي\".
* ماذا نعني بالإمامة، وما مفهومها؟
- الإمامة في فكرنا نحن الشيعة الجعفرية: هي النيابة عن النبوة، وأن يكون للإمام جميع ما لنبي (صلى الله عليه وآله) من مناصب والوظائف والمسؤوليات إلا النبوة، ويزيد من هذا تعريف الإمامة عند أهل السنة والجماعة في كتبهم، فيقولون: الإمام هو النائب عن النبي (صلى الله عليه وآله) في جميع الأمور الدينية والدنيوية، وأنه لا اختلاف تقريباً بين الجعفرية وغيرهم في تعريف الإمامة ومفهومها، وإنما الاختلاف في المصداق، فهم يقولون بأن الإمام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو أبو بكر أبن أبي قحافة، ونحن نقول بأن الإمام هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).
* أين تكمن أهمية ومباحث الإمامة في وقتنا المعاصر؟
- الإمامة أصل من الأصول الدين، ونقول أيضاً أن الإمامة منصباً ألهياً، وتنصيب الإمام وتعينه بيد الله سبحانه وتعالى، والغرض من تنصيب الإمام والحكمة من وجوده في الأمة بعد النبي(ص) تظهر هنا الحكمة من تعريف الإمام، فجميع المسؤوليات التي على النبي (ص) يتحملها الإمام بعد النبي (ص) وللإمام جميع ما للنبي من المناصب والمراتب والمقامات إلا النبوة،إذن للإمام الولاية والسلطة التشريعية،والإمام هو الحاكم على المسلمين، وعلى المسلمين أطاعته في جميع أوامره ونواهيه، وأن ينقادوا له.
ومن جانب أخر، تعليم الأمة وتزكيتها، وتفسير القرآن وبيان الأحكام كله من وظائف الإمام، فالإمام بالحقيقة يقوم بدور النبي في الأمة، إلا أنه ليس بنبي، حينها على الأمة طاعته في كل ما أمر أو حكم به وأن يرجعوا إليه في جميع ما يحتاجون إليه في أمور دينياهم وأخرتهم.
* لماذا أعدت الإمامة أصلا من أصول الدين وليس فرعاً له؟
-: أن مسألة اعتبار الإمام أصلاً من أصول الدين وليس فرعاً، جاءت وفق أدلة تدل على إن الإمامة أصلا من أصول الدين، وقد جاءت في الكتب والسنة ومنها قوله (ص): (من مات ولم يعرف أمام زمانه مات ميتة جاهلية)، أذن معرفة الإمام هكذا، فأن مات الإنسان ولم يعرف أمامه فمات موتت كفر وضلالة،فالإمامة منصب ألهي وتنصيبه بأمر الله سبحانه وتعالى والنبي الأكرم هو من يبلغ الأمة.
*: هل توجد آية صريحة في القرآن تعلن إمامة علي(ع) وأبنائه من أهل البيت (عليهم السلام)؟
-: قال تعالى:( أنما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا الذين يقيمون الصلاة ويأتون الزكاة وهم راكعون) صدق الله العلي العظيم.
نزلت الآية الكريمة بحق علي (عليه السلام) وذلك بحسب الروايات المعتبرة، وأن ولاية علي (عليه السلام) أصبحت مساوية لولاية النبي (صلى الله عليه وآله) وولاية الله سبحانه وتعالى، والولاية المطلقة هي الإمامة في قوله تعالى:(أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، والمقصود من \"أولي الأمر\" هم الأئمة المعصومين، والإطاعة هنا مطلقة وتعني الإمام، وفي قوله تعالى:( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين).
أمر الله تعالى الالتحاق بالصادقين، وأمر الالتحاق مع الصادقين على الإطلاق دليل على كون الصادقين معصومين، والعصمة من صفات الإمام وشرائطه، فالأئمة الصادقون المعصومون هم الأئمة الأنثى عشرة، وفي قوله تعالى:( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ويطهركم تطهيرا)، وهذه الآية وارده بحق آل البيت قطعاً ، وتدل على عصمة آل البيت (عليهم السلام) آيات كثيرة والأحاديث المتفقة علية بين الشيعة والسنة كثيرة، قول الرسول (صلى الله عليه وآله):(إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما أن تمسكتم يهما لن تظلوا أبدا وأنهما لم يفترقا حتى يردا على الحوض) صدق رسول الله وأن هذا الحديث يدل على إمامة الأئمة الأنثى عشر وهو حديث متواتر عند الفريقين.
*: هل تعتقدون أن معرفة التوحيد أولاً هو الطريق إلى الإمامة أم أن الإمامة هي الطريق لمعرفة التوحيد السليم، ولماذا؟
-: أن لوجود الإمام بين الأمة له الأثر والفائدة، المشابه لوجود النبي (صلى الله عليه وآله) بين الأمة، بمعنى أن أصول الدين وفروع الدين والآداب والسنن وكل ما في الشريعة ومتعلقاتها كله عند الإمام، ويجب أخذه من الإمام، في مقدمتها معرفة الله سبحانه وتعالى، وعبادته وتوحيده، كل ذلك لابد أن يكون بإرشاد من المعصومين، إذن عن طريق المعصوم وهو الإمام النائب عن النبي (ص) نعرف الله عز وجل، وعن طريقه نعتقد بالمعاد، وعن طريقه نعتقد بالنبوة العامة والخاصة، ونقصد بالنبوة العامة سائر الأنبياء وصولاً إلى نبينا الكريم، والنبوة الخاصة نبوة نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) .
حاوره:صفاء السعدي
أقرأ ايضاً
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- مكتب السيستاني بدمشق :يد العون العراقية تمتد الى (7) الاف عائلة لبنانية في منطقة السيدة زينب
- وزير الداخلية: لا وجود لمصانع المخدرات في العراق وحدودنا مع سوريا مؤمنة بنسبة 95 بالمئة