- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
عرض موجز لكتاب السيمياء Semiology
حجم النص
د.سليم الجصاني تأليف بيار غيرو ترجمة: انطوان أبو زيد منشورات عويدات, بيروت, الطبعة الأولى – 1984م الكتاب يضم 142 صفحة يشير غيرو في مقدمته إلى أن سوسير أول من حاول تحديد السيمياء بقوله" إنها العلم الذي يدرس حياة العلامات من داخل الحياة الاجتماعية, وتأتي اللغة لتكون أكثر نظم العلامات أهمية"، ثم يشير المؤلف إلى عناية سوسير بالوظيفة الاجتماعية التي تؤديها العلامة وما أكد عليه بيرس من دورها المنطقي, واختلاف استعمال المصطلح بين السيمولوجيا والسيموطيقيا Semiologie , Semiotique بين الأوروبيين والانكلوسكسونين. وينضاف إلى اللغة في الدراسة السيميائية مسائلة أخرى غير الألسنية كاشكال الاتصالات الاجتماعية مثل الطقوس والاحتفالات وغيرها, فضلا عن سيمياء اتصال الآلات Cybernetique واتصال الخلايا الحية Bionique والاتصال الحيواني Zoosemiotique. ثم يشرع المؤلف في الفصل الأول بتبيان السيميولوجيا ووظيفة العلامة التي تكمن في تأمينها الاتصال بين الأفكار عبر وسيلة الرسائل، ويشير للوظائف الألسنية الست التي حددها جاكبسون، وتبدأ هذه الوظائف بالوظيفة المرجعية التي هي قاعدة كل اتصال تليها الوظيفة الانفعالية التي تحدد العلائق بين الرسالة والمرسل ثم الوظيفة التضمنية التي تحدد العلائق بين الرسالة والمتلقي, تعقبها الوظيفة الجمالية التي يعدها جاكبسون علاقة قائمة بين الرسالة وذاتها, وغيرها من الوظائف التي تتمازج بنسب مختلفة ويروقها الفهم والإحساس ثم يعكف المؤلف على تبيان الوسائط التي تعرّفها السيمياء الأنكلوسكسونية بأنها مجموعة وسائط الاتصال كالكتاب والراديو وغيرها، ويتضمن الوسيط مادة العلامة وحاملها. وجاء في الفصل الثاني من الكتاب تناول الدلالة والعرض لشكل ومادة العلامة, فالعلامة على رأي غيرو تمثل مثيرا أي أنها مادة محسوسة – ترتبط صورتها المعنوية في إدراكنا بصورة مثير آخر تنحصر مهمته في الإيحاء المقدم للاتصال، ثم يشير إلى تنظيم الرموز ويقول بالعلاقة الاصطلاحية بين الدال والمدلول التي تعد كعلاقة السبب بالمسبب, ليأتي بعدها ما يشكل العلاقة الطبيعية القائمة بين الدال والمدلول. ومما تناوله المؤلف المفهوم الأحادي الدلالة والمتعدد الدلالة, ومفهوم التعيين والتضمين وكذلك العنصر والمادة والشكل. ثم يتناول شكل العلامة حيث يصفها بقوله "ثمة أنساف للدلالة تكون نظامية حينما تنحل الوسائل إلى علاقه ثابتة ومستقرة: تلك هي حالة تأشيرة المرور باسطواناتها ومستطيلاتها ومثلثاتها, لتؤلف بذلك عائلات من العلامات محددة, لكن ثمة أنسافا لا نظامية"(ص40) ويختم الفصل بأنماط الاتصال. ويأتي الفصل الثالث لتناول أنظمة الرموز المنطقية بعرضه لأنظمة الرموز شبه الألسنية وأنظمة الرموز العلمية وأنظمة رموز يسميها العلومية, وآخر عنوانات الفصل كان (الفكر المتوحش). أما الفصل الرابع فخصصه لأنظمة الرموز الجمالية ليتناول عنوانات منها فنون وآداب والعلامة الرمزية والموضوعية وعلم تشكل القصة. وآخر فصول الكتاب وسمه بأنظمة الرموز الاجتماعية ليعرض فيه للعلامات وأنظمة الرموز. وبعد آخر فصوله جاء بيار غيرو بخاتمته التي أسماها بأساطير هذا الزمن يشير فيها إلى الأساطير الكامنة في اللاوعي الجماع، ثم ينهي المؤلف بمراجع بيلوغرافية. وبعد هذا العرض الموجز فإن الكتاب يكتنز على معلومات ثمينة جاء بها بيار غيرو مستعينا بالثقافة الفرنسية التي تظهر في المصطلحات العلمية والإحالات إلى المصادر والمراجع مع الإشارة إلى الفهم الانكلوسكسوني, ولكن هذا كله لا يجيز لنا الأخذ بتفاصيل ما جاء في الكتاب وفرض مقاساته على البيئة الثقافية في المشرق الإسلامي على الرغم من ان السيميولوجيا تضم أنساغا في البنية العلاماتية وإيحاءاتها تكاد تتفق الثقافات المختلفة على كثير من خطوطها مع الافتراق في خطوط أخرى ينسجها المكان والزمان والبواعث الثقافية المتنوعة.
أقرأ ايضاً
- هل تتعرض الأهوار لحملة إبادة جديدة ؟
- أضواء على التدوين والكتابة قبل الإسلام
- الوثائق البريطانية السرية وخبث عرضها