- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الهتاف الحسيني يواجه الفاسدين ..!
حجم النص
فلاح المشعل انطوى الهتاف الحسيني لمواكب الزائرين على تناول صريح لأزمات الإنسان العراقي في ظل الحكومة الفاسدة، والأحزاب التي تشاركت بالشراهة والنهب واهمال مصالح الوطن والمواطن. كراديس من آلاف العراقيين يتوافدون من كل مدن وقصبات العراق الى مدينة الجرح كربلاء المقدسة، أمواج بشرية هائلة جاءت تحمل آلامها وشكواها الى الله والأئمة الأطهار، جاءت بلا تنظيم او اتفاق سوى على مشاعر وطنية شاكية من الوان الظلم والقهر والحرمان التي انتظمت في نداءات استغاثة تراجيدية. هتافات الزائرين الغاضبة اجدها مقدمة احتجاج لثورة رفض واحتجاج في طور انذارات معبئة بوعي نوعي، يخرج من اطار العاطفة الطائفية الى مضمار الأهداف الحسينية التي تنشد الثورة واللجوء الى السيف لأنتزاع الحقوق والحريات ووضع نهاية للأستبداد وخيانة الشعب. ملايين الزائرين يهتفون ضد الفساد والمفسدين، ويعللون بلغة فصيحة وروح عراقية موجوعة متألمة، واقع الحال المزري الناتج عن نهب المال العام وضياع الآمال بالتغيير والحياة الكريمة. من يدقق في بنية الشعار الحسيني ومايحمل من عمق نقدي، يجد حجم المأساة التي تبلورت في احاسيس ملايين الناس وقد بلغت مبلغ الأحتجاج الجماهيري العفوي، وهذا الخطاب الشعبي الناضج لم يأت من جهة سياسية او بتحريض من جهة اعلامية، أو اجندة خارجية، كما تعودت السلطات الحكومية في تبرير اخطائها وفشلها، بل هي نداءات شعب كان له الدور والفضل في التضحية ووصول هذه الأحزاب الى دفة السلطة..! الهتاف الحسيني يحتشد بالندم والعتب المتألم والشعور بالفاجعة من واقع عدائي لحكومة تظلل الشعب بالأكاذيب، وتسرق ثرواته وتهين كرامته وتهدر حياته ومستقبله واحلامه. نداءات الأستغاثة التي تطلقها الملايين في حضرة ابي الأحرار الأمام الحسين بن علي (ع)، صرخة كربلائية تستمد رحيقها من شجاعة الحسين و تستعيد الروح الثورية لغضب العباس بن علي، وترسم أناة زينب بوجه الطغاة المفسدين الذين اعادوا دورة الصراع بين ظلم السلطة وطغيانها مقابل الحقوق المهدورة للناس والسماء. الأحزاب السياسية المتسلطة والنافذة في العراق اليوم، مدعوة ان تصغي جيدا لهذا الخطاب الذي يعبر عن اكتشاف ومواجهة صريحة بين الشعب والسلطة الفاسدة بعد ان فاضت الآلام وتقلصت مساحات الحلم، ومن يفقه بالتاريخ وحركة الثورة لدى الشعوب، يجد ان درجة اتقاد الغضب في الهتاف الحسيني يكاد يلامس شرارة الأنفجار. وقديما قالت العرب ؛ احذر الحليم اذا غضب. [email protected]
أقرأ ايضاً
- الدعوة إلى تجديد الخطاب في المنبر الحسيني.. بين المصداقية ومحاولة تفريغ المحتوى
- تكامل ادوار النهضة الحسينية
- الإعلام الحسيني.. الأهداف والخصائص