- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
النهج الحسيني في مواجهة الطغاة
بقلم/حسن الهاشمي
لا يخفى عليكم ما بذله طغاة بني أمية في محاربة الشعائر الحسينية بمختلف أشكالها، وما قاموا به من نشر أحاديث مكذوبة على رسول الله - صلى الله عليه وآله- بشأن الاحتفال بيوم عاشوراء واتخاذه يوم عيد وفرح وسرور، وقد أجبروا الناس طوال حكمهم على العمل بهذه البدعة التي لازالت بعض آثارها موجودة الى اليوم حيث يحتفل بعض المسلمين بيوم عاشوراء كيوم عيد وهم يجهلون جذور هذه البدعة الأموية.
وعلى أي حالٍ، فبعد انقراض حكم بني أمية، سار بنو العباس على النهج نفسه رغم أن أحد شعاراتهم لإسقاط الحكم الأموي والتسلط على رقاب المسلمين هو الأخذ بثأر الحسين- عليه السلام- فمثلاً عندما نراجع كتب التأريخ نرى أن الطاغية العباسي هارون الذي لقب نفسه بالرشيد هدّم القبة التي كانت مبنية على قبر الحسين لمنع المؤمنين من زيارته - عليه السلام- كما أمر بقطع (شجرة السدر) التي كانت قرب القبر، والتي كان الزوار يستظلون بها.
واستمرت جهود حكام بني العباس في محاربة الشعائر الحسينية بمختلف أشكالها، وقصة قيام المتوكل العباسي في هدم المشهد الحسيني مشهورة، وقد بلغ به الطغيان حد الأمر بطمس معالم قبر سيد الشهداء- عليه السلام- وحرث أرضه وإجراء الماء عليه ومنع المؤمنين من زيارته والتجمع عنده، كما منع بقسوة إحياء يوم عاشوراء وإقامة المآتم حتى في الخفاء من قبل المؤمنين.
إذن فالحرب ضد شعائر سيد الشهداء- سلام الله عليه- استمرت في عصر الحكم العباسي وبمظاهر كانت في كثير من الأحيان أشد مما فعله طواغيت بني أمية، ولعل من أهم دوافع طواغيت بني العباس لحربهم هذه الشعائر المقدسة هو تطويق دورها في زعزعة سلطتهم الطاغوتية وفضح انحرافاتهم عن الدين الإلهي الحق، إذ ان من أهم بركات الشعائر الحسينية هي تعريف الأمة بمعالم الإسلام المحمدي الأصيل ونفي تحريفات الحكام الغاصبين وذيولهم لقيم هذا الدين الحق.
الامام الحسين عليه السلام لما رفع شعار: (ومثلي لا يبايع مثله) الإمام الحسين (ع) - الشيخ عبد الله البحراني - ص ١٧٤. هذا الشعار هو رسالة عالمية بعدم الاقرار بالظلم والجور والعبودية والاستبداد والجهل، كما ان الامام الحسين عندما يحدد صفات الحاكم بالقول: (فلعمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب، والآخذ بالقسط، والدائن بالحق، والحابس نفسه على ذات الله والسلام) الإرشاد، الشيخ المفيد، ص 204. وقوله سلام الله عليه: (ألا ان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة) حياة الإمام الحسين (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ . وعندما يقول سلام الله عليه: (لا والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر اقرار العبيد) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٥ - ص ٧. هذه الأقوال تبين الاهداف الحقيقية لنهضة الامام، في ضرورة تبيان الحق والوقوف أمام جور الظالمين، من هنا فإن الشعائر الحسينية تتضمن في الواقع إدانة كل الظالمين والطواغيت وفضح أساليبهم الإرهابية؛ ولذلك فهم جميعاً يحاربونها كما حاربها طواغيت بني أمية خشية من آثارها في زعزعة عروشهم الدامية.
وبالرغم مما يفعله وفعله الطغاة ومنذ أربعة عشر قرنا وذكرى الحسين تجدد فينا روح الثورة, حيث تنطلق مواكب العشق الحسيني, لتردد شعارات الحسين, وتذكر الأجيال بأهدافه في الإصلاح, ووقفته ضد السلطان الجائر, وعلى مر الزمن حاول الطغاة القضاء على الشعائر الحسينية, وسخروا كل جهودهم, وشرعوا القوانين التي تعاقب بالسجن والإعدام كل من يشارك في الشعائر الحسينية, لكنهم في النهاية فشلوا, فلم تمت الثورة الحسينية, بل هي باقية في حياة الأمة.
كانت الفترة منذ عام 1968م والى شهر نيسان من عام 2003م الأشد قسوة على عشاق أهل بيت النبوة في العراق, حيث تسلط على البلد زمرة البعث الظالمة, بقيادة البكر أولا ثم انفرد صدام بالسلطة, وأذاق العراقيين أنواع الظلم, لأحقاد وعقد تسيطر على تركيبته الشخصية المريضة.
في زمن الطاغية صدام, كانت الأجواء مشابهة لزمن الطاغية يزيد, حيث يتم إذلال الناس, مع إهمال كبير للبلد, وتعسر حال الأغلبية, من جهة أخرى تفرد صدام وزبانيته وحزبه في امتلاك الدولة, فكل إيراداتها وأملاكها تحت أيديهم, فتحول البلد الى مجرد بستان لعائلة صدام, مع سعي صدامي حثيث لنشر الجهل والمرض والخرافة, ومحاربة أي جهد لرفع وعي الأمة, واشغل الأمة المنكوبة به, بحروب طويلة أجهضت على الكثير من الأحلام.
لقد أدرك صدام خطورة الشعائر الحسينية على عرشه, ففيها شعارات تهدد كيانه, ولو سمح للمواكب الحسينية بالظهور, فان الثورة قادمة لتزيله من الوجود, فهي تنظم الجماهير لأعمال جماعية, من قبيل المسيرات والمواكب, بل حتى القصائد الحسينية مشبعة بأبيات الشعر الرافضة للظلم, والداعية للخروج على الظالمين, لذا شنّ حربا كبيرة ضد النخبة الشيعية, واعتبر المشاركة في الشعائر الحسينية جريمة عظمى, عقوبتها تصل الى الإعدام أو السجن المؤبد.
كنا نلوذ بالحسين, ونأخذ منه المنهج والطريقة في رد الحاكم الظالم, وكيفية السلوك اليومي, بصدق كان وقت عصيب, لكن كانت الأمة تتثقف على منهج الثورة الحسينية, كنا نقرا ونسمع ونجتمع في السر, شروحات لأهمية ثورة الحسين وأهداف النهضة, ولماذا تحرك الحسين, وما هو دورنا ألان؟ فنردد كلمات الامام الحسين للجماهير في ذلك الزمن: (من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالآثم والعدوان فلم يغًير عليه بفعل ولا قول, كان حقا على الله أن يدخله مدخله) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٤ - ص٣٨٢. وقوله عليه السلام: (الا وان هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن واظهروا الفساد وعطلوا الحدود, واستأثروا بالغي واحلوا حرام الله وحرموا حلاله) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٤ - ص ٣٨٢. فكانت كلمات الإمام تلهمنا بوجوب القيام ضد الحاكم الظالم, وإعلان عدم الرضا بحكمه, وعدم الانخراط بتنظيمات حزبه, ورفض مساعدته في ضرب الناس, وهو ما فعله الشرفاء من الأمة.
عند سقوط نظام صدام وجدنا الكثير من التقارير المخابراتية عن أناس بسطاء, تم تغييبهم والسبب (انه كثير الزيارة للحسين)! ومنها التقرير الذي عرضه المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي، في كلمة له خلال مراسم تبديل راية قبة مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) إيذانًا بحلول شهر محرم الحرام، الاثنين، 8 يوليو 2024 م، الذي صدر في السادس والعشرين من شهر تشرين الأول في العام 1987 وهو موقع من مدير الأمن إلى وزير الداخلية في تلك الحقبة، يتعلق بركضة طويريج.
ويتضمن التّقرير أكثر من (25) صفحة حول ركضة طويريج التي يعبر عنها بـ"ظاهرة ركضة طويريج"، ثمّ يحاول أن يضع العراقيل ومحاربة هذه الركضة، إذ يقول في التقرير "ظهرت هذه البدعة!"، ويعطي تاريخًا تأسّست فيه الركضة، ثمّ يبدأ كاتب التقرير بملاحظة، "لماذا هذه الركضة قويّة وتزداد؟!"، ويذكر في مجموعة أسباب من جملتها "عدم وجود أيّ نشاط مباشر أو غير مباشر من قبل المنظمات الحزبية والأجهزة الإعلامية لمكافحة الظّاهرة ووقوعها"، ثمّ بعد ذلك يقول إنّ "أغلب المشاركين من أبناء العشائر المحيطة بالمنطقة ومن السّذج متمسكين بهذه الظاهرة!!! بحسب قوله".
ويقول كاتب التّقرير أيضًا: "في بعض السنوات قد قلّ العدد في الركضة، ويعزو السبب بحسب ادعاء التقرير، "رصد الإمكانات الهائلة الاقتصادية والمالية للحد منها"، ومن جملة ما يقول التقرير عن أسباب ما يسميه تناقص المشاركين "القسم الآخر ابتعد عن هذه الممارسة لعلمه أنّ الدولة لا ترغب في استمرارها؛ تحاشيًا للمشاكل التي تسببها المشاركة فيها، والبعض الآخر ابتعد استحياء من المسؤولين واستحياء من الأجهزة الحزبية (الرفاق الحزبيين) ".
ويخاطب التقرير الشباب ويستعرض سبل إنهاء الركضة، ويدعي أنّها "ناجعة"، ويستطرد "علينا إنهاء هذه الظاهرة وعدم العودة إليها، وذلك عبر التثقيف المركز من قبل المنظمات الحزبية الجماهيرية بالابتعاد عن هذه الظاهرة، ومحاولة إيجاد ما يلهي الشباب في يوم العاشر من المحرّم وعموم المواطنين بحسب ما يأتي:
1. إقامة مباراة رياضية مهمة ظهر يوم العاشر من المحرم تبدأ قبل بداية الركضة.
2. إشغال الشباب بالسفرات المجانية والمعسكرات الطلابية.
3. الاستمرار في القبض على من يشارك في الركضة واتخاذ الإجراءات المشددة عبر تشخيص العناصر المشاركة فيها كلما أمكن، وخاصة الذين توجد ضدهم ملاحظات أمنية، واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم".
وقال السيد الصافي: "إنّ النظام السابق استحوذ على مقدرات البلد والإمكانات الهائلة الاقتصادية والمالية له، لكن كان شغله الشاغل هو محاربة الإمام الحسين (عليه السلام) كبقية الطواغيت في الكرة الأرضية، ومحاربة الشعائر الدينية ومنها ركضة طويريج".
وبعد سقوط الصنم, عمت الأفراح اغلب محافظات العراق, مستبشرين أن يتحقق الإصلاح والعدل, وان تجد أفكار الإمام الحسين مكانا لها على ارض الواقع, ولم تمت الشعائر الحسينية مع كل ما فعله الطاغية على مدار عقود, حيث عادت الشعائر الحسينية بشكل أقوى واكبر وأوسع, بعد عقود من المنع, لتكون حية في ضمير الأمة, ولتكون صوتها عالمي وليس محصورا في نطاق المحلية, مما جعل العدو يحيك لها الدسائس كي تنطفئ شعلة النور الحسيني.
وهكذا فإن الموالين قد ساروا على نهج سيدهم وأخذوا يرددون الهتافات الحسينية وكأنهم قد استجابوا جميعا لواعية الحسين عليه السلام: (ألا من ناصر ينصرني) ومن ذلك التاريخ بدأت ركضة طويريج وأصبحت معلما حضاريا في الشعائر الحسينية، وهي تظاهرة سلمية يعلن المشاركون فيها أنهم على أتم الاستعداد للتضحية والفداء بالغالي والنفيس في سبيل المبادئ والقيم التي ضحى من أجلها صاحب المناسبة، ورفض كل اشكال الظلم والاضطهاد الذي يقع على الشعوب.
الملايين الزاحفة لمرقد سيد الشهداء الامام الحسين وسيد الماء ابي الفضل العباس عليهما السلام من كل عام ـ شاهد على تماسك الأمة على خطى وأهداف النهضة الحسينية المباركة، وهذا السير إنما هو سير الى كعبة الأحرار، كعبة المثل والأهداف والمبادئ النبيلة المكتنفة في ثورته المباركة، وهي خير منج للأمة مما يعتورها من تداعيات الفساد والانحراف والتخلف، وطالما ابتليت الشعوب الإسلامية من أنظمة فاسدة، فإنها بحاجة إلى منهج إصلاحي لعلاجها، وها هو الإمام الحسين يضع لنا المنهج من خلال ثورته المباركة التي هي منهل الأحرار في كل زمان ومكان.
وبطبيعتها فإن الحركة المليونية الزاحفة إلى كربلاء المقدسة حركة إصلاحية، تقض مضاجع الظالمين، وتستذكر دائما وأبدا الأهداف الحسينية التي ضحى من أجلها الإمام الهمام بالغالي والنفيس من أجل تثبيتها وإيصالها لنا عبر الحقب والأزمان، وهى تتجدد بتجدد الذكرى والمأساة، وفي الحقيقة فإن ديمومة حركته الإصلاحية بديمومة المسيرات والمواكب والشعائر الحسينية، وتبعا لذلك كان عليه السلام سببا لهداية الملايين من البشر.
وما زالت الثورة الحسينية ماثلة في الأذهان والنفوس والمواقف، وقد حافظت وتحافظ على بيضة الإسلام المحمدي الأصيل التي يحاول الطغاة والمستبدون من طمسها كلما سنحت الفرصة لهم بذلك، ولكن إصرار المؤمنين من إقامتها وتواصلهم مع إمامهم في هذه البيعة المتجددة في كل عام هي التي جعلت نقوش الطغاة على ماء، بل سراب، ونحتت المفاهيم والقيم الحسينية الخالدة في قلوب العاشقين، وزرعت في نفوسهم قيم الحق والعدالة والأخلاق، وهي أمور أحوج ما يتوق إليها عالمنا اليوم من أي وقت مضى.
الهدف الرئيسي من نهضة الحسين عليه السلام في ملحمة الطف الخالدة هو الدفاع عن العقيدة والأحكام الإلهية التي بها يسعد الإنسان في الدنيا ويفوز بالآخرة، وإن هذا الهدف السامي مطمح الأنبياء والأوصياء الذي كان ولا يزال الطريق القويم الذي يسلكه المصلحون لبلوغه أو تحقيقه وإن طال الزمن، والتي بادر بثورته تلك من أجلها واستشهد في سبيلها، إضافة إلى ما ذكر فإن النهضة الحسينية تستبطن الكثير الكثير من الأهداف التي تسمو بالإنسان وترتقي به إلى مصاف الأولياء الصالحين إذا ما تقمصها وحاول تكريسها على أرض الواقع.
ان النهضة الحسينية ركّزت في الأمة إحياء الإسلام، وتوعية المسلمين وكشف الماهية الحقيقية للأمويين، وإحياء السنة النبوية والسيرة العلوية، وإصلاح المجتمع واستنهاض الأمة، وإنهاء استبداد بني أمية على المسلمين، وتحرير إرادة الأمة من حكم القهر والتسلّط، وإقامة الحق وتقوية أهله، وتوفير القسط والعدالة الاجتماعية وتطبيق حكم الشريعة، وإزالة البدع والانحرافات، وإنشاء مدرسة تربوية رفيعة وإعطاء المجتمع شخصيته ودوره.
لقد تجلّت هذه الأهداف في فكر سيد الشهداء وفي عمله أيضا، وكذلك لدى أهل بيته وأنصاره وأتباعه، ومن يمشي لزيارة الامام الحسين في الزيارات المخصوصة عليه ان يضع نصب عينيه مبادئ وقيم الامام التي ضحى من أجلها الغالي والنفيس، وتعد زيارة الحسين ولا سيما في محرم وصفر من المحطات الرئيسية للتزود من نميره الصافي المتدفق، والخروج منها بطاقة ايجابية قادرة على التحلي بمكارم الأخلاق وتخطي مصدات الشيطان والنفس الأمارة بالسوء بخطوات ثابتة ويقين راسخ للوصول الى تلك المبادئ التي بها نحيا وبدونها نضمحل ونهلك، وحري بكل زائر ان يستلهم من مواقف الإمام الحسين عليه السلام الدروس والعبر التي يمكن ايجازها بالنقاط التالية:
1ـ الاصلاح عبر آلية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالأمة الحسينية تفترق عن غيرها بانتهاج مكارم الأخلاق المنبثقة من الكتاب والعترة، والابتعاد عن كل ما يشين تلك الدوحة المباركة، قال الامام الحسين في هذا الصدد: (إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٤ - ص ٣٢٩.
2ـ مَن غير الامام الحسين يهدي تلك الملايين سبيل الرشاد والصواب والحكمة؟! فهو رحمة الله الواسعة وباب نجاة الأمة، به وبنهضته المباركة تهتدي الأمم، والسير على نهجه هو عينه السير على نهج وسنة الرسول الأكرم، فلا مفر من العبد ولا مفر من المكائد والبدع والانحرافات الا من خلال الوفود الى ساحة لطفه وكرمه، كتب الامام الحسين إلى وجوه أهل البصرة: (أنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه، فإنّ السنة قد أميتت والبدعة قد أحييت، فإن تسمعوا قولي أهدِكم سبيل الرشاد) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٤ - ص ٣٤٠.
3ـ القائد الرسالي هو الذي يسخّر جهده في سبيل تكريس رسالة السماء الى أهل الأرض، وهو الذي يتقمّص تلك المبادئ قبل النطق بها خلافا لما يتصف به القائد الدنيوي الذي لا تعدو شعاراته لقلقة لسان ليس إلاّ.
4ـ وأخيرا وليس آخرا ان ديدن الرسالات السماوية هو احقاق الحق، وان نهضة الامام الحسين قامت وما تزال على نهج الحق والدعوة الى تطبيقه في كل الظروف والأحوال، وفي كربلاء خطب الامام الحسين بأنصاره قائلا: (ألا ترون إلى الحق لا يُعمل به، وإلى الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله، فإني لا أرى الموت إلاّ سعادة، والحياة مع الظالمين إلاّ برما) صحيفة الحسين (ع) - جمع الشيخ جواد القيومي - ص ٢٧٨.