حجم النص
بقلم :مديحة الربيعي
أن مشروع تقسيم العراق ألى أقاليم متعددة كان من المقرر أن يُنفذ بعد سقوط النظام ودخول الجيش الامريكي للعراق عام 2003, الا أن التحديات التي واجهت الولايات المتحدة في العراق التي تمثلت في التواجد العسكري وماتبعها بعد ذلك من تنفيذ اتفاقية انسحاب الجيش الامريكي من العراق , دفعها لتأجيل الفكرة, لانتظار الوقت المناسب, وبعد خروج قوات الاحتلال من العراق بدأت الفكرة تراود الولايات المتحدة من جديد حول موضوع تقسيم العراق بدعوى أنهاء الخلافات وايجاد حلول لمشكلة المكونات المتعددة ضمن النسيج العراقي , ليحصل كل على حقه , وحقنا" للدم العراقي لأن ابناء المكون السني لم يعد بإمكانهم العيش ضمن المناطق الشيعية, وابناء المكون الشيعي لم يعد بإمكانهم العيش والتنقل في المناطق السنية هذا ظاهر الموضوع لكن الحقيقة هي أن حلم التقسيم يراود الولايات المتحدة منذ مدة بألاضافة الى رغبة دول عديدة في المنطقة العربية لتنفيذ مشروع التقسيم وتجزئة العراق بهدف اضعافه, فوجود مكونات عديدة ضمن الشعب تعيش على ارض واحدة لا تمثل مشكلة أو تحديا" لمن يجمعهم وطن واحد وتاريخ واحد ,بقدر مشكلة التدخل الاجنبي والاطراف الخارجية العربية والاقليمية التي تقف وراء العديد من احداث العنف في العراق وتسعى لتأجيج الفتنة والاقتتال الطائفي, تتضمن فكرة التقسيم تجزئة العراق الى ثلاثة مناطق المنطقة الشيعية في الجنوب , والمنطقة السنية في الوسط , والمنطقة الكردية في الشمال, فتصبح كل منطقة أقليما" يتمتع بالحكم الذاتي, نائب رئيس الولايات المتحدة الامريكية جو بايدن هو من تبنى المشروع برمته حتى أنه يعرف في الأوساط السياسية بعراب التقسيم ,او مهندس التقسيم فهو يقوم بجولات مكوكية وزيارات متعددة للشرق الاوسط وللعراق بشكل خاص ويبذل مساعٍ حثيثة من اجل تنفيذ المشروع الذي حصل على تصويت 70 عضوا" من اعضاء الكونغرس الا أن البعض يرى أن بايدن ليس هو صاحب القرار في هذا الموضوع حتى وأن كان هومن يتبنى الموضوع بل يجب أن يتفق معظم صناع القرار في الولايات المتحدة لأجل أقرار خطة التقسيم , ويرى البعض أن الولايات المتحدة تستبعد حاليا" فكرة تنفيذ المشروع لا نها تعتبر نفسها حققت نجاحا" نوعا" ما في العراق , وأن فكرة التقسيم قد لا تلقى قبولا" لدى الشعب العراقي على اعتبار أنه صاحب القرار الأول والأخير في هذا الأمر , و يبقى بايدن يعمل من وراء الستار
أقرأ ايضاً
- القصف الذي أراح بايدن
- الغايات الخفية وراء رفض تعديل قانون الاحوال الشخصية
- ما يميز ثورة عاشوراء خمسٌ على الأقل