ونحن نعيش الذكرى السنوية السادسة لسقوط النظام البائد أكد ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي أثناء إلقائه الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 29 ربيع الأول 1430هـ الموافق 27-3-2009م على ضرورة تضافر الجهود من أجل طي صفحات تلك الحقبة المظلمة والنهوض الحضاري والعمراني والثقافي بالعراق وأهله بقوله: مرّت ست سنوات على سقوط النظام البائد وقد مر الشعب العراقي بتجربة صعبة وقاسية حيث رافق ذلك حصول الغزو والاحتلال لهذا البلد ثم سقوط الكثير من الضحايا والدمار الذي نشأ عن العمليات الإرهابية وكذلك التدخلات الإقليمية التي أخرت تطور البلاد كثيرا وقد تعرض بلدنا وشعبنا إلى مخاطر الانزلاق إلى حرب طائفية وتهدّدت وحدة هذا البلد ولا يمكن الخروج من هذه التجربة القاسية والمرّة إلا بان يدرك العراقيون أن لا حلّ لذلك إلا من قبل العراقيين أنفسهم وان عليهم أن يعملوا جاهدين لتوحيد كلمتهم ورص صفوفهم وعدم السماح بأي تدخل إقليمي في شؤونهم وان يعملوا بروح المسؤولية الوطنية للتخلص من الاحتلال وتبعاته وانتهاج الأسلوب الحكيم في هذا الأمر بحيث تحفظ المصالح العليا لهذا البلد والشعب ومن دون تعريضه إلى المخاطر وإراقة الدماء...
وطالب ممثل المرجعية الدينية العليا الجميع مراعاة وتغليب المصالح العليا لهذا البلد والشعب على المصالح الضيقة الفئوية والحزبية والقومية والطائفية .. والعمل على محاربة الفساد المالي والإداري والسعي الدؤوب من اجل تقديم الخدمات وتطوير القطاعات المختلفة للبلاد سواء أكان في مجال الاستثمار أو تطوير الإنتاج للثروات الوطنية كالنفط وغيره والاهتمام بالجانب الزراعي وغيره.
وعلى ضوء ما نشاهده من تدني أسعار النفط ومخاطر الاعتماد على هذه الثروة كمصدر وحيد للدخل الوطني طالب سماحة الشيخ الكربلائي المسؤولين: توجيه الاهتمام والرعاية لمصادر أخرى للثروة الوطنية كالزارعة مبينا إن هذا القطاع يمثل احد الحلول المهمة لذلك سواء على مستوى الدخل أو تشغيل الأيدي العاطلة أو استغلال الأراضي وغير ذلك.
واستطرد قائلا: لا بد من العمل على توفير المستلزمات الضرورية لإنجاح هذا القطاع من استعمال الأساليب العلمية في الزراعة وتقديم التسهيلات للمزارعين كتقديم البذور والسماد وتوفير آلات الزراعة بأسعار مناسبة ودعم الفلاحين بالقروض ودعم الإنتاج الزراعي الوطني واستغلال الأراضي الواسعة الصالحة للزارعة من قبل مديريات الزراعة في المحافظات وغير ذلك من وسائل التشجيع والرعاية لهذا القطاع.
وفي جانب آخر من خطبته سلط سماحته الضوء على تفشي بعض الأمراض الخطيرة في بعض المحافظات بقوله: نلاحظ في الفترة الأخيرة تزايد أعداد المصابين بمرض السرطان وانتشاره بصورة رهيبة بحيث شمل حتى الأطفال من الأعمار الصغيرة...
ومن المعلوم إن هذا المرض اخذ يفتك بأعداد كبيرة من أبناء الشعب العراقي مع ملاحظة إن متطلبات العلاج له خارج العراق تستلزم صرف مبالغ طائلة وتعريض المواطن العراقي لكثير من هدر الكرامة والنصب والاحتيال من قبل أشخاص يبتزون المريض بدلا من مساعدته.. مضيفا إن ما يمر به المريض من معاناة بسبب الآلام التي يمر بها وكذلك تعطيل الطاقات وتعرض عائلة المريض إلى العوز والفقر والحرمان بسبب عدم تمكن رب العائلة المريض من العمل ..
موضحا إن هذا يستدعي من الحكومة الموقرة و وزارة الصحة اهتماما خاصا من خلال جعل الأولوية لمثل هذه الحالة وتقديمها على غيرها ومن جملة ما هو مطلوب لذلك الاهتمام بفتح مراكز خاصة لعلاج السرطان وتوفير الكادر الطبي القادر على التشخيص وإعطاء العلاج الصحيح وتوفير الأدوية والأجهزة الطبية الحديثة والتشخيصية والعلاجية..
أقرأ ايضاً
- وزارة الاتصالات: قرارات حجب المواقع تأتي تنفيذاً لتوجيهات رسمية
- ممثل عنها التقى الشيخ عبد المهدي الكربلائي.. الأمم المتحدة تثمن جهود العتبات المقدسة بدعم الشعب اللبناني
- شواغر وزارة التربية من ملاكاتها العاملة بالتعداد السكاني تبلغ 51 ألفاً