- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
نظرة الإسلام للمرأة، وهل هي مضطهدة؟ / الحلقة الأولى
حجم النص
بقلم : عبود مزهر الكرخي
اكتب مقالي هذا بعد ما أثارت العديد من النقاشات مع أحدى الأصدقاء وبالأخص مع العديد من العلمانيين والذين أثير بمناسبة عيد المرأة وقد تناولنا هذا الموضوع بشيء من النقاش الموضوعي والهادف وبدون أي تعصب أو مغالاة ومحاولة تسقيط الطرف الآخر والذي هذا ما نرجوه من كافة حواراتنا بعيداً عن التعصب والانغلاق وتقبل الفكر المقابل ومحاولة الرد عليه بالحجة والدليل والبينة وبالتالي استيعاب الطرف المقابل لأنه من المعروف إن اغلب العلمانيين يحاولون وبكل الطرق النيل من فكر ديننا الحنيف وإظهار أنه دين يقف عند حدود ثابتة ولا يمكن العبور منها وتصوير بأنه فكر جامد غير قابل للنقاش وهو لايصلح في زماننا هذا ويتم تبرير ذلك من خلال إظهار النماذج المشوهة من ديننا وفي مقدمتها الفكر السلفي والوهابي والتصوير بأنه هكذا يفكر المسلمون وهذا هو الفكر والفقه الإسلامي في تصوير مدى تخلف ديننا الحنيف وعدم كشف الجوانب المشرقة والسيرة العطرة والمضيئة للإسلام المحمدي من خلال عرض النماذج المتألقة لنبينا الأكرم محمد(ص) وأئمتنا المعصومين(سلام الله عليهم أجمعين) وهم بذلك يكونون في نفس الخندق الذين يعملون على تشويه صورة ديننا الحنيف وهدمه مع كل أعداء الإسلام وفي مقدمتهم الصهاينة والمسيحيين التبشيريين وغيرهم.
ومن هنا كان كتابة مقالي للرد على كل ما يدعون من ادعاءات هي ليس فيها أي شيء من الصحة وبالحجة والمنطق والدليل وهذا ما علمناه أئمتنا المعصومين ونسير على نهجهم القويم وهو النهج المحمدي الذي يسير به ديننا الحنيف والذي لو سارت به أمتنا الإسلامية لما كان حالنا كما هو الآن من بؤس وهوان وضياع.
ولقد وضعت بنفسي بوست على الفيس بوك للتهنئة بعيد المرأة وكتبت به أحلى الكلام بحق المرأة ذلك الكائن اللطيف والعزيز عليِّ فالمرأة هي في حدقات عيوننا وهي الكائن الجميل والذي لا نقبل بأي خدش ولو حتى بسيط لها لأنها هي الوعاء الذي ينجب الرجال والنساء وهي المجددة للشعوب وهي كائن إنساني له حقوقه التي لا يمكن هضمها أو التجاوز عليها وإلغاء هذا الكائن من حساباتنا ولهذا نحن نضعها في أعلى منزلة عندنا والتي تدخل من ضمن الأمور التي لا يجوز المس بها أو التأثير عليها وبذلك نكون نحن أول من نطالب بحقوقها وفي طليعة المدافعين عنها وفي مقدمة مسيراتهم ومظاهراتهم.
ومن هنا يجب إن تكون هذه الحقيقة حاضرة إمام كل من يقرأ مقالي ويدخل النقاش والتي سوف أذكر كل النقاط والأمور التي تجعلنا نقف هذا الموقف والذي هو بجانب المرأة وعلى الدوام وبدون أي تردد أو نكوص.
وقد لاحظت صفة في العلمانيين في الهجوم على الإسلام أنهم يتخذون النماذج السيئة من ديننا والتي لا تمت إلى ديننا بأي صلة ولا تحدد من هم الذين قد أساءوا للإسلام والمسلمين والذين يكونون هم اشد وطأه على ديننا الحنيف والذين يتخذونهم العلمانيين شماعة لهجومهم على الدين الإسلامي ومن أمثال ذلك يتخذون الملعون عمر بن العاص أكبر مثال على الدين والحال هذا الشخص معروف لدى كل المسلمين الحقيقيين من هو وما هو تاريخه الأسود والذي يأنف كل موالي ومسلم حقيقيي باتخاذه نموذج له.
ولنأخذ ما يقوله احد العلمانيين في نقاشي معه والذي يثير الاستغراب والدهشة فيقول [و ( نحن) العلمانيون لم ناخذ سراب وهوامش من هنا وهناك شماعة لنهاجم الإسلام هناك أكثر من 80% من المسلمين يرون عمرو بن العاص وخالد بن الوليد ومعاوية بن ابي سفيان وغيرهم الكثير بأنهم صحابة منتحبين ومبشرين بالجنة والخ الخ من باقي الصفات الملائكية التي ينسبوها لهم ، بكلمة أخرى إنا لم أتجنى على أقلية ترى عكس ذلك واجعل من الشواذ هم القاعدة].
"وقد رددت بهذا الرد والذي كما يقال من فمك أدينك فقلت له بأن العلمانية ليس عيباً ولاهو قصور في الفكر ولكن بكلامك على الإسلام والتهجم عليه في كل مناسبة هو الذي يشكل مثلبة عليكم لأنكم تدعون تقبل الفكر الآخر والنقاش والحوار الموضوعي وهذا هو عكس ذلك وأنت قلت أن 80% يؤمنون بما ذكرته حول المرأة من تغييب واضطهاد الى أخر مسمياتكم التي تطلقونها على هذا الأمر أذن نتفق أن هناك فئة تؤمن بوجود المرأة وحقها في العيش بكرامة وضمن الفكر والمفهوم الإسلامي والتي وكالعادة أغفلت عنها."
ولقد ناقشته بأمثلة واضحة للعيان ولا تقبل الشك والتي سوف أوردها وبورة أشمل وأعم ليكون رد لكل من يشكك في ديننا الحنيف في هذه المسألة المهمة والحيوية.
الدين الإسلامي يستوصي بالنساء خيراً
فالدين الإسلامي الحقيقي لم يهضم حقوق المرأة بل رفعها إلى أعلى عليين وصان عفتها وحيائها ولم يفرض عليها قيوداً بدليل أن نبينا الأكرم محمد(ص) كان يقوم لها عندما تأتي ابنته الزهراء(ع) احتراماً وتوقيراً لها ويكنيها بأم أبيها وحديثة الشريف المعروف((أيها الناس : إن لنسائكم عليكم حقاً ، ولكم عليهن حقاً ، حقكم عليهن أن لايوطئن أحداً فرشكم ، ولا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم ، إلا بإذنكم، وألا يأتين بفاحشة ، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرح ، فإذا انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف . أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكتاب الله، فاتقوا الله في النساء ، واستوصوا بهن خيراً )). (1)ويقول في حديثه الشريف ((ورفقاً بالقوارير)).(2)
ولنضرب مثال أخر هو الأمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) الذي كان يساعد زوجته الزهراء في أعمال البيت حيث كان يعجن العجين لكي تخبز له زوجته وحتى التنظيف فأي إنسانية يمتلكها ديننا والذي هو في لحظاته الأخيرة يوصي ولداه الحسنان(ع) بوصية طويلة ويقول في النساء ((الله ...الله ..في النساء)) فأين الاضطهاد الذين يدعون به هذه الجماعات من حقيقة فيما سردته اليك لأن حتى النبي الأعظم محمد(ص) يقول ((عليكم بالضعيفين وهم المرأة واليتيم)) دلالة على ضعفها وضرورة الاهتمام بها وللعلم أن ما يوجد من حقوق في المرأة في ديننا الإسلامي مايفوق كل دساتير العالم والتي إلى وقت قريب أكدت حق المرأة في الانتخاب وتسلم المناصب المهمة. ولنأخذ هذه الحادثة لكي تكون دليل وحجة على ماقلناه .
أتي رجل وهو عند النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فاُخبر بمولود أصابه، فتغيّر وجه الرجل، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: « مالك ؟ » .
فقال : خير . فقال : « قل » .
قال : خرجتُ والمرأة تمخض ، فأخبرت أنّها ولدت جارية .
فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : « الأرض تقلّها ، والسماء تظلّها ، والله يرزقها ، وهي ريحانة تشمها » .(3)
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «أوصاني جبرئيل بالمرأة حتى ظننت أنّه لا ينبغي طلاقها إلاّ من فاحشة مبيّنة ». (4)
وفي حديث مذكور في اُصول الكافي[43] وغيره إنّه (صلى الله عليه وآله) قال: «كلّما ازداد العبد إيماناً كلّما ازداد حبّاً للنساء ».(5)
ويستمر نبينا الكريم في الإشادة بالمرأة ورفع منزلتهن فيقول « ما أكرم النساء إلاّ كريم، وما أهانهن إلاّ لئيم ».(6)
ولهذا يجب إن لا يعمم في كتابات العلمانيين والقول للكل وأن نفرق بين الصالح والطالح لأنكم لو أطلعنا على المنهل الصافي لديننا الإسلامي لكانوا غيروا نظرتهم تلك وإنا أشك في ذلك لأنهم قد أقفلوا وقلوبهم وآذانهم فلا يقبلوا بأي نقاش في ذلك وهم ينطبق قول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه بقوله {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} .(7)
ولكنهم يريدون وكما يفعل الغرب أن تهتك المرأة وان تسلك السلوك الماجن في الغرب وتصبح سلعة رخيصة لأي رجل وهم يعرفون الباقي أحسن مني فهذا ما لا نرضاه لأن المرأة هي الأم وهي المدرسة التي تعلم الأجيال ومربية فيجب إن تكون في منزلة سامية وعظيمة لا يدانيها أي كائن لأنه ولو رجعنا إلى نبينا الأكرم محمد(ص)عندما قال في حديثه الشريف ((الجنة تحت إقدام الأمهات))(8) فأي منزلة وصلت لها المرأة وعظمة والتي جعل حسن تبعلها واهتمامها ببيتها وأولادها وتنشئتهم النشأة الصحيحة هي اعلي مراتب الجهاد.
ومن هنا يجب عدم خلط الأمور لأن العلمانيون دائماً يصبون هجومهم على الدين من خلال أخذ الأمثال السيئة وعدم اخذ الأمور بنظرتها الصحيحة والذي يوجد في النظريات العلمانية الكثير من السيئ والذي لا يقبل به إنسان ولكن نحن نميز بين الصالح والطالح وهذه هي النظرة الموضوعية وعدم خلط الحابل بالنابل فهناك الكثير من الأمثلة السيئة للعلمانية وهي لاتعد ولا تحصى ولكن المثقف والذي يفكر بروية وتمعن يستطيع أن يميز بين الأمور.
ولأنقل لكم ما يرويه الأخ المحاور معي في رده عليَّ من احاديث والتي سنوردها ونحكم بصحتها في ما بعد حيث يورد :
وتبطل الصلاة بمرور المرأة البالغة والحمار والكلب الأسود بين يدي المصلي، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:« إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَإِنَّهُ يَسْتُرُهُ إِذَا كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ صَلَاتَهُ الْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ وَالْكَلْبُ الْأَسْوَدُ » (رواه مسلم).
وفي رواية للترمذي : أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة ، فدخل على زينب ، فقضى حاجته وخرج ، وقال : إن المرأة إذا أقبلت ، أقبلت في صورة شيطان ، فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته ، فليأت أهله ، فإن معها مثل الذي معها .
" مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ " رواه البخاري (5096) ومسلم (2740).
وفقط اود ان اضيف حديث اخر اثبت الواقع العملي اليوم بطلانه وهو :
لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً .. رواه البخاري (4425)، ورواه النسائي في " السنن " (8/227).
وقد أجبته بهذا الجواب وقد أورد أحاديث أتيتها من البخاري وغيرهم والذين اكرر وقلتها له وللجميع ولعدة مرات أنا لا أعترف بهؤلاء فهل عرفوا ذلك والذين علماؤنا وفقهاؤنا وكتابنا لايعترفون بالكثير من أحاديثهم والتي اغلبها مدسوسة وثبتت لأرضاء الحكام والذين نحن نسير في نفس نهجهم كما أننا لو نظرنا إلى تلك الأحاديث الممسوخة أنها لاتطايق العقل والمنطق وهي لا تطابق ما يقوله نبينا الأكرم في النساء وما ذكرناه سابقاً لهو خير دليل على ذلك وكذلك يخالف أخلاق نبينا الكرم محمد(ص) والذي بعث رحمة للعالمين فهل من المنطق والمعقول على أن يتكلم على نسائنا بهذا الكلام وهو خلق الله النساء والرجال والذين جعلهم مودة ورحمة لنا وهذا مما يذكره في كتابنا الكريم بقوله {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.(9) يقول جل وعلا في آية اخرى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.(10)فكيف يعقل يصفها أن يجعل الرحمة في المرأة ثم يقول بحديث يصفها بالشيطان ويقارنها بالحيوان فهل هذا الحديث يليق بتصديقه العاقلون ويقارنها بالحمار (أجلكم الله) وهو الذي يقول في محكم كتابه {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}(11). فكيف يصف خلقة وهو البديع الخلاق للإنسان بهذه الأوصاف والتي لا يقبلها العقل والمنطق ومن هنا تأتي هذه الأحاديث هي أحاديث مرفوضة جملة وتفصيلاً ولاتقبل من قبل أي عاقل وحصيف.
وانقل لك هذا الرد والذي سقته كذلك لمحاوري العلماني بالاستعانة بما يقوله أهل السنة والجماعة وهذا العالم إسلامي من أهل السنة والرد من عالم سني هو :
الشيخ الدكتور الطاهر مهدي البَلّيلي -عضو بالمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث -عضو المجلس العالمي للعلماء المسلمين وما يرد حول هذه الآية :
مشكلة الضرب وضرب النساء بشكل عام هو مشكلة عالمية تعاني منها النساء في كل بقاع الدنيا.ففي الغرب مثلا يضرب الرجال النساء بشدة بحيث يتم كسرهن وقتلهن في أكثر الاحيان، في اسبانيا وحدها تموت أكثر من 500 امرأة ن جراء الضرب كب سنة هذا ما عرفته جمعيات الإحصاء فما بالك بما لم نعلم به ممن يمتن وهن مكتومات الأنفاس محبوسات البيوت.ولكن الغربيين عندما يضربون النساء لا يقولون ان دينهم هو الذي أمرهم بهذا، بل يعترفون بخطأئهم.أما نحن المسلمين فرغم ان الإسلام يحرم ضرب القطة قال رسول الله ان امراة دخلت النار في قطة حبستها.وحرم ضرب الحمار والبعير الذي جاءه يشتكي ظلم صاحبه.بل إنه قال : لا يكرمهن الا كريم ولا يهينهن الا لئيم، كما قال لا يضرب خياركم، وقال عجبا لكم أتضربوهن أول النهار وتجامعوهن آخره.
فالرسول يتعجب من هذه التصرفات التي تنم عن سوء خلق وسوء تربية. وبالنظر الى سيرته صلى الله عليه وسلم حتى في أصعب الاوقات ما كان ليمد يده على واحدة من نسائه وهو القائل: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي.ثم عندما خاصمته سيدتنا الفقيهة المجتهدة عائشة بسبب زيارته زينب بنت جحش، وشربه عسلها، فانه آثر الاعتزال ولم يضرب ولم يسب ولم يشتم .وهذا في ذاته تعليم للأمة في كيفية معاملة النساء. ولو كان الضرب مشروعا لكان الرسول أول من طبقه على زوجاته اللواتي كن كثيرات الخصام.
ثم إن تغيير المنكر ليس لكل من هب ودب، فعلى هيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يحسنوا استعمال هذا المبدأ حتى لا يجرؤوا الصبيان والعامة على ضرب النساء، فالمرأة مصونة محفوظة القدر في بلاد الإسلام ولا يجوز إطلاقا ضربها وأهانتها، كما يفعل الكثير من الجهلة باسم الدين.وتغيير المنكر درجات منها أن لا يحدث منكرا أكبر منه، وأن لا يحدث ضررا مساو له . وإلا فلا يجوز هذا التغيير.
ومن شروطه أيضا أن يكون من أهله بأدب مطلق وهدوء تام وليس بعنف وعنجهية.
أما الآية القرآنية فجاءت تجيب على وضع كان قائما آنذاك وهو القتل في حال اكتشاف جريمة عائلية مثل الزنا أو حتى تمنع المرأة عن زوجها في فراش الزوجية، فكان اقتراحا من المولى سبحانه لحل مشكلة أكبر وهي النشوز، وليس الضرب المبرح كما يفهمه من اغلقت قلوبهم وصدورهم عن ذكر الله.
وحتى سيدنا ابن عباس عندما شرح كيفية الضرب قال هاه وهاه بالسواك وهل يعتبر هذا ضربا فهو لم يقل بالتحريم القولي ولكنه كاد يحرمه بالفعل عن طريق شرحه واقتراحه الضرب بالسواك .أما عن الناس الذين لم يتعلموا علوم الحديث وعلوم القران، والفقه ثم يستفتون النصوص مباشرة فهذا سيوقعهم في أخطاء فقهية عظيمة قد تؤثر سلبا على فهمهم الإسلام.
فيفتون بالمنسوخ بدل الناسخ، والمقدم بدل المؤخر والغريب بدل الواضح والضعيف بدل الصحيح الخ.وليست هذه طريقة العلماء في الفتوى فليس كل كتاب يصلح للفتوى.
وأخير يا بنيتي يجب علينا ان نفهم القرآن، كقاعدة أساسية لفهم السنة فالسنة شارحة ومبينة وليست حاكمة وماحية للقرآن، كما يزعم البعض.
فالقواعد العامة للقرآن لا يجوز مخالفتها ولو كانت الاحاديث بخلاف ذلك.
ثم هناك نقطة مهمة جدا وهي ان أكثر الاحاديث التي تنزل من شان النساء هي أحاديث ضعيفة أو موضوعة وقلما يكون منها الصحيح الذي يجب ان يفهم في ظل النصوص الاخرى حتى لا نصيب ديننا بتحريف.
فالرسول يقول: حبب الي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة. وقال موصيا للمسلمين في حجة الوداع: استوصوا بالنساء خيرا.
ويكفينا هذا منك يا سيدي يا رسول الله لنحترم نساءنا ونعطف عليهن ونصبر على الأذى مهما كان. هذا والله اعلم.(12)
وهذا الموقع لأهل السنة والعلم من عندهم ويشكك في الأحاديث الخاصة بالنساء وهي صادرة من صحاحهم وهم يعتبرونها أنها كتاب موثق بعد القرآن الكريم فهم لا يقرون بها فكيف تريدونا أن نقر بها ونأخذ بها ونحن لدينا سيرة عطرة لأهل بيت النبوة(سلام الله عليهم اجمعين) وهي مدرسة كاملة من جميع الوجوه ودليل عمل لدينا ونسير على نهجها القويم.
ولأختم هذا المبحث في هذه النقطة عما يقوله أئمتنا المعصومين بشان النساء ونوردها كالآتي
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « خيركم خيركم لنسائكم وبناتكم » .(13)
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنّ الله تبارك وتعالى على الإناث أرقّ منه على الذكور ، وما من رجل يُدخل فرحة على امرأة بينه وبينها حرمة إلاّ فرّحه الله يوم القيامة».(14)
وعن الجارود بن المنذر قال :
قال لي أبو عبد الله عليه السلام: « بلغني أنّك ولد لك ابنة فتسخطها، وما عليك منها، ريحانة تشمّها، وقد كفيت رزقها، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا بنات».(15)
وروى أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : « البنات حسنات والبنون نعم ، والحسنات يثاب عليها ، والنعمة يسأل عنها ».(16)
وقال الحسين بن سعيد اللحمي :
ولد لرجل من أصحابنا جارية فدخل على أبي عبد الله عليه السلام فرآه متسخطاً فقال له : « أرأيت لو أنّ الله أوحى إليك أن أختار لك أو تختار لنفسك ؟ ما كنتّ تقول ؟ »
قال : كنتُ أقول : يا ربّ تختار لي .
قال : « فإن الله عزّ وجلّ قد اختار لك » ، ثم قال : « إنّ الغلام الذي قتله العالم الذي كان مع موسى عليه السلام ، وهو قول الله عزّ وجلّ : ( فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكوة وأقرب رحماً ) أبدلهم الله عزّ وجلّ به جارية ولدت سبعين نبياً ». (17)
ولو أردت إن اجلب عن الأحاديث فيها تكريم للنساء لاحتجنا العشرات من المجلدات والكتب ولكن أختم بحيث لنبينا الأكرم محمد(ص) عن المنزلة السامية للمرأة والتي أعطاها رب العالمين لكي تسكت كل الأصوات التي تقول غير ذلك وهو :
وعن أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي العسكري، عن آبائه، عن الصادق عليهم السلام:
« إنّ رجلاً شكا إليه غمّه ببناته ، فقال : الذي ترجوه لتضعيف حسناتك ومحو سيئاتك فأرجه لصلاح حال بناتك ، أما علمت أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : لما جاوزت سدرة المنتهى وبلغت قضبانها وأغصانها رأيتُ بعض ثمار قضبانها أثداؤه معلّقة يقطر من بعضها اللبن ، ومن بعضها العسل ، ومن بعضها الدهن ، ومن بعضها شبه دقيق السّميد ، ومن بعضها الشياب ، ومن بعضها كالنبق ، فيهوى ذلك كلّه نحو الأرض ، فقلت في نفسي أين مقر هذه الخارجات ؟ فناداني ربّي : يا محمّد هذه أنبتها من هذا المكان لأغذو منها بنات المؤمنين من أمتك وبنيهم ، فقل لآباء البنات لا تضيق صدوركم على بناتكم ، فإنّي كما خلقتهن أرزقهن ».(18)
فأي منزلة أعطاها ديننا الحنيف للمرأة والتي يوصي بها رب العالمين لنبينا محمد(ص) وهو عند سدرة المنتهى ولنعرف منزلة المرأة على حقيقتها والتي يحاول الكثير تشويهها من خلال أفعالهم المجرمة كالسلفيين والوهابية والكثير من المذاهب ولكن نحن نأخذ الشيء الصحيح لموقع المرأة في الإسلام من ذلك من المنهل الصافي والمنبع الأصلي من ديننا المحمدي الأصيل وأهل بيته الطيبين الطاهرين لكي يبين لنا عظمة المرأة ومكانتها في الإسلام .
وفي جزئنا القادم سوف نرد على ماهية حقوق المرأة وهل أنها مهضومة ومغصوب حقها أن شاء الله عن كان لدينا في العمر بقية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ تحف العقول ص 30 : خطبته صلى الله عليه وآله في حجة الوداع :
2 ـ ذكر ابن الأثير في نهايته (٤: ٣٩): وفي حديث أنجشة، في رواية البراء بن مالك رويدك، رفقا بالقوارير، أراد النساء، شبههن بالقوارير من الزجاج، لأنه يسرع إليها الكسر، وكان أنجشة يحدو وبنشد القريض والرجز، فلم يأمن أن يصيبهن، أو يقع في قلوبهن حداؤه، فأمره بالكف عن ذلك. وفي المثل: الغناء رقية الزنا.
3 ـ وسائل الشيعة 15 : 103 ، حديث 3 .
4 ـ وسائل الشيعة 14 : 121 ، حديث 4 .
5 ـ راجع الكافي: ج5 ص320 باب حب النساء ح 2. وفيه: (عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما أظن رجلاً يزداد في الإيمان خيرا إلا ازداد حبا للنساء).
6 ـ الحافظ ابن عساكر في " تاريخه " ( 4 / 282 / 1 ) وعنه ابن أخيه أبو منصور بن عساكر في " الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين " ( ص101 الحديث 39 )
7 ـ [الأنعام : 25].
8 ـ روى المتقي الهندي في كنز العمال ج 16 ص 461
9 ـ [الحجرات : 13].
10 ـ [الروم : 21].
11ـ [التين : 4]
12 ـ منتدى عمرو خالد الرابط
http://forum.amrkhaled.net/showthread.php?256556
13 ـ أعلام النساء المؤمنات تأليف الشيخ محمد الحسّون و أم علي مشكور ص 47
14 ـ وسائل الشيعة 157: 104، حديث 1 .
15ـ نفس المصدر ص 45
16 ـ نفس المصدر ص 44.
17 ـ نفس المصدر ص 44.
18 ـ نفس المصدر ص 45.
أقرأ ايضاً
- الجنائيَّة الدوليَّة وتحديات مواجهة جرائم الكيان الصهيوني
- التأهيل اللاحق لمدمني المخدرات
- يرجى تصحيح المسار يا جماهير الكرة