- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الرشوة ضمن الاستطاعة على الحج
حجم النص
قلم : سامي جواد كاظم
مع اقتراب موسم الحج لكل سنة تبدا مشاعري بالهيجان التحسر والالم ، لا لشيء لان شروط اداء مناسك الحج كلها متوفرة لدي ولكنني لا استطيع بسبب عوارض وضعية وجد لبعضها مخارج يقال عنها شرعية اذهلتني وكادت ان تخرجني من الدين ولكن يقيني ان هذه المخارج قابلة للنقاش والطعن
القانون المعمول به ان هنالك عدد معين يسمح لهم بالحج تم احتسابهم وفق الحجم السكاني للبلد وطالما ان الذين يرومون اداء الحج اكثر من المسموح به فقد اعتمد نظام القرعة وهذا جدا سليم وعادل ، ولكن هنالك تفرعات واستحداثات يستخدمها البعض للحصول على فيزا الحج ، هذه الاستثناءات التي هي محل جدل وشك اصبحت ظاهرة طبيعية بل واحد الاخوة المطلعين على هذه الاستثناءات اجابني ان الذي يبيعك الفيزا حرام عليه وحلال عليك ، هل سمعتم بمثل هذا الحكم الشرعي في اهم ممارسة عبادية فرضت من السماء على الارض وفق شروط معينة اقرها الله عز وجل لشعيرة عبادية واجبة على المكلف اذا ما توفرت فيها الشروط ووجوبها يعني اهميتها وقدسيتها وعقوبة من يترك الحج وهو مستطيع، واثناء الحج يجب ان يبتعد الحاج عن كل ما يخدشها بل ان الحاج عندما يحرم يجب ان يبتعد عن امور كثيرة منها الغضب والخصام بل حتى قتل الذبابة هذه القدسية كيف تتعامل معها القوانين الوضعية لاداء مناسك الحج؟
هنالك مقاعد خاصة تمنح للمسؤولين يقوم الاخوة المسؤولين ببيعها للمواطنين ، لماذا هذا الامتياز للمسؤولين ومن جعلهم مسؤولين لولا صوت المواطن ؟ وهل جزاء المواطن ان يشتري فيزة الحج من المسؤول بملايين الدنانير؟ ـ تقريبا ستة مليون دينار ـ .
واخيرا ظهر لنا الحج التجاري وغير المضمون ـ انت وحظك ـ وعندما نسال عن اصل هذا الحج ؟ يجيبونا اصحاب العلاقة بانهم يشترون الفيزا من مغتربين او مواطنين من خارج العراق ، هل هذه الامور تعتبر ضمن الاستطاعة ؟ مسالة اخرى يقوم البعض بحجز بعض المقاعد قبل اجراء القرعة ويبيعها على المواطنين ومن ثم يدرج اسمائهم ضمن الاسماء الفائزة بالقرعة ، هذا افتوا الجميع بانه حرام ، ولكن كيف يمكن لنا ان نميز بين السارق وغير السارق ؟
هنالك مؤسسات خصصت لهم الحكومة حصص لا اعلم ماهي الوجهة القانونية في تخصيصهم هذه الحصص لهم ؟، مثلا السجناء السياسيين وبعض المؤسسات الدينية ،والكتل البرلمانية ، ولا اعلم لماذا لم يخصص للجامعات والمدارس ومنظمات المجتمع المدني ووكلاء التموينية ؟!! مع العلم واليقين ان اغلب من يذهب الى الحج هم ممن حجوا اكثر من مرة ، واما الذي لم يحج فما عليه الا البحث عن بعض هذه المؤسسات ذات الحظوة ليحصل منها على رخصة الحج بعد دفع مبلغ معينا يقال عنه ضمن الاستطاعة وهو الرشوة بعينها وحلال عليك تدفعها وحرام على من يستلمها .....حلو
سابقا السجناء السياسيين سجنوا لمعارضتهم الحكومة البعثية والتي احد مظالمها هي كثرة الفقراء وكثرة الامتيازات للرفاق البعثيين ، اليوم تجد ان مؤسسة السجناء السياسيين لا علاقة لها بالفقراء مع كثرة الامتيازات لها . الخلل في التشريعات ولا يمكن لنا ان نجهل او ننكر ما عاناه السجناء السياسيون زمن الطاغية نعم سجنوا وعذبوا بل وعوائلهم شردوا ولكن هل يصح ان يمنحوا الحقوق على حساب الاخرين ؟
أقرأ ايضاً
- الحجُّ الأصغرُ .. والزِّيارةُ الكُبرىٰ لِقاصِديِّ المولىٰ الحُسّين "ع"
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري