- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
فلم الاساءة الى الرسول الاعظم ... مراكز دراسات
حجم النص
بقلم ناصر سعيد البهادلي
الاحداث تتسارع في عالمنا الاسلامي والعربي ، احداث نصنع بعضها وبعضها الاخر يصنعها المتحكم في المسرح العالمي ، وكلا الصناعتين يتحكم في توجيهها نحو غاية مرسومة هو الطرف المتحكم بالمسرح العالمي ، ن هذا المتحكم يقرأ ويتعلم ولم يكتفي يوما بغروره ليأفل نجمه فاصبح هو السيد في العالم ونحن الشعوب قطعان يقودنا الرعاة الذين اوكل لهم السيد هذه المهمة....
ربيع عربي اكتشفنا متأخرا ان ثمارها سيجنيها السيد ولاننال منها الا القتل والذبح فيما بيننا ، ربيع لابد من صناعته او توجيهه للغاية التي رسمها السيد ، واليوم فلم اساءة للرسول الاعظم يأتي على حين غرة ليدخل كعامل من عوامل التأثير والتحريك نحو الغاية المرسومة...
دويلة اسرائل ذات عدد السكان القليل والمساحة القليلة من الارض المغصوبة تملك من مراكز الدراسات والبحوث ما يفوق عدد جميع مراكز البحوث والدراسات في عالمنا العربي ، وهذا هو السر الذي جعلها تذيقنا الذل والهوان والقتل والاغتصاب ، مراكز تستقطب خيرة العقول في قراءة الحدث وثناياه وخلفه لتقدم الخيارات الناجعة في التفاعل والتعاطي مع الحدث ، مراكز تقدم توصيات واستشارات بعد قرائتها للاحداث لتوجهها او تمنعها او تسرع من وتيرتها وبما يصب في خدمة المتحكم بالمسرح....
ونحن الى اليوم لا نستطيع ان نرضخ الى ان هنالك تخصص ، فحاكمنا ومرجعنا وشيخنا هو الذي لايأتيه الباطل من بين يديه وفوقه وتحت وخلفه ، هاهو يصدح بمقولة فرعون ان اريكم الا ما ارى ، يصرخ انا الزعيم وبي تجري اسباب السموات والارض ، والطامة الكبرى ان اغلب حكامنا من المدعين بالسير على هدى الله....
في تسعينات القرن الماضي قرأت كتابا قيما حفظت عنوانه ونسيت اسم كاتبه ، وكان العنوان " الطائفية سلاح العدو الاخير " وذكر الكاتب احد القصص التي حصلت في ايران وكيف ان في رمضان احد الاعوام وجد نفس الطرح لخطباء المنابر المشهورة في المدن الايرانية ، وكان الطرح يتضمن خطابا يثير النعرات الطائفية فلما استقصت المخابرات الايرانية عن السبب وجدت ان تاجرا ايرانيا وظف اموال كثيرة لتحديد موضوع الطرح ، فلما حاولت المخابرات الايرانية القبض عليه وجدته سبقهم للهروب الى حضن العم سام ، وهذا في الثمانينات حين لم يكن ربيعا او خريفا....
ساستنا العباقرة وحاكمينا حتى لو ازمعوا تأسيس مراكز دراسات وبحوث تمدهم بالاستشارات والتوصيات والقراءات التي تعيننا كشعب ودولة للتعامل مع الاحداث والمتغيرات الدولية والاقليمية والمحلية سنجدهم يتحاصصون هذه المراكز وفق طوائفهم واحزابهم وجماعاتهم ، وسيضعون في هذه المراكز اشد الحمير موالاة لهم ليجعل منهم محور الكون والاحداث وتمجيد الملائكة وصالح المؤمنين وثناء رب العالمين ، وبمقارنة بسيطة بين تاجر عراقي لقبه الخنجر سرق اموال الشعب العراقي وكان من مخابرات العهد السابق ، كيف اسس مركز دراسات استقطب اليه من خيرة العقول العراقية لتقدم دراسات وبحوث يستطيع هو ودائرته من خلالها توظيف الاحداث المحلية والاقليمية والدولية لمصلحته ورهطه...
ساستنا وحكامنا الحمير لا ينتفعون بالعقول العراقية الكبيرة حتى وان كانت هذه العقول لا تعاديهم ، بينما امريكا كما قيل تبحث بالخصوص عن العقول الكبيرة المعادية لها لا لاسترضائها بل لتقدم دراسات تكشف لها مواطن السلب لتتفادها ، وهكذا سيطر الغرب علينا نحن الهاتفين لحاكمنا الذي خطأه افضل من صواب غيره كما قال عزت الدوري للمقبور صدام...
بلى يدي على قلبي وانا اجد هذا الفلم التافه في مقاييس مهنة الافلام والوضيع في موضوعه كيف يروج له لتخرج مظاهرات وتحصل مصادمات ويغلي الشارع الاسلامي بحقنة الانفعال التي حقنها هذا الفلم ، فهل ياترى جاءت عملية الفلم مصادفة ام صناعة غربية بناءا على توصية من مراكز استشاراتهم تهدف للوصول الى غاية المتحكم ، وفي كلا الحالين فان توظيف حراك هذا الانفعال وتوجيهه سوف يتبناه السيد الغربي وفق استشارة ودراسة تقدم من قبل مراكز معتبرة تضم ادهى العقول ، اما اذا كان لدى حكامنا مراكز فسوف تقدم لهم دراسة لكيفية توظيف هذا الحدث لزيادة هتافات بالروح بالدم نفديك يامسؤول ، وبطبيعة الحال ان حكامنا سيفشلون بالتعاطي الحصيف مع الحدث بسبب ان مراكز دراساتهم تضم اشد الحمير موالاة لهم او ان حاكمنا المبجل ليس فوق علمه شيء ولا يحتاج الى دراسة...
نسأل الله اللطف بامتنا الاسلامية والعربية من حكامها الحمير و دهاء عقول اعدائنا
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً