أهاب ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في العتبة الحسينية المقدسة في 1 / شعبان/ 1433هـ الموافق 22-6-2012م الإخوة المعنيين بالإسراع في المشاريع الخدمية المتلكئة قائلا: لا شك إن كل واحد منا يشعر بداخله بضرورة تطور بلده وهذا نحو من الانتماء للبلد، حيث إن الإنسان يحب وطنه وأرضه ويتمنى دائماً أن يكون في الطليعة في حال من الرقي والتطور والازدهار سواء على مستوى البشر الموجود معه أو على مستوى نفس تطور البلد.
ولفت نظر الإخوة المعنيين الاهتمام بالقضايا الخدمية وكمثال على ذلك الجسور التي بدأت وزارة البلديات بتنفيذها في كربلاء حيث إن جسرين منهما لم يكتملا لحد الآن، واستفهم عن سبب التلكؤ في هذين الجسرين، بالرغم من إن المدينة تكتظ بالزيارات والناس في طول السنة وخاصة في الزيارات المليونية .. وقال إنه من غير المعقول أن تبقى بعض المشاريع التي من المفترض إنها بدأت لحل الأزمات أن تكون هذه المشاريع هي أزمة بنفسها .. وأبدى استغرابه عن مشروع لا نعلم أين ينتهي ومتى ينتهي؟! فالتنفيذ بهذا البطء الذي يستخف بمقدرات الناس لا يمكن قبوله ونحن عندما نتكلم في مثل هكذا أمور لا نسمع إلا إجابات متواضعة، ولا نلمس إلا تمديد للمدة وزيادة بالصرف! ولكن لا أحد يجيبنا متى ينتهي المشروع ؟! وما هي العوامل التي جعلت المشروع يتلكأ؟!
وتابع سماحة السيد الصافي من غير المعقول أن تبقى الأمور بما هي عليه بلا حساب، فالمشاريع لها سقف زمني لانجازها فإذا تجاوزت المدة فإنها تربك المدينة وتجعل المواطن يعاني من التعرجات في الطرق وتحمله الغبار والأوساخ التي ربما تبقى لسنين دون معالجة، والمقاول عندنا لا يُكلف نفسه هو أو من يتعاقد معه أن يجعل له طرق بديلة تكون مكساة بمادة الاسفلت كباقي الشوارع.
وتساءل كيف يرى المسؤول عمله مع هذا التأخير؟! ما هي الأسباب التي جعلت هذا العمل وغيره يتأخر إلى هذه المدة ؟! أين الرقابة والنزاهة والجهات التي تبحث عن الخدمات وأين وأين ؟؟!! من المسؤول ؟؟!! واضعا هذه التساؤلات وغيرها أمام أنظار المسؤولين سواء في مجلس المحافظة أو وزارة البلديات.
وفي سياق آخر من خطبته تحدث سماحة السيد الصافي عن الإهمال في تغيير الوضع الجغرافي لمدينة كربلاء المقدسة وعملية التجريف للبساتين وللأراضي التي قال إننا نسعى دائماً وندعو لان تعود الزراعة ويعود العراق إلى ارض السواد.
ووجه خطابه للمسؤول إن هذا البلد الذي يحتوي على نهرين عظيمين نرى اغلب المساحة الجغرافية فيه هي مساحة متصحرة ! ونبه على السعي لوضع خطة لاخضرار البلد وفي الوقت نفسه حذر من تجريف البساتين واتساع الأراضي الصحراوية قائلا: لا الأرض الصحراوية زرعناها ولا الأرض الخضراء حافظنا عليها وبالنتيجة إن كل مدينة إذا مرت بهذه الطريقة ستصبح مدينة فوضوية سيتداخل فيها مجموعة من العناصر التي تفقد المدينة هويتها.
وأردف أنا لا أقول الناس تهاجر من أو إلى المدينة، فكل إنسان له حق في أن يتخذ أي مدينة يُحبها، لكن لابد من وجود ضوابط وخطوط حمراء فهذا بلدنا وهذه أرضنا وهذه مدننا، ومن غير المعقول أن لا يكترث المسؤول بأي عمل يحدث فيها وبالنتيجة سنضع أيادينا على وجوهنا ونترقب من يتصدق علينا بفاكهة وبزراعة ولات حين مندم.
وقال سماحته إن المسؤول عليه أن يتحمل المسؤولية وعليه أن يعي، مسألة السكن تكلمنا بها ولكن لا وجود لحلول حقيقية وبالنتيجة البساتين بدأت تجرف والأهالي بدأت توزع قطع وكثير من الناس يفرح انه حصل على 100 متر وهذا حقه، ولكن خطابي للمسؤولين أعطوا قطع الأراضي للمواطن ولتكن حتى أكثر من 100 متر أما أن نهدم طبيعتنا الجغرافية وبهذه الطريقة بالمنظور العام حقيقة هذه عملية انتحار للمدينة وهذه عملية تغيير المدينة .. من يتحمل مسؤوليتها ؟؟!!
وخاطب المسؤولين المعنيين بإخلاء المعتمرين العالقين في مطار جدة، مبديا تعاطفه مع كل الإخوة المعتمرين الذين لازالوا عالقين في المطارات، وقال في كل دول العالم منها الأفريقية أو الآسيوية أو أمريكا أو أوربا تجد رعاياها تنتظر ساعة أو ساعتين وترحل .. إلا العراقي يبقى يعاني الأمرين من شيبة وعجائز وشباب .. ومن العجيب أن لا يوجد مسؤول يتحمل المسؤولية ويقول الخلل عندي !! تارة يقول شركات الطيران أخلت بالتزامها .. هل جاء مسؤول إلى هؤلاء المواطنين وسأل عن حالهم ؟!.. حتى إن بعض المواطنين انتهت تأشيراتهم والآن لا يستطيع الذهاب إلى العمرة بسبب تأخر القوافل، وأوضح إنه يريد جواباً واضحاً من يتحمل الألم الذي تسبب لهؤلاء المعتمرين .. أين المسؤول ؟!! أين شركات الطيران أين الخطوط أين احترام المواطن؟!!
وأكد إننا إذا لم نحترم مواطنينا لا نُحترم من الآخرين ! المشكلة فينا نحن لا نحترم المواطنين ! هذا المواطن لابد أن يحترم ولابد أن نأتي له بكل الوسائل حتى نذهب به معززاً مكرماً في أفضل وأحسن مكان ويؤدي مناسكه ويعود معززاً مكرماً، وتلاحظ إن العديد من المواطنين يتصلون بنا ويقولون اوجدوا لنا حلا ً !! بربكم ماذا نفعل وماذا نصنع وكيف نجد الحل غير مخاطبة المسؤول؟! وسنخاطب المسؤول ولكن لا نتيجة!!
وفي الختام طالب سماحته المسؤول أن يحترم المواطن حيث إن خدمة المواطن خدمة نبيلة وعزيزة .. وعند حصول حالة التلكؤ يحاسب المقصّر مهما كانت درجته الوظيفية، وبعض دول العالم إذا تأخر المسافر ساعة مثلا ً يشتكي على الشركة المعنية والشركة تعطيه حقه، وعندنا مئات من المواطنين يذهبون إلى العمرة ويعانون من هذه المشكلة والمسؤول إلى الآن صامت ولا يجد الحل، واصفا هذا الأمر في غاية الاستخفاف بالناس وليس له جواب!.
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- علاوي : جهود العتبة الحسينية في لبنان نموذج للعمل الإنساني(فيديو)
- غزة تلتقط أنفاسها: اتفاق وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ
- فيديو:مستشفيات العتبة الحسينية ستتواجد بكل المحافظات وشركات تامين خليجية تسعى لعلاج مرضاها فيها