حجم النص
كشف محافظ كربلاء عن قيام بعض الشركات الاستثمارية الأجنبية بعمليات غسيل أموال في العراق، مبينا أنه أبلغ مجلس الوزراء بذلك لاتخاذ الإجراءات المناسبة، فيما دعا الخطباء ورجال الدين إلى إشاعة "ثقافة الزيارة" خلال المناسبات الدينية للحفاظ على البنى التحتية في كربلاء. وفيما يرى كربلائيون أن ثمة مشاريع تنفذ في المحافظة
إلا أنها ليست بالمستوى المطلوب بسبب عدم قدرة الشركات على تنفيذ مشاريع إستراتيجية، يتساءلون أيضا عن أسباب عدم التعاقد مع شركات أجنبية رصينة، ويؤشرون في الوقت نفسه غياب التنسيق بين الدوائر.
المهندس آمال الدين الهر، اتفق ما يطرحه المواطنين، وقال في لقاء خاص بـ"المدى": إن من حق المواطن "أن يرى كل شيء وقد نفذ بالطرق الصحيحة، إلا أن التركة ثقيلة".ويذهب المحافظ بعيدا ليؤكد "أننا بحاجة إلى ثقافة للتعامل مع الحضارة، بما في ذلك ثقافة الزيارات الدينية والحفاظ على النظافة وترشيد الكهرباء وغير ذلك".
غسيل أموال
وبشأن عدم التعاقد مع شركات أجنبية لتنفيذ المشاريع في المحافظة، يشير الهر إلى أن "الوضع الأمني لم يسمح بالتعاقد مع الشركات الرصينة، فالشركات تخشى على رأسمالها وعلى العاملين فيها".ويضيف "ولكن علينا القول أن هناك شركات عراقية رصينة قادرة على تنفيذ مشاريع كبيرة وإستراتيجية وقد نجحت في ذلك، لكن المشكلة تكمن في أن هذه الشركات تجد أمامها كما هائلا من المشاريع تفوق قدرتها، لذلك تتجه المحافظات أو الوزارات إلى التعاقد مع الشركات غير الرصينة".ويلفت المحافظ إلى أن "التعاقد مع الشركات الأجنبية لا يكون عن طريق الحكومات المحلية بل الوزارات هي من تبرم العقود"، منوها بأن "الوزارات تعاقدت مع شركات أجنبية تبين أنها غير رصينة وفاشلة".وكشف الهر أن "بعض الشركات الأجنبية جاءت لتبييض الأموال وغسيلها في العراق، سواء تقوم بذلك مباشرة أو عن طريق شركائها، وهناك تواطؤ من قبل دولة تلك الشركة ومتعاونين من داخل العراق"، مضيفا "بدأنا بمتابعة هذه الشركات وأعلمنا مجلس الوزراء لكي يتخذ الإجراءات المناسبة".
ثقافة الزيارة
وبشأن الزيارات الدينية المليونية التي تشهدها محافظة كربلاء، يقول المهندس الهر: "أولا علينا التأكيد أن كربلاء تفتح أبوابها للزوار سواء كانوا عراقيين أم غير عراقيين، وثانيا نحن نتشرف بخدمة الزوار وهذه مسؤولية مهمة ما بعدها مسؤولية، ولكن نريد من المواطن والزائر إدراك أن الخدمات التي نقدمها تتطلب جهودا كبيرة جدا".ويوضح المحافظ "مدينة كربلاء صغيرة المساحة وهي تستقبل ملايين الزوار، ليس فقط داخل المدينة القديمة أو منطقة ما بين الحرمين بل عموم مناطق المحافظة، وعلى الزائر مراعاة أن هناك آليات تعمل في جميع مداخل لمدينة لتأهيلها وتحسينها، إضافة إلى مشاريع البنى التحتية الجاري تنفيذها، وأي أضرار أو تخريب للمشاريع يعني جهودا مضاعفة وخسائر مالية".
وينوه "بالنسبة للزيارة الشعبانية فهي تختلف عن زيارة الأربعينية التي تستمر لمدة 12 يوما، لكونها تقتصر على ليلة واحدة أو ليلتين"، مستدركا "ستصادف الشعبانية في ذروة أيام ارتفاع درجات الحرارة، ومن المتوقع أن يصل عدد زوار الشعبانية إلى خمسة ملايين زائر خلال ليلتين، فإذا ما استهلك الزائر في اليوم الواحد 10 قناني ماء، يعني ذلك 100 مليون قنينة خلال يومين وهو رقم كبير".
ودعا الهر الزوار إلى الحفاظ على المشاريع والممتلكات العامة، ورجال الدين والخطباء إلى إشاعة "ثقافة الزيارة" وحث الزوار على الالتزام بآدابها، مطالبا وزارتي النقل بتوفير وسائط نقل حديثة وليس مركبات حمل، ووزارة البلديات والأشغال العامة بتجهيز المحافظة بأكياس نفايات من الحجم الكبير.
المواطن
محافظ كربلاء أكد على الدور الإيجابي لوسائل الإعلام في تنبيه المسؤولين إلى بعض المشاكل، مبينا أن "المسؤول قد لا تصله الأمور بالشكل المطلوب من قبل المقربين وحتى من قبل الموظفين والمسؤولين من الدرجات الدنيا، لذا يأخذ الإعلام دورا حيويا في هذا المجال".
وبخصوص ملاحظات المواطنين على بعض المشاريع التي لم تنفذ حسب المواصفات، يقول الهر مؤيدا: "للأسف الشديد هناك 200 شركة تعمل في كربلاء بعضها ناجحة وموفقة ولكن معظمها أثبتت فشلها، وقد وجهنا لها إنذارات وسحبنا العمل من بعضها وتم تغريم الكثير منها".واستدرك "هذه الشركات هي الموجودة في الساحة، ولكن السبب الرئيس الذي لا يجعلها متقدمة أو قادرة على التنفيذ المشاريع هو الانقطاع عن العالم طوال ما يزيد على عقدين من الزمن، وهو ما أدى إلى اضمحلال العقول والاجتهاد والتقدم وتنمية رأس المال، لذلك فأن الأغلب سواء شركات أو موظفين يعملون بعقلية ستينيات وسبعينيات القرن الماضي"، بحسب وصفه.
الهر يؤكد على أن المحافظة "نجحت في مجال تنفيذ المشاريع بصورة جيدة، ولكن المواطن يريد أن يرى الصورة الجمالية للمشاريع، في حين أن الأغلب الأعم من المشاريع هي في قطاع البنى التحتية"، محملا في الوقت نفسه المواطن "مسؤولية عدم الحفاظ على جمالية المدينة بسبب رمي الأنقاض بالقرب من المشاريع، فضلا عن قيام البعض بأعمال تخريبية لإفشال المشاريع، وهذه مسألة خاضعة لثقافة الشعوب"، على حد قوله.
هيئة تنسيق عليا
وبشأن المشاريع المتلكئة، أعلن محافظ كربلاء عن تشكيل هيئة عليا للتنسيق بين المشاريع، يرأسها النائب الثاني للمحافظ وتضم جميع دوائر الدولة المستفيدة من المشاريع، وخاصة المهمة منها.وتابع بالقول: "لكن المشكلة أن موظفي هذه الدوائر لا يعرفون بما لديهم من مخططات وهذا نقص تتحمله الدائرة، كذلك ما كان ينفذ في زمن النظام السابق بطريقة عشوائية واعتباطية"، مشددا على أنه "لابد من وضع مخططات ولكن المشكلة أن الموظفين غير ميالين للإحصاء والحفظ في الكثير من الدوائر وهذه تركة ثقيلة، فضلا عن غياب ثقافة الموظف اتجاه وظيفته فلا اهتماما بالعمل في الدوائر".
ويستدرك الهر "لكن هذا الأمر انحسر الآن في الأحياء الجديدة، لأننا وضعنا مخططات لكل مشروع، وكذلك جعلنا من المواطن عينا رقيبة بإمكانه أن يقدم ملاحظاته عن المشروع من خلال الزيارات العديدة التي نقوم بها ونسمع منهم وجهات نظر علمية"، مشيرا إلى أن المشكلة الآن تكمن في أحياء المدينة القديمة.
نسب نجاح متقدمة
محافظ كربلاء يقر بأن "هناك قصور في العمل ونحن ما زلنا نعمل بحالة طوارئ وفق نظام الخطط البعيدة والإستراتيجية لأن واقعنا هو هذا وليس بالإمكان القفز فوقه".
وينبه إلى أن بعض الأمور لا يعلم بها المواطن ومن بينها يقول الهر: "حين نخطط لتأهيل منطقة ما، وبعد تنفيذ مشاريع الماء والمجاري والاتصالات والأرصفة وإكساء الشوارع، نفاجئ بمشروع إستراتيجي من قبل الوزارات، مثلا تحويل الشبكة الكهربائية الهوائية إلى أرضية، وهو مشروع لا يمكن تأجيله".ويشير إلى أن "هذا الأمر يحصل في كل الشعوب التي تنتقل من مرحلة الاستبداد إلى الديمقراطية وعلينا أن نتحمل الخسارات لأننا نريد أن نقدم الخدمات بطريقة أسرع ترضي المواطنين". ويذكر الهر أن المشاريع التي نفذت في كربلاء حققت نسب نجاح عالية "فمثلا كان هناك أكثر من 70 حيا بلا ماء أو كهرباء أو شوارع أو مدرسة أو مركز صحي، وكذلك كانت خدمة المجاري لا تتعدى 13% في حين غطت الآن ما نسبته 90%، وكذلك مياه الشرب كانت النسبة 60% لترتفع حاليا إلى أكثر من 92%.ويضيف "تبطين الأنهر كان لا يتجاوز 3% والآن وصل إلى 60%، وفي قطاع الصحة كانت النسبة 25% والآن 60%"، مضيفا "لكن المشكلة في كربلاء هي أن عليك أن تقدم الخدمات في محورين الأول لمواطنين المدينة والثاني لزوارها، وتحدثنا عن ذلك كثيرا ونشرت "المدى" الكثير عن هذه المعاناة ولا أحد يستجيب للمدينة المقدسة".واختتم محافظ كربلاء المهندس آمال الدين الهر حديثه بالقول: "الزيادة السكانية في كربلاء هي الأعلى بين المحافظات إذ تصل إلى 5% سنويا، إضافة إلى المهجرين والنازحين وهؤلاء يراد لهم خدمات صحية وتربوية وكهربائية وماء ومجاري وغيرها".
أقرأ ايضاً
- بالفيديو:علاوي يكشف عن الجهات التي تمتلك الدينار العراقي ومستعدة لشراء الدولار باي طريقة
- القبض على متهمتين قامتا بالاعتداء على إدارة إحدى المدارس الثانوية في محافظة ميسان
- جمعية نحالي كربلاء التخصصية تستلم عدد من الأشجار الرحيقية والمثمرة لزراعتها بأماكن مختلفة في المحافظة