حجم النص
ناشد عدد من شيوخ ووجهاء عشيرة الحلف من محافظة البصرة ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، بالتدخل من أجل حل قضاياهم العالقة مع الحكومة المركزية، والتي مرّ عليها زمن طويل، امتد من زمن النظام البائد، حينما استباح أراضيهم لاستخراج النفط المخزون فيها، دون تعويضهم عما لحقهم من أضرار، نتيجة لتلك الأعمال المقامة في مناطقهم في قضاء المدينة(قرية بآهلة) البالغ عدد سكانها (20)ألف نسمة تقريباً، والتي تُشبّه اليوم بالسجن الكبير، بسبب منعهم من إدخال ما يحتاجونه من مواد بناء، وعدم السماح لهم بزراعتها.
ونقل مسؤول العلاقات في العتبة الحسينية جمال الدين الشهرستاني لوكالة نون الخبرية ان"شيوخ ووجهاء البصرة قد اكدوا في حديثهم مع ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء، إن مطالبات عديدة قدمت للحكومة المركزية ووزارة النفط ومجلس محافظة البصرة، لمعالجة مشاكلهم، تم من خلالها الحصول على وعود عديدة لحلها لكن دون تنفيذ، مطالبين في الوقت ذاته أن يسمح لهم بالبناء على أراضيهم المملوكة بأسمائهم، كونهم عراقيين ولهم حق التصرف بها.
كما وطالبوا بضرورة الموافقة على بناء مدارس ومستشفيات ومؤسسات حكومية تليق بهم، كون المنطقة ذات عدد سكان كبير لا يمكن الاستهانة به، ناهيك عما عانوه من بطش وظلم النظام السابق، مؤكدين إن معاناتهم مستمرة إلى هذا الوقت، بالإضافة إلى ذلك تعرضهم للانبعاث الحرارية، والغازات السامة إثناء استخراج النفط والغاز، كون ألسنة اللهب المصاحبة لاستخراج النفط مرتفعة جداً وقريبة من منازلهم، ودائما ً ما تكون مصحوبة بالغاز والدخان الأسود، متزامناً مع عدم توفر الطاقة الكهربائية التي من الممكن أن توفر لهم إمكانية العيش داخل منازلهم، بدلا ً من تعرضهم لتلك الغازات السامة، والتي سببت وتسبب لهم إصابات سرطانية عديدة، راح ضحيتها العديد من أبناء القرية وخاصة من الأطفال، لاسيما وإن المنطقة تشهد في هذا الوقت حفر بئر نفطي بالقرب من إحدى المدارس الابتدائية، بل ولمسافة لا تتجاوز الثلاثين متراً ، بحسب شيوخ عشيرة الحلف.
فيما وصفوا حجم التعويضات المعروضة عليهم بالزهيدة، والتي لا تساعد على بناء غرفة صغيرة، مقابل استحواذ شركة مصافي الجنوب على مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية، التي باتت محرومة من المياه الصالحة، عادين الأمر بأنه تجاوز على أموالهم وأراضيهم الخاصة، وإن عدم التعويض العادل لهم، قد يدفع العديد منهم للمواجهة مع القوات الأمنية، والعمل على إيقاف عملية استخراج النفط من أراضيهم.
واضاف الشهرستاني ان ممثل المرجعية الدينية استمع إلى مطالبهم والتي خلصت إلى ضرورة توفير الطاقة الكهربائية الدائمة لهم عن طريق ربطها بالشبكة الوطنية المتوفرة لشركة مصافي نفط الجنوب، والسماح لهم بإدخال مواد ومستلزمات البناء وترميم المنازل، وجلب المشاريع الخدمية والصحية والتعليمية للمنطقة، وفي حالة عدم تلبية الطلبات المذكورة منهم، فتكون التعويضات المجزية هي الحل الأمثل لهم، ليتسنى لهم العيش الكريم في مناطق أخرى، وشدد الوفد على ضرورة حل هذه المشاكل بالسرعة الممكنة من اجل منع وقوع الحوادث إزاء عدم التنفيذ أو التأخير فيه.
من جانبه أكد ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي على "ضرورة حل الخلافات العالقة مع الحكومة المحلية أو المركزية بالطرق السلمية، والابتعاد عن الانفعالات والعصبية."
مبينا ً انه " سيعمل على مفاتحة المسؤولين في هذه المناطق، لإيجاد حلول مناسبة لها، تحفظ حقوق المواطنين بصورة عامة، مع عدم التعارض مع المشاريع المهمة التي تخدم العراق، لا سيما وإن البصرة تعد مصدراً من مصادر التمويل الاقتصادي للعراق بشكل عام."
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- بعد أحداث كربلاء والفيحاء ونينوى.. وزير الداخلية يوجه بإلقاء القبض الفوري لمثيري الشغب داخل الملاعب
- السوداني ورشيد يهنئان ترامب و يتطلعان لتعزيز التعاون والشراكة مع أمريكا
- بالأرقام : الرقابة الصحية في كربلاء تُعلن عن مُجمل خدماتها خلال عام 2024