حجم النص
"وكالة نون الخبرية " تفتح ملف ظاهرة تدخين النرجيلة أو الأركيلة والتي تشكل في الوسط الشبابي إحدى مكونات الثقافة اليوم، وباتت سلوكاً فردياً يومياً، تنتشر في كل مكان، في المقاهي وعلى الطرقات العامة وبين الشباب والشابات حصرا في العاصمة بغداد ومحافظات شمال البلد، وتطور الأمر ليمارسه الصغار خلسة في باقي محافظات القطر.
النرجيلة باتت المحور الذي يجمع الضيوف في الجلسات العامة، وأمست الأنيس للمستوحد الذي لا يملئ حياته سوى الفراغ ليحلو معها التأمل على وقع قرقعة مائها ورائحة دخانها! وهذا المشهد تزايد في ليال رمضان التي نأت بالشباب عن طاعة وعبادة الله جل علاه بمجالسة المقاهي الليلية واللهو باللعب والرهان على أبسط الأشياء كالمشارب والأطعمة، بل وعلاوة على ذلك تم تسخير خدمة الانترنيت في معظم المقاهي المنتشرة بربوع محافظة كربلاء ليستلذ شارب النرجيلة بشكل أكثر استمتاعا وسخرية على الشباب المسلم.
ومما يلفت النظر إن أكثر مستخدمي النرجيلة بشكل مزمن هم أكثر عرضة لتدخين السجائر بشكل متكرر أيضا وهذا بحسب دائرة صحة كربلاء، وللأسف بما إن ساهم القبول الاجتماعي بتدخين السجائر ساهم بتدخين النرجيلة وزيادة انتشارها بين الأطفال والمراهقين، مع ملاحظة أن تدخين السجائر والنرجيلة هما أكثر شيوعاً لدى الشبان من الشابات.
يقول المشرف التربوي الأستاذ (عباس جدوع الخفاجي) لوكالة نون "تختلف الأسباب الدافعة لتدخين النرجيلة بين شخص وآخر، ولكن هناك العديد من الأسباب المشتركة الدافعة إلى هذا السلوك خصوصاً لدى المراهقين أو الشباب، لعل أهمها التغييرات الفيزيولوجية لدى المراهق التي تجعله يعتقد أنه أصبح يملك قراره ما يدفعه لتجربة كل ما هو جديد محاولاً التمرد على القيم المجتمعية، فيبدأ بالسيجارة أو النرجيلة، وبعضهم ربما يلجأ إلى المخدرات معاذ الله:
ويورد المشرف التربوي عدة أسباب لهذه الظاهرة منها ضعف سيطرة الأهل وتغير منظومة القيم ويقول: "إن تقدم وسائل الإعلام ساهم في إضعاف سلطة الأهل، وكانت منظومة القيم قبل عقد ونصف ترى أنه من المعيب والمحرم جلوس الفتاة في المقهى أو على الرصيف، أما الآن فنرى الشبان والشابات يتناوبون على نفس النرجيلة بشكل عادي، في بغداد أو بعض المحافظات الأخرى وهذا ما ساعدت عليه الدراما العربية".
ويتابع إن "هذا السلوك يتناسب مع الفراغ الاجتماعي الناتج عن البطالة المنتشرة بنسبة كبيرة، ما يضطر الشباب إلى القضاء عليه عبر "آخر نفس" وفق تعبير البعض منهم، وذلك هروباً من المشاكل الحياتية المتنوعة آخذا بعين الاعتبار النظرية العلمية لعملية التنفس "الشهيق والزفير" كرهان وحيد على التعبير عن مكنونات قلبه الحبيسة دون التلفت لمضارها الصحية والنفسية".
تقول (جميلة الصفار) الباحثة الاجتماعية، لوكالة نون "بدأت عادة التدخين تتفشى بين الشباب بشكل واسع حيث يبدأ الشاب بمحاولة التجربة ثم لا يلبث أن يقع فريسة الإدمان الذي لا يستطيع عنه فكاكاً وإن أدرك ضرره مبكراً وذلك بسبب وجود مادة النيكوتين التي تعتبر مسؤولة عن هذا الإدمان متجاهلين الأخطار التي تهدد صحتهم وتودي بحياتهم إلى الهلاك من جراء هذا الموت البطيء والأمراض التي تغزو أجسادهم وتهدد الجلد والفم والمريء والمعدة والرئة والقلب وأفتكها مرض السرطان كما أثبتت الدراسات الحديثة وأكدت على أثر التدخين في الإصابة بهذا المرض الخطير".
نكهات ومذاقات مختلفة ومتنوعة، وأسعار في متناول الجميع، شكلت دافعاً آخر للإقبال على تدخين النرجيلة وكأنها وجبة يومية لا بد منها! وهنا يضيف الخفاجي إن "هذه الثقافة بدأت تُستثمر بإدخال النكهات المختلفة المدسوس فيها السم باسم العسل، فالمقاهي منتشرة كالفطريات بين المقهى والمقهى آخر، وبين نرجيلة وأخرى نرجيلة صباحا وظهرا وعشاء، وعلى الأرصفة وأمام كل بيت وفي كل مكان!".
مضار النرجيلة، علميا تؤكد بأدلة ملموسة إمداد الجسم بالنيكوتين
الدراسات العلمية أكدت مضار تدخين النرجيلة وخطورتها، وبينت دراسة حديثة لجامعة "فرجينيا كومنولث" الأمريكية أن مضار النرجيلة تفوق مخاطر تدخين السجائر على صحة الإنسان. وقد شملت الدراسة 31 متطوعا تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 50 عاما استخدموا النرجيلة وسيجارة واحدة، وقام الباحثون بقياس مستويات النيكوتين وأول أوكسيد الكربون في دم المشاركين ومعدل ضربات القلب، بالإضافة لعدد النفخات وحجمها، وأظهرت النتائج ارتفاع معدلات أول وثاني أوكسيد الكربون بعد تدخين النرجيلة، كما وجدوا أن معدل استنشاق الدخان كان أكثر بنحو 48 مرة عند تدخين النرجيلة مقارنة بالسجائر، علما أنه مع اختلاف شكل التدخين إلا أنهما يؤديان لإمداد الجسم بالنيكوتين.
وقال البروفيسور "توماس أيزنبيرغ" من ألمانيا إن "نتائج هذه الدراسة توفر أدلة ملموسة وعملية تناقض الخرافة المتكررة من أن تدخين النرجيلة لا يؤدي لاستنشاق المدخن نفس كمية المواد الكيميائية الضارة كما عند تدخين السجائر".
هل من حملات وقائية وتثقيفية؟
يقع على عاتق المؤسسات المسؤولة في البلد أن تسجل وتتابع مثل هذه الظواهر الاجتماعية وأخص بالذكر هنا كل من وزارة البيئة والتربية والصحة والتخطيط والشباب والثقافة بمتابعة هذه الظواهر التي بدأت تشكل مؤثرا سلبيا على شبابنا وذلك من خلال ولوج وتفعيل نشاطات رسمية وثقافية للحد من تفاقم هذه الظاهرة، ومنع الإعلانات والرعاية الإعلانية لمنتجات التبغ كافة، ووضع المحاذير المصورة على علب منتجات التبغ.
كما إن نتائج تحقيقنا هذا لا تعذر نقابة الأطباء والصيادلة وأصحاب المستشفيات ومستوردي الأدوية والمعالجين الفيزيائيين ومؤسسات المجتمع المدني لعدم إسهامها والتدخل في وضع السبل المعالجة لثقافة تدخين النراجيل، كلٌ من حيثِ اختصاصه وتأثيره، فضلا عن عدم تواني وضعف اهتمام خطباء المنبر ورجال الدين التي قد تسهم في الحد من انتشار هذه الآفة تحت عنوان "مكافحة المخدرات" باعتبارها جزءا منه وبيان إن هذه الثقافة دخيلة وبذيئة.
من جانب آخر فأن لمساهمة الإعلام بإعداد برنامج تستعرض مضار تدخين النرجيلة والسجائر، وكيفية معالجة موضعه بجوانب متعددة قد يغني التحذير من مخاطر هذه الظاهرة إضافة إلى قيام المستشفيات بإصدار ملصقات ومنشورات تحذر من ممارسة التدخين.
من جهة أخرى يكون على الأسرة العراقية دور مهم في توعيه شبابها وشاباتها وهو في مرتبة الأولوية بالنسبة للباقين.
النرجيلة تغزو الشباب وإجراءات ضعيفة للحد من انتشارها!
فيما يجلس عدد من الشباب من كلا الجنسين في إحدى المولات المنتشرة اليوم في مدينة كربلاء وهم يستنشقون وكلهم غبطة وسرور على نفس النرجيلة أو كما تسمى محليا بـ (شيشة) أو (نفس) دون مراعاة للأخلاقيات وللصحة العامة والبيئة، بات تدخين النرجيلة أو الشيشة حديث العهد في العراق إذ انتشرت الظاهرة بعد عام 2003 خصوصا في العاصمة بغداد وشمال العراق وبعد إن كانت محصورة على الشباب الذكور فقط بدأت بالتفاقم في أعوام 2009 و2010 و2011 لتشمل الفتيات ومن مختلف الأعمار، وما يزال متعاطوا الشيشة بالازدياد خصوصا بعد انتشارها وبشكل واسع في النوادي والمطاعم والكافيتريات والحدائق العامة بل ووصل الأمر ببعض الشباب الى تعاطيها داخل البيوت وأمام ذويهم.
ومحافظات الفرات الأوسط كغيرها من المحافظات العراقية اجتاحها التغيير بعد عام2003 جالبا ًمعه جميع العادات والسلوكيات الغير محببة التي دفعت الشباب العراقي الى اعتناقها والخوض في تفاصيلها دون الرجوع والنظر الى تلك السلبيات وما تجلبه من أمور معقدة يصعب التعامل معها لاحقاً.
يقول حسين أحد مدخني النرجيلة، والذي يضيف إن "القصة تبدأ كما يقول المثل الشعبي (أولته دلع وآخرته ولع)"، فيما يعرب أحمد عن تجربته الأولى للنرجيلة عندما كان في الثانية عشرة من عمره وخلال سفر أهله قبل خمس سنوات وعندما عادوا لم يعارضوه على الرغم من علمهم.
أراء حول تدخين النرجيلة
(وكالة نون الخبرية ) التقت عددا من الأطباء والمختصين في الشأن الاجتماعي وتحدثت معهم حول الموضوع.
محمد حسين (طبيب عام) قال إن "تدخين النرجيلة لا يتخلف قطعا عن تدخين السجائر فالاثنين مضر لا محالة إلا إن نسبة الضرر تتفاوت بينهما، لان معدلات استنشاق مادة النيكوتين وغاز أكسيد الكربون في النارجيلة أعلى بكثير من السيجارة وهذا ما ثبت حديثا".
وأضاف إن "المدخن من الممكن إن يقلع عن السجائر بعد فترة من الزمن إلا انه ليس من السهل إن يقلع عن النرجيلة لان موادها أشبه ما تكون بالمواد المخدرة وهي تمنح جسم المدخن شعورا غريبا كالذي يشعر به مدمنو المخدرات".
وعن اعتقاد البعض حول النرجيلة بديل للسجائر، يقول محمد موسى (طبيب باطنية) إن "البعض يدعي إن النرجيلة هي البديل الصحي للسجائر، وهذا غير منطقي، لان محتوياتها اخطر بكثير من محتويات السيجارة"، مضيفا إن "الأبحاث والتجارب العملية الحديثة أثبتت إن النرجيلة تحتوي على 77 مادة مسببة للسرطان بالإضافة الى تسببها لحالة من الإدمان مشابه لحالات الإدمان على المخدرات".
مؤكدا إن من "أهم المواد الضارة التي تحتويها النرجيلة بالإضافة الى التبغ هي كالأتي:
أ – النشادر: التي تجعل النيكوتين أكثر قدرة على الذوبان في الدم، وبالتالي تعمل على التسريع من عملية إدمانه.
ب- النعناع: وهو موجود في كل أنواع التبغ، حتى تلك التي لا تذكره بشكل خاص، ويعمل على التقليل من السعال المصاحب للتدخين.
ج- السكر: فأنواع السكر المختلفة تضيع الطعم المر للتبغ، وتجعل التدخين أكثر إمتاعاً، لكن حرق السكر ينتج مادة مسببة للسرطان ومضرة بالغشاء المخاطي.
ويؤكد عدنان هاشم (أخصائي بإمراض الأنف والحنجرة ) إن "مدخن السيجارة يحتاج خمسة دقائق لإتمام عملية التدخين بينما قد يستمر لمدة ساعة في تدخين النرجيلة، لذلك يكون الضرر أكبر لأن الدخان يبقى لوقت أكثر ويمتص بشكل أعمق في الرئة".
يرى إيهاب الطيار ( باحث اجتماعي ) إن "عادة تدخين النارجيلة في مجتمعات كالمجتمع العراقي، عادة غير محببة وسيئة وتتنافى والقيم الاجتماعية والدينية لدينا"، ويضيف "من الممكن أن يكون الأمر طبيعي إذا كنا في إحدى الدول، لكن في العراق عامة وكربلاء خاصة الأمر مختلف تماما لأننا شئنا أم أبينا مازلنا حديثو العهد على هذه العادات والسلوكيات السيئة".
مؤكدا إن "المجتمع العراقي ككل لم يعتاد منظر الفتاة وهي تمسك بسيجارة وتدخن في مكان عام فكيف إذا كانت تدخن نرجيلة، وانه لمن المؤسف أن نرى اليوم شبابا بعمر الزهور مولعون بالنارجيلة بل وان بعضهم أصبح مدمنا عليها لا يفارقها ليل نهار".
عبد نجم السيلاوي (مدرس) قال لوكالة نون إن "الأماكن العامة وأماكن الترفيه في أغلب المحافظات باتت تزخر بالنارجيلة وبزبائنها من الشباب ومن مختلف الأعمار وهذا إن دل على شيء إنما يدل على قله الواعز الديني والأخلاقي والثقافي لديهم، لأنه من غير المعقول أن ينشأ الشخص ومنذ سنوات المراهقة على مثل هكذا عادات وأمور غير محببة".
من الآراء التي طرحت دخن بشكل منتظم يمهد الإقلاع عن النرجيلة مجموعة من الشباب كان لنا بهم لقاء بينوا إنهم مدمنو النرجيلة لكنهم بدأوا بهذه الطريقة منذ أشهر ويعتقدون إنها أتت بنتيجة ايجابية معهم.
وعن درأ هذه الظاهرة اجتماعيا كان لوزارة الصحة في إقليم كردستان العراق قد أطلقت حملة صحية بالتعاون مع وزارتي الداخلية والتجارة تطالب باحتواء ظاهرة تدخين النرجيلة وفرض حظر على بيع وتداول النارجيلة ومتعلقاتها في مدن الإقليم حفاظا على صحة المواطنين هناك .
وقال وزير الصحة الدكتور طاهر هورامي لوسائل الإعلام حينها إن "حملة مكافحة تدخين النارجيلة ستسهم في الحد من تفشي هذه الظاهرة الخطيرة على الصحة العامة وتشكيل لجنة للمتابعة في الأماكن العامة والمقاهي التي يرتادها الشباب المدمنون".
مؤكدا إن "الوزارة ستعمل على رفع مشروع قانون خاص بهذا الشأن الى برلمان الإقليم لإقراره يتضمن فرض عقوبة على مدخن النرجيلة".
وحسب الخبير فاروق عبد الواحد إن "حملة وزارة الصحة لمكافحة تدخين النرجيلة غير مجدية بحسب قوله، إن "حملة وزارة الصحة يجب أن تشمل الكل وليس المدخن فقط، إذ يجب على وزارة الصحة والجهات المعنية قبل كل شيء أن تصادر النرجيلة وموادها من السوق وتمنع تدولها من قبل أصحاب المطاعم والكافيتريات والنوادي والفنادق، أما إذا شملت الحملة المدخن فقط دون غير فهي حملة ضعيفة وإجراءات لا تحقق الهدف المرجو"، مضيفا "إذا ما أقرت وزارة الصحة مشروع قانون مكافحة تدخين النرجيلة فيجب أن يطبق أولا على التجار الذين يستوردون موادها من الدول المجاورة دون استثناء".
من جهة أخرى أظهرت تحاليل مختبريه لعينات من مياه النرجيلة من عدة نراجيل من مطاعم مختلفة، وضمن شروط النقل التي حددها المختبر التابع لمديرية مخابر الصحة، أن عدد الجراثيم المتواجدة في المياه تتراوح بين (8 ـ 10 ) مليون جرثومة، بينما النسبة المقبولة لا تتجاوز 200 جرثومة، وأعادت هذه التحاليل النتيجة لعدم تغيير مياه النرجيلة لمدة يوم كامل، كما أظهرت أن نسبة 50% من المطاعم التي تم انتقاؤها بشكل عشوائي لا تغير مياه النرجيلة إلا بعد مرور يوم كامل وبناء على طلب الزبون.
واللافت أن عدد الجراثيم الهائل في مياه النرجيلة لم يلق اكتراثا من 54% من الشباب الذين استطلعنا رأيهم في استبيان شمل 100 شخص مدخن للنرجيلة تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاما.
للتدخين ثلاث مضار: التبذير بالوقت والصحة والمال
كلما زاد انتشار النرجيلة بين الشباب يزداد بالمقابل من يكافح التدخين، ومنهم عادل (طالب بكلية علوم كيمياء) الذي يصنف مضار التدخين لصنفين، "الأول خسارة الوقت والمال والصحة، والثاني تعلم الأنانية وعدم احترام الآخر، فمدخن النرجيلة لا يعير اهتماما للآخرين سواء كانوا مرضى أم أصحاء وهمه الوحيد الحصول على لذته الشخصية".
وفي حديثنا مع عدد من الشباب في أحد هذه المقاهي أوضحوا تفضيلهم لتدخين النرجيلة في المقهى في جلسة مع الأصدقاء: "الكافتريا مكان عام يلتقي الأصدقاء فيه ويدخن نرجيلة ويجلس يدرس، بعض الأحيان ادرس هنا أو اكتب الشعر أو بعض الكتابات وهو مكان للترفيه".
وتحدث أحد زبائن المقهى عن سبب تدخينه للنرجيلة قائلا: "من أدخن النرجيلة ارتاح نفسيا وعقليا، وأشعر بالاسترخاء وراحة للأعصاب".
وتحدث أحد الزبائن وهو ينفخ الدخان عن اختلاف الأسعار بين مقهى وآخر، ولكنة أشار إلى أن الأسعار بشكل عام مناسبة لذوي الدخل المتوسط أو المحدود "الأسعار بالنسبة لعامة الناس اعتقد مناسبة، أنا طالب جامعي وأحضر إلى هنا كل يوم لأشرب نرجيلة وشاي وكل ذلك لا يتجاوز الـ4 آلاف دينار".
ويقول (حيدر شاكر) أحد أصحاب المقاهي "من الملاحظ أن هناك العديد من أنواع السجائر التي تغري الشباب في أنواعها وأسمائها ومظهرها فمنها المفلترة ومنها النوع الفاخر (السيجار) ومنها المحلاة، ومنها ذات المذاقات المختلفة والمجملة حسب تفنن الشركات وخداعها، ناهيك عن النرجيلة التي تتنوع نكهاتها وروائحها مما يجذب الشباب وبخاصة المراهقين الذين نجدهم بأعداد كبيرة في المقاهي وعلى أرصفتها حيث يزداد عددهم يوماً بعد يوم"،.
الخلاصة
جاءت مبادرة المجلة بفتح ملف الشباب والنرجيلة لما شهدته هذه الظاهرة من سعة أتساعها فأجرت مسح ميداني نفذته على جملة من مقاهي مدينة كربلاء كما واستطلعت عدة مقالات ومواقع الكترونية وأوضاع مدخني النرجيلة في مناطق متفرقة من محافظات العراق وبعد جمل كبيرة من اللقاءات ومعايشة ميدانية في بيئة المقاهي ومرتاديها توصلنا الى هذه الخلاصة إن عادة تدخين (النرجيلة) في بلادنا ماضية إلى الازدياد، وأصبح في السوق التجاري ممتهنون يعدون النرجيلة ويقدمونها إلى المنازل بالسرعة القصوى كما تقدم وجبات الغذاء الجاهزة والسريعة في البلاد المتطورة، وأن التدخين قد طور أسلحته الفتاكة ليغزو ويهدد حياتنا بشكل مدمر وكاسح، لذلك لا بد من الوعي بخطورة هذه المشكلة أو العادة ولابد من توعية عامة عن طريق تحديد أيام معدودات أو يوم ندعوه بـ(اليوم العالمي لمكافحة التدخين) أو عن طريق تطبيق القوانين التي صدرت وتصدر للقضاء على هذه الآفة الخطيرة، ووضع دراسات وتحاليل تبين أضرار النرجيلة الخطيرة وملايين الجراثيم في عينات مياها.
تحقيق/حسين النعمة
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- توجيه للسوداني قد يجد لها حلا :مناطق البستنة في كربلاء يعجز الجميع عن بناء مدارس لابنائها الطلبة فيها
- جاء من ديترويت الى كربلاء المقدسة.. طبيب اميركي تطوع لعلاج زوار الامام الحسين في الاربعينية
- تعرضوا للقتل والتشريد :عائلات موصلية تقيم موكبا حسينيا لخدمة زاور الاربعينية في كربلاء