أشاد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بالعلاقات التي تربط بين بلاده وقطر، داعيا إلى إعادة فتح السفارة القطرية في بغداد ، بعد أن تجاوز العراق السيناريوهات السيئة في التفكك والتشرذم والحرب الأهلية وعدم الاستقرار، مضيفا أن "الأوضاع في العراق حاليا أفضل بكثير من بعض الدول العربية التي تشهد ثورات الربيع العربي" .
وقال زيباري ، في مؤتمر صحفي عقده أمس بفندق شيراتون الدوحة ونشرته الراية القطرية " إن هناك عددا من الوزراء والسياسيين العراقيين ظلوا يزورون قطر ويتواصلون مع المسؤولين فيها باستمرار، داعيا المسؤولين القطريين إلى القيام بزيارات مماثلة للعراق في القريب، مضيفا أن "قطر دولة مهمة ولها دور كبير على المستويين العربي والعالمي، فالدول لا تقاس بحجمها وعدد سكانها ، بل بتأثيرها في السياسات"، معربا عن تفاؤله بشأن تطور العلاقات القطرية العراقية، واصفا المحادثات التي أجراها مع الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بأنها "مشجعة جدا"، مشددا على وجود توجه إيجابي بشأن العلاقات بين البلدين.
وأضاف وزير الخارجية العراقي : "الرسالة التي نقلناها للإخوة في قطر هي العمل على سبيل تفعيل العلاقات الثنائية"، مبديا اعتقاده بأن بداية العام المقبل ستشهد مبادرة طيبة وايجابية من دولة قطر تجاه العراق ، معلنا أن قطر ستشارك في احتفالية مدينة النجف العراقية لاختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية، وان شخصية قطرية ستزور النجف في إطار هذه الاحتفالية، لم يكشف عنها، وهي الزيارة الأولى لمسؤول قطري منذ سنوات.
من جهة أخرى ، استبعد وزير الخارجية العراقي تدخلا عسكريا ، من أي نوع ، في سوريا حاليا معربا عن تخوفه من انزلاق سوريا نحو الحرب الأهلية ، ومطالبا بسرعة تنفيذ المبادرة العربية لحل الأزمة السورية ، قائلا : " التدخل العسكري في سوريا غير مطروح حاليا ولم يسمع احد الجامعة العربية وهي تطالب مجلس الأمن أو الخارج بالتدخل ، والرأي السائد لدى الجميع هو عدم التدخل العسكري، ثم إن كل جهة مشغولة بهمومها ، فالاتحاد الأوروبي يعاني من الوضع الاقتصادي الصعب وقضية اليورو، والولايات المتحدة الأمريكية على مشارف انتخابات رئاسية ستجري العام المقبل".
وأضاف زيباري : "إن الحرب الأهلية لا تأتي بقرار، بل نتيجة ممارسات، والخوف إذا أصبح النزاع مسلحا وله طابع طائفي فآنذاك تحدث الحرب الأهلية"، مؤكدا أن كل الدول ترفض انزلاق سوريا في هذا الاتجاه لأنه سيكون لذلك تبعات على المنطقة، داعيا إلى "معالجة سريعة للازمة السورية في إطار المبادرة العربية".
وقال : "نحن في سباق مع الزمن ، وكيف نستطيع تنفيذ المبادرة العربية ميدانيا و عمليا..هذا هو السؤال". منوها إلى أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم "أبدى بعض المرونة في مؤتمره الصحافي الذي عقده بقوله انه "يجب أن يكون لأي لجنة الحرية في التنقل.".
ورأى أن "المعلم عندما عبر عن عدم رضاه عن مواقف دول الجوار كان يقصد تركيا، ولا أتصور أننا معنيون بذلك".
وأكد الوزير العراقي أن موضوع سحب السفراء العرب من سوريا هو مسألة سيادية، وأن "غالبية دول مجلس التعاون الخليجي سحبت سفراءها ونحن سفيرنا موجود في دمشق".
وعما إذا كان العراق سيلتزم بقرار محتمل بفرض عقوبات اقتصادية عربية على سوريا، قال ريباري : "ليست لدينا استثمارات هائلة في سوريا ، ربما تكون هناك استثمارات لدول الخليج".
كما نفى زيباري بشكل قاطع دخول أية مجموعات عراقية مسلحة إلى سوريا كما تردد في بعض المواقع الإخبارية حول التحاق جيش المهدي بالقوات السورية للمساعدة على قمع المظاهرات ، كما نفى أيضا التقارير الصحفية الغربية التي تحدثت عن قيام الحكومة العراقية بتقديم أموال للحكومة السورية تراوحت قيمتها بين 5 و 10 مليارات دولار، نافيا في الوقت ذاته تزويد سوريا بالنفط أو زيت الغاز، لكنه قال "حدودنا مفتوحة مع سوريا وهناك عشرات الآلاف من العراقيين يعملون هناك".
كما أكد زيباري أن العراق يؤيد الشعب السوري ويرفض الانتهاكات ، ويؤيد حق الشعب السوري في اختيار النظام السياسي الذي يريده، كما يرفض سفك الدماء واستهداف المتظاهرين المسالمين، ولا يؤيد تلك الممارسات، لكنه يريد أن تسود الحكمة.
وقال إن موقف بلاده بالامتناع عن التصويت على تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية "كان بسبب أن لدينا مصالح وعلاقات متداخلة ولذلك كان موقفنا مستقلا".
وبخصوص الموقف الروسي تجاه الوضع في سوريا، قال زيباري إنه يعبر عن حرص موسكو على مصالحها الدولية، مشيرا إلى أن هناك خلافا أميركيا روسيا في مجلس الأمن أكثر من كونه خلافا مبدئيا، وأن روسيا أعلنت أنها لن تسمح للمجلس بتهميشها، والروس لا يريدون أن يتحول المجلس لجهة تابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو ".
كما أكد الوزير العراقي أن نهاية العام ستشهد خروج كافة القوات الأميركية من العراق، وأن الانسحاب يجري على قدم وساق ولا تغيير في تنفيذ الاتفاقية بين العراق وأميركا، وشدد على أن العراق لا يتدخل في شؤون دول أخرى ، وانه لن يسمح لدول أخرى بالتدخل في شؤونه.
وبخصوص ثورات الربيع العربي جدد الوزير العراقي التأكيد على أنها ثورات شعبية حقيقية ، وسببها التهميش الذي تشعر به الشعوب العربية التي قال إنها "مسلوبة الإرادة ومحرومة من الحرية والتعبير والمشاركة في السلطة والثروة والإدارة".
وقال زيباري إن الشباب العربي الذي تعرض لهجمة تكنولوجية شعر انه مهمش ويعيش حياة غير حياة العالم المتقدم ولا رأي له في اختيار الحاكم وسياسته.
كما رأى أن الدول الأجنبية كانت مرتاحة من التعامل مع أنظمة عربية كانت قائمة وتربطها بها تعاملات تجارية ، مشيرا إلى الحكومتين السابقتين في تونس ومصر ، ورفض ما يقال عن نظرية المؤامرة التي وصفت بها بعض الأوساط الثورات العربية وقال " شعوبنا مسكونة بنظرية المؤامرة"، وقال إن أكثر بلد متخوف من الثورات العربية هي إسرائيل.
أقرأ ايضاً
- العراق آمن.. العامري من نينوى: مستعدون لأي طارئ
- السوداني يزور عبد المهدي ويبحث معه تطورات الأوضاع في المنطقة
- وزير التعليم: قبول أكثر من 3 آلاف طالب دولي في الجامعات العراقية