- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
سوريا... والمصير الكارثي الذي تنتظره / 1
بقلم : عبود مزهر الكرخي
بعد تكشف الأوراق وذهاب غبرة وضبابية الأوضاع في سوريا والتي لاتزال غير واضحة المعالم، والتي كانت في أولها قد تناول تلك الكثير من تلك الأحداث من منظور ضيق وبدون مراقبة الأحداث ومحاولة التأني في اصدار التحليلات والتي أثبتت أغلبها خطئها وعدم صحتها، والذين يدعون الكثير منهم أنهم محللين وخبراء استراتيجيين وعلى قدر واسع من الاطلاع على مسار الأحداث في المنطقة وحتى العالم، ينسون قول الله سبحانه وتعالى بقوله { وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا } (1).
المهم آلت الأحداث إلى هروب الأسد من سوريا وسيطرة "هيئة تحرير الشام" على القطر السوري وهذه الهيئة مصنفة منظمة إرهابية من قبل العديد من القوى الغربية، و قائدها لجولاني هو إرهابي كان يعمل مع الزرقاوي ثم مع القاعدة ويمارس الإرهاب وبأعلى صوره، ليؤسس بعدها جبهة النصرة والتي على لائحة الإرهاب من قبل أمريكا ودول الغرب والعالم، والأدهى أن هذا الجولاني لديه أحكام من القضاء العراقي لقيامه العديد من العمليات الإرهابية والتي راح ضحيتها الكثير من العراقيين الأبرياء، وليكون بالتالي أحد الأشخاص من قبل العراق وحتى من الشعب العراقي لممارسته القتل والذبح بحق الشعب العراقي وبأعلى صوره.
وقد كانت عملية اسقاط حكم الأسد وعائلته والذي دام أكثر من(54)عام وكان أحد الأنظمة الديكتاتورية والتسلطية في بلده، وهذا الأمر لا يختلف عليه أثنان ويقره الجميع، وكان حتى نظام بشار الأسد يصدر الإرهاب إلى العراق وبتنسيق مع السعودية وقطر وعربان الخليج، و ليتحول هذا النظام إلى حضن روسيا وإيران بعد محاولة هؤلاء العربان وبالتنسيق مع محور الشر ممثلة بأMريكا والصhاينة ودول الغرب أسقاط هذا النظام بعد تقارب سوري روسي أيراني.
لينقلب ويصبح نظام حاضن للقواعد الروسية وحتى قوات ومستشارين ايرانيين، والذي سعى بشار الأسد من هذا التقارب إلى قمع الانتفاضات التي ثارت ضده وبمساعدة الروس وحزب الله وإيران، وكان الجيش السوري له دور ليس مؤثرا في تلك الأحداث، بل كان لا يمارس دوره الحقيقي في الدفاع عن بلده والنظام، وهذه الحقيقة اعترفت بها إيران في الفترة الماضية، وأن ليس من واجب إيران وقواتها الدفاع عن النظام وقواته تقف موقف المتفرج.
ولو رجعنا إلى الوراء وتاريخ الجيش السوري فأنه جيش صحيح هو له من العدة والعدد والامكانيات العسكرية واللوجستية، إلا أنه أثبت أنه ليس لديه صولات وجولات في الحروب، وخير دليل على ما نقول هو احتلال الجولان من قبل الصHاينة، في نكسة حزيران عام(1967).
وحتى في حرب أكتوبر من عام(1973)والتي لم يعلم بها العراق من قبل مصر وسوريا والتي سمع الأخبار من الإذاعات كان دور العراق فعالاً في تلك الحرب حيث أن العراق كان سبّاقا إلى المشاركة في كافة الحروب التي خاضها العرب تجاه أعدائهم وفي مقدمتهم إسرائيل.
أن مشاركة الجيش العراقي في حرب أكتوبر/تشرين الأول جاءت منسجمة مع تطلعات الشعب، ورغبة معظم ضباط الجيش، فكان موقف العراق في المشاركة بهذه الحرب قويا، ففي الجبهة المصرية أرسلت بغداد وبطريقة سرية وتفاهم مع مصر أسراب من الطائرات الهجومية والقاصفة من نوع "هوكر هنتر" لتعزيز الجبهة المصرية، وواجهت عملية نقل الطائرات صعوبات جمة، فشاركت الطائرات العراقية في الطلعة الأولى للقوة الجوية المصرية، لمهاجمة أهداف محددة. حيث أن السرب العراقي في مصر أنجز مهمته بنجاح، وقدم شهداء كما أسر بعض الجنود العراقيين.
أما الوضع على الجبهة السورية وهو مدار بحثنا قد كان مختلفا، فعلى الرغم من عدم إبلاغ العراقيين بساعة الصفر لا من مصر ولا من سوريا، فقد قرر العراق إرسال قوة عسكرية كبيرة، من الدروع والدبابات، فكان للقوات العراقية إسهام كبير في المعركة حيث تمكنت وبنجاح من وقف الهجوم المدرع الإسرائيلي باتجاه دمشق وكان الجيش الصHيوني على مشارف العاصمة دمشق كما هو الحال الآن ومع الأسف الشديد، وتمكنت قوات عراقية خاصة من السيطرة على قمة جبل الشيخ، بعملية عسكرية خاطفة ومميزة، والذي أعطى الجيش العراقي خيرة الضباط والجنود في معركة جبل الشيخ، والذي في الأيام الماضية وبعد سقوط نظام الأسد قد استولى عليه الصهاينة وعلى المنطقة العازلة وعلى اشراف مدينة القنيطرة، وعلى بعد(20)كم عن دمشق.
" وتأسّف الباحث وخبير الشؤون الأمنية والاستراتيجية د. مؤيد الونداوي لعدم تقديم القيادة السورية وقتها الدعم الكافي، إضافة إلى تجاهل البطولات والمهام التي نفذها الجيش العراقي في الأدب الحربي والعسكري السوري والمصري، على الرغم من كل التضحيات التي قدمها الجيش العراقي آنذاك ". (2)
" ويوضح د. أسعد كاظم شبيب، أن أولى طلائع القوات العسكرية العراقية وصلت إلى دمشق يوم العاشر من أكتوبر/تشرين الأول، يتقدم القوات العراقية لواء مدرع بقيادة الرائد الركن سليم شاكر الإمامي، ومن ثم تبعه لواء المشاة الآلي ثم لواء مدرع، وقد عُد الجيش العراقي ثالث الجيوش العربية من حيث العدة والوقود والتجهيز .
وبيّن أن قوة التخطيط العسكري والانضباطي للجيش العراقي آنذاك، وقدرته على الصمود، وكذلك المعرفة الجيدة بالجغرافية السورية، كان له دور كبير في منع إسرائيل من احتلال سوريا.
وأشاد شبيب بتضحيات الجيش العراقي حيث قدم عددا كبيرا من الشهداء بلغ عددهم 323 شخصا، وقد دفنوا في منطقة السيدة زينب في دمشق ولاتزال قبورهم شاهدة إلى الآن (3).
ومن هنا نعرف طبيعة الجيش السوري والذ لي أحد المعارف وهو من عصائب أهل الحق وقد قاتل مع لواء أبي الفضل العباس(عليه السلام) وكذلك الزينبي أن مقاتلينا العراقيين كانوا يقاتلون الإرهابيين من الدواعش والنصرة وممن يسمون الآن المعارضة وحسب مفهوم محور الشر، ويتم تسليمها الأرض إلى الجيش السوري ، ولكن سرعان ما تمر أيام قلائل حتى يتم عودتها والاستيلاء من قبل الإرهابيين السوريين، وحتى ذكر لي أن الضباط في الجيش السوري يتعاملون مع تلك الفلول الإرهابية لتتضح أن لديهم قدر عالي من الخيانة. وقد صرح فاليري جيراسيموف رئيس الأركان العامة الروسية " في 27 نوفمبر، بدأت المعارضة هجوما من منطقة خفض التصعيد بإدلب، دون أن تتمكن القوات الحكومية، من إبداء مقاومة كافية، ويرجع ذلك إلى عدم توفر الفرصة للجيش السوري لإجراء تدريبات قتالية بانتظام، وتدني الروح المعنوية، والحالة النفسية للأفراد، نتيجة الأزمة الاقتصادية طويلة الأمد، الناجمة عن العقوبات غير المسبوقة التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها " (4).
والتي يبدو من بحثنا وعدم الاطالة سوف نكمل بقية المبحث في اجزائنا القادمة أن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ [ الأسراء : 85 ].
2 ـ مأخوذة من مقال بعنوان(في ذكرى حرب أكتوبر.. عندما أوقف الجيش العراقي الهجوم الإسرائيلي على دمشق). طه العاني5/10/2020|آخر تحديث: 6/10/2023على موقع الجزيرة نت. باب أخبار/ العراق.
3 ـ نفس المصدر.
4 ـ هذا لتصريح نشر في العديد من القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية منها سكاي نيوز، موقع قناة المنار اليوم، والجزيرة نت...ةغيرها.