تنتشر في مدينة كربلاء العديد من المبازل التي إنشاءات لاستصلاح الاراضي الزراعية وبعد عام 2003 ونتيجة ارتفاع أسعار قطع الأراضي في المناطق السكنية والتضخم السكاني الحاصل من قبل ساكني المدينة والزحف الكبير للسكن في كربلاء توجه العديد من ساكنيها الى بناء الدور في المناطق الزراعية مما جعلهم يعانون الكثير من صعوبات العيش هناك منها غياب الجانب الخدمي لرفع النفايات وتعبيد الطرق كون طريقة انشاء دورهم غير رسمية.
اضافة الى هذا كله يعاني اغلب ساكني الأحياء الزراعية التي أصبحت واقع حال المحافظة الى الروائح الكريهة المنبعثة من المبازل وانتشار البعوض والحشرات التي ادت الى الاصابة بمختلف انواع الامراض بالاضافة الى تصاعد المياه الجوفية وتحولها الى مستنقعات للنفايات حيث فقدت هذه المبازل فوائد وجودها من زمن بعيد.
شعرت وكالة نون الخبرية بما يعانيه ساكني تلك المناطق خاصة وبعد ورود العديد من الشكاوي وتقديم اكثر من دعوة للزيارة زارت المجلة معظم المناطق الزراعية (البستنة) والتقت بساكنيها بالإضافة إلى مسؤولي الدوائر المعنية بتقديم الخدمات لها من.
المواطن (كريم صالح) من سكنة حي الجاير الذي يبعد أمتار قليلة عن مركز المدينة قال: تمتاز المنطقة سابقا بواقعها الزراعي لاحتوائها على مئات الدونمات من بساتين الفاكهة المثمرة والمزارع والحقول، وكان لها دور متميز في رفد أسواق المحافظات بأنواع الفاكهة والمحاصيل المتنوعـة.
وأضاف بعد عام 2003 ونتيجة الزحف السكاني على المناطق الزراعية تحولت اغلب هذه الاراضي الى احياء سكنية حيث يعيش في هذا الحي الاف المواطنين ونتيجة لهذا تحول المبزل الى مستنقع بسبب ما يرشح منه من مياه داخل التربة بالاضافة إلى ربط اغلب الدور القريبة منه مجاري المياه الثقيلة لتصب فيه مما ادى الى انبعاث روائح كريهه وانتشار الحشرات والبعوض التي لم تقض عليه انواع المبيدات في ظل غياب دور الدوائر الخدمية في معالجة التلوث فيه اذ تكتفي الدوائر الصحية والبيئية في معالجات عقيمة وغير جادة في وضع حلول جدية رغم عشرات الشكاوى التي تقدم بها أهالي الأحياء إلى دائرة البلدية والبيئة.
اما علي فضيله فلاح من الهيابي قال، إن تلك المبازل قامت بواجباتها على اكمل وجه في بداية فترة انجازها لكن تلك الفائدة اخذت تتلاشى يوما بعد يوم نتيجة غياب الصيانة لها وانتشار الدور السكنية في المنطقة واصبحت الان مليئة بالقصب والبردي والنفايات،ويشير الى ان الملوحة الزائدة في التربة لابد ان تنتقل عبر الماء إلى أماكن تصريف أخرى .
وتابع الا ان ما يحدث حاليا ان مياه هذه المبازل راكدة مما يعني ان الملوحة تعاد مرة اخرى الى التربة حينما تفيض مياهها .
من جانبه قال مسؤول شعبة البيئة في بلدية كربلاء المهندس (محمد جاسم سودي)، وزعنا العديد من الحاويات للمنطقة كي لا تتناثر الأوساخ وهنالك تعاون من البعض لكن بعض الدور بالإضافة الى أصحاب المحلات الموجودة على أطراف البزل يرمون بنفاياتهم بصورة مستمرة فيه ولذلك يصعب علينا تنظيف داخل البزل لان الماء راكد فيه ومتسخ ومن الصعوبة إدخال عمال تنظيف فيه وأيضا ولا نمتلك الآليات المناسبة والخاصة لتنظيفه.
وأضاف إن تنظيف البزل يجب أن يكون حاله حال نهر الهندية من قبل دائرة الموارد المائية ونحن منسقين العمل بيننا حيث توفير الكابسات والعمال من قبل مديرية البلدية لكن كري النهر وتنظيفه يكون من قبل دائرة الموارد المائية لأنهم يمتلكون الآليات الخاصة بذلك.
اما مدير الموارد المائية في كربلاء (مناف صبار نايف) قال: المبازل والجداول ذات النفع العام والعائدة الى مديرية الموارد المائية لكافة انحاء العراق يتم تنظيفها بموجب القانون كل سنة أو سنتين ويشمل التنظيف إزالة الترسبات والعوائق والنباتات المائية التي تعيق جريان المياه.
واضاف اما المبازل التي تقع داخل حدود البلدية او داخل المدينة التي تتراكم فيها النفايات بسبب عدم شمولها بالخدمات البلدية وعدم وجود حاويات لرمي النفايات فيها او عدم كفاية الخدمات البلدية في تلك المناطق مما يضطر الى رمي النفايات في تلك المبازل، من يفترض ان يتم تنظيفها من قبل الدوائر المعنية بالتنظيف وليس مديرية الموارد المائية.
وتابع هنالك لجنة مشكلة مابين دائرتنا ودائرة البيئة ودائرة المجاري لدراسة امكانية الغاء المبزل او تغليفه بعد ان يتم انشاء خط او خطين لتصريف المياه من قبل دائرة المجاري بعد ان تحولت المنطقة الى دور سكنية واصبح المبزل ناقل للمياه فقط حيث ان تلك المبازل تصب فيها الان خطوط المجاري وجزء منها بدون معالجة.
ووصف مدير دائرة صحة كربلاء الدكتور (علاء حمودي بدير) تلك المناطق بالقنبلة الموقوتة لأنها أصبحت حاضة لمختلف انواع الحشرات والطفيليات والجراثيم وقال لمراسل وكالة نون : دائما تطرح مسالة المبازل في اجتماع المجلس البيئي الشهري حيث يحتاج هذا المشروع الى مبالغ خاصة وذلك كي يكون المبزل على شكل انبوب مغلف.
واضاف دائرة الصحة حاليا اجرت عمارة من ثلاث طوابق واعتبرتها كمركز صحي في منطقة الجاير لان المنطقة تحتاج الى خدمات صحية للتزايد في اعداد نفوسها ولتجنب انتشار وباء معين في المنطقة.
واكد بدير ان موضوع المبازل جدا خطير ويحتاج الى اجراءات سريعة لان تراكم هذه النفايات والحشرات يؤدي الى انتشار الامراض كالكوليرا والملاريا والامراض الجلدية والربو وحساسية القصبات وغيرها من الامراض، وان هذا الموضوع يخص دائرة البيئة والموارد المائية.
يتضح من خلال تحقيقنا ان الدوائر المعنية تتبادل المهام فيما بينها وتتهرب من المسؤولية والبعض الاخر اكد ان الدعم المقدم لها غير كاف لتنفيذ مشاريع سحب المياه او تغيير مجرى البزل ما يجعلها مكتوفة الأيدي أمام معاناة المواطنين، الامر الذي يتطلب من الحكومات المحلية اتخاذ إجراءات سريعة لتغيير حال تلك المناطق البائس الى حال أفضل.
تحقيق/تيسير عبد عذاب
أقرأ ايضاً
- نذر نفسه لمساعدة الناس: ام " الشهيد احمد" ..ولدي توسل بالحسين لنيل الشهادة ممزقا فكان له ما اراد
- لرعاية النازحين :العتبة الحسينية تفتتح مركز رعاية صحية في مستوصف الرسول الاكرم في لبنان(فيديو)
- توجيه للسوداني قد يجد لها حلا :مناطق البستنة في كربلاء يعجز الجميع عن بناء مدارس لابنائها الطلبة فيها