كثيرا ما طرقت أسماعنا، مصطلحات هذا العقد كالطائفية وألوان الطيف الديني والعرقي والتطرف والتفرقة الى غير ذلك، لكن بوادر نبذ ما ترومه تلك المصطلحات بدا واضحا، والشارع العراقي استطاع ان يميز بين المسلم والمتطرف الذي همه زعزعة الوضع وإثارة الأنفس المستضعفة استهدافا منه في بث إرادة التطرف والتفرقة المستوردة الى العراق على وجه التحديد ليحل الأمن الذي تنشده دول الجوار ..
ولأن صراخ الحق دويا يصدع الرؤوس المريضة، فكان مطاف المتطرفة الأخير باتجاه مسجد الأزهر في القاهرة لإثارة ما تزعموه من الانقسامات المشاعة بين الشيعة والسنة في العالم الإسلامي والتي بات العراق خير بيئية مروجة لذلك أثر أعمالهم الشعوذية التي بثوا سموم ثقافتها وسط مجتمعه؛ إلا إنها بدت تتجه نحو العدم والحمد لله، ببوادر من حملوا ضمير الإسلام وتغذوا من طيب مقوماته ومبادئه..
ليظهر أحمد محمد الطيب شيخ الأزهر أمام المحطات الإعلامية رافضا كل ما أثير من انقسامات وإشارات لتكفير الشيعة في بعض الفضائيات، ويؤكد على إن البرامج التي استهدفت الشيعة غير مقبولة وليست مبرره ولا وردت في كتاب أو سنة أو نص عليها الإسلام، وبيّن بين طيات خطابهِ أنه يصلي وراء الشيعة ولا يوجد للشيعة قرآن آخر كما تدعيه الإشاعات المغرضة، بل أكد أنه سيزور النجف الاشرف بشرط ان لا تحسب زيارته لطرف معين وانه سيحظر بصفة أب للسنة والشيعة، أما لم النجف لأنها المدينة المبادرة في لمِّ شمل الأمة وتجميع المسلمين على رؤيا واحدة ومما لا شك فيه إن النجف هي جزء من العراق الذي يعمد ما تعمده النجف الاشرف بؤرة انطلاق العلوم المعرفية وعاصمة الإمام علي (عليه السلام) ..
وبالأمس جميع مفسري أهل السنة من الطبري والدكتور البوطي أشاروا إن الشيعة الإمامية لم يأتوا ببدعة أو يحرفوا لا سامح الله الذكر الحكيم، بل كانوا على الدوام داعين بسنن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) والتزموا نهج إمامهم خليفة المسلمين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ..
وما جرى إن أنبرا شيخ الأزهر بالتصدي لمن يفتري على الشيعة الكذب والبهتان خير دليل على نجاح المسلمين في نبذ ما دلت عليه المصطلحات التي أسلفت ذكرها، ومباركٌ نجاح الوحدة ورص الصفوف وتحقيق الكلِم الواحد، بالخطاب الهادف والحجة الدالة ..
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر