من سنين طوال ماتزال كومة الزبالة المواجهة لمجموعة مطاعم وافران ومحلات عامة في ساحة الاندلس تزكم انفي في كل صباح حين يوقف السائق سيارة الاجرة التي نستقلها .وأحار بين النظر الى كومة الزبالة التاريخي والحديقة الصغيرة الى الخلف من ورائه مباشرة.
ومازلت من سنين تربو على الثمان أتبخر في الصباح الباكر وفي المساء بسحاب اسود ورمادي وبالوان اخرى لاأميزها تنبعث من مزابل تسد (عين الشمس )يعمد البعض الى حرقها لتبث غازات سامة تندفع جهة الاحياء السكنية وعلى الجهات الاربع لتصيب ببشاعة رائحتها عشرات آلاف الاطفال والنسوة والشيوخ في مناطق شرق بغداد .
وفي بلاد الله الواسعة والضيقة على السواء يتفنن القائمون على الخدمات البلدية في إنشاء معامل لتدوير النفايات وغبعادها عن التجمعات السكنية التي قد تتضرر بسبب قربها من تلك التجمعات .
في العراق تجري الامور بشكل مختلف ولايعبأ أحد من القائمين على الشأن الخدماتي في التمييز بين المواطن وأكوام الأزبال التي تزاحمه على الامكنة والهواء وتسممه بأنواع السموم حتى صار الاسف والتحسر لازمين لمشاعرنا التي أحبطت ونحن نجد أن الفشل هو الذي يسم إدارة الملفات المرتبطة بحاجات الناس الضرورية وفي كافة القطاعات وهما أسف وتحسر لايجديان لأنهما لايؤثران في المشهد العام ولايغيران من سلوك تطبع عليه القائمون على شؤون البلاد والعباد.
نعم .يجري الحديث عن مشاريع خدمية كبرى في البلاد لكن غير المقبول ان ينتظر المواطن تحقق مشاريع الماء والكهرباء لعقد من الزمن في بلد هو أقرب الى الصحراء في طبيعته المناخية ونوعية التضاريس التي تكونه.
وإذن فلايمكن القبول أبدا بالتردي الحاصل والذي لايدفع أي مسؤول ثمنه وأنما ضحيته المواطن المسكين في بلد لم تعد الحيات فيه تطاق.
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد