يوصف الاعلام بأنه سلاح ذو حدين فقد يساهم في البناء والاستقرار وقد يؤدي الى الخراب والتدمير وربما يؤدي الى سفك الدماء اوحقنها ويبرز هذا الدور أيام المحن والازمات وهي ( والحمدلله) كثيرة في بلادنا . لقد تابعنا البعض من الفضائيات العربية والدولية وكانت كعادتها تسكب الزيت على النار .. ولا عتب عليهم فهم حاقدون وحاسدين للعراق لتاريخه العريق أو لثرواته وعقول أبنائه لكن العتب على البعض من ابناء جلدتنا اللذين تحولوا الى أبواق لهذه الفضائيات بصفة العاملين فيها او اللذين يستخدمونها وسيلة لتلميع صورهم وتحسين وجوههم فينساقون في تصريحاتهم وتحليلاتهم وهم يعرفون او لا يعرفون بأن كلمة واحدة بالتصريح او بالتلميح قد تدفع بعض الجهلة او المتربصين من اصحاب الاجندات المشبوهة او أذناب الديناصورات الاقليمية للتحرك فورا لازهاق ارواح الناس وتخريب القليل الذي بنيناه في مجال الخدمات او مؤسسات الدولة وهم بذلك يؤججون الفتنة وهي اشد من القتل ، أما الفضائيات المحسوبة على العراق وبعض العراقيين فبعضها وللاسف ولمصالح شخصية او مذهبية ضيقة ينخرطون مع جوقة الفتنة ويمارسون أنتقائية في الاخبار والمواد الاعلامية الاخرى قاصدين بذلك خلق حالة الياس بين الناس والتسابق في تدمير العراق وكانهم يحنون للزمن الذي كانوا يجنون ثمار ومكاسب على حساب تعذيب ملايين العراقيين وكانهم يريدون أن يعيدوا عجلة التاريخ الى الوراء وهم بذلك يرتكبون جريمة كبيرة عندما يحولون وظيفة الاعلام من اداة للاستقرار والسلم الاجتماعي الى اداة للتحريض والارهاب والعنف الدموي وبعد ذلك يتباكون على قتل العراقيين وخراب ديارهم وهم لانفسهم قد ساهموا في هذه الجريمة وقدموا المثل السيء في استخدام الاعلام وسيلة للدمار وليس للسلام ... وكنا نأمل من قنواتنا والوسائل الاعلامية الاخرى والتي ينفق عليها من المال العام بالمليارات ان تكون اكثر رقيا وجذبا للجمهور ليكون صوتها مسموعا من كل العراقيين وتحضى باحترامهم وثقتهم التي تاتي من خلال المهنية والحرفية العالية وبهذا قد تكون هذه الوسائل أداة مهمة في البناء واثارة روح التضامن بل وسيلة فعالة لمواجهة الحملات المعادية للاعلام المشبوه ووسيلة لمد الجسور والتقارب بين كل فئات الشعب العراقي وبينه وبين السلطات الاخرى وايضا مع شعوب المنطقة والعالم ... ولكن وللاسف ما كل ما يتمنى المرء يدركه وان الاعلام العراقي سفينة تجري في اعالي البحار وبدون شراع وتبحث عن الربان الحقيقي الذي يثبت ساريتها في وجه الريح .
أقرأ ايضاً
- عندما يصبح التعليم سلاحاً لتجهيل الأجيال
- الاستثمار في العراق سلاح ذو حدين !
- صناعة المواقف الوطنية في الحروب والازمات