في البداية نبارك للعتبة الحسينية المطهرة الذكرى الخامسة لاستلام العتبات المقدسة في كربلاء وإدارتها من قبل المرجعية العليا الرشيدة حيث لابد لهذه الذكرى أن تلهم العاملين المزيد من الجهد والمثابرة على مواصلة العطاء والارتقاء نحو ثرى الإبداع والابتكار خدمة لصاحب المرقد الشريف وزائريه الكرام وفق الله الجميع وسدد خطاهم انه نعم المولى ونعم النصير.
لعلي أساهم وبشكل متواضع ببسط هذه المقالة بين يدي المشرفين على شعبة النشر في قسم إعلام العتبة الحسينية المقدسة فهي دعوة صادقة للتحليق في آفاق الإبداع نحو تقديم كل ما هو مفيد للناس في وطننا الجريح، وبتواضع شديد أقول إنني من المتابعين لكل مراحل التطور التي شهدتها العتبة الحسينية المطهرة على مدى الخمس سنوات التي مرت، حيث لا يسعنا إلا أن نقف بكل إجلال وتقدير للجهود الحثيثة والرائعة التي تبذلها إدارة العتبة، ولكوني قريب من الجانب الإعلامي وسبق وان نشرت عدة مقالات في نشرات العتبة التي تحررها شعبة النشر في قسم الإعلام، حيث سعت هذه الشعبة إلى إيصال الفكر الحسيني الثر بشكل رائع عبر مجموعة من النشرات والدوريات والكراريس، التي تلقى القبول والإقبال من الجميع، ومن هنا كان النجاح حيث الانفتاح الإعلامي الرصين على الناس والذي يساهم وبشكل كبير في إزالة الكثير من الشبهات والأسئلة في أذهان الناس، لذلك نقول ليكن الإعلام أكثر انفتاحا طالما أصبحت هذه الدوريات والنشرات والكراريس أكثر قراءة وانتشارا من قبل الناس بمختلف مستوياتهم وأطيافهم وتوجهاتهم، خاصة إذا ما علمنا أن هذه المنشورات توزع خارج كربلاء ويقتنيها الزائرون العرب والأجانب، لذلك نحن نطمح أن تتوسع أكثر فأكثر في طرح الفكر الإسلامي الأصيل الذي يحرك العقل والوجدان معا.
والذي يجعل من القارئ يحلق عالياً في ذرى الإنسانية التي حملها الإسلام المحمدي، بعيداً عن أي تعصب أو تطرف أو غير ذلك. حيث علينا أن نغادر تلك الآفاق الضيقة في مسيرة الإعلام وننطلق إلى مديات ابعد بكثير حيث يساهم الإعلام في غرس روح المحبة والتسامح والتآخي في وطن نحن أحوج ما نكون فيه إلى المحبة والتسامح، حيث تظللنا راية الإسلام المحمدي الوجود والحسيني البقاء راية (لا إله إلا الله) فلطالما نمتلك الإمكانيات الهائلة من كتاب وطباعة وفكر ثر ورصين، لم لا نجعل هذه المنشورات تغادر عن كونها منشورات أدعية وزيارات وغير ذلك خاصة بعد ما توفرت كتب الأدعية بشكل كبير، حيث نجعل من الإعلام نهر عطاء لا ينضب يتواصل فكريا وممارسته مع معطيات ثورة الحسين عليه السلام حيث تصبح هذه المنشورات تقدم حصادا فكريا متواصلا بين هدير حركة الماضي المشرقة وحركة الحاضر المتجددة بعيدا عن لغة العنف والطائفية المقيتة، فمثلما بات منبر الجمعة من خلال خطبة الجمعة في الصحن الحسيني الشريف يمثل هاجسا عند المواطن العراقي بشكل عام والكربلائي بشكل خاص حيث أصبحت خطبة الجمعة تمثل إحساسا صادقا وأصيلا يعبر من معاناة المواطن وإرهاصات حياته اليومية فلم لا نجعل الإعلام الحسيني يرتقي إلى هذه المهمة المقدسة التي تعلو وتسمو فوق كل المهام في الشأن العراقي في الوقت الحاضر.
لذلك يحدونا الأمل أن نطمح بقراءة صحيفة يومية تصدرها شعبة النشر في قسم إعلام العتبة، إن ذلك الأمل ليس ببعيد فهو هاجس يتطلع إليه المواطن العراقي، حيث سيكون هناك صوت صادق ومعبر عن معاناة المواطن والوطن بعيداً عن مزايدات السياسة والطائفية البغيضة، حيث أن هذا الصوت صادر من مكان بعيد كل البعد عن دهاليز النفاق السياسي والوطني الرخيص.
أيضا دعوة صادقة للتحليق في ذرى الإبداع والصدق والأصالة لما نحن نغترف من منبع الثورة الأصيلة ثورة الإمام الحسين عليه السلام.
أقرأ ايضاً
- الدعوة إلى تجديد الخطاب في المنبر الحسيني.. بين المصداقية ومحاولة تفريغ المحتوى
- دعوة للمراجعة والتغيير.. عن نظام القبول المركزي في الجامعات العراقية
- كاسر الاستحلاب.. دعوة لانشاء معمل بتروكيماويات في العراق