بقلم: حسين فرحان
كتاب أدب الطف أو شعراء الحسين عليه السلام ، بأجزائه العشرة التي اعتنى بجمعها السيد جواد شبر، ليقدم للتاريخ موسوعة أدبية ضخمة جمعت بين طياتها ما جادت به قرائح شعراء الامامية في حبهم وعشقهم للامام الحسين عليه السلام ولاهل البيت عموما، وأرى أن في استعراض هذا الكتاب والتمعن فيه ونشر مضامينه رسالة يجب توجيهها الى كل من يظن ان الشيعة لا يحملون تراثا فكريا أو أدبيا أو أنهم لم يعتنوا - عبر تاريخهم - بالكثير من الفنون الادبية، ولا شك بأن السياسات التي اتبعتها الانظمة الحاكمة قد فرضت واقعا يجانب الحقيقة ويغاير الواقع فأشيع ما يخرج الشيعة من دائرة التوجهات الادبية والفلسفية وسائر المعارف الاخرى ليصور للناس أنهم فرقة ضالة متخلفة صغيرة الحجم ضيقة الرؤى، لا تمتلك أدوات الفكر بل أنها لا تعتني حتى بقضايا التفسير وعلوم القرآن .
لذلك ترى وحتى يومنا هذا أن الادب والبلاغة والتفسير وغيرها قد جيرت لصالح اسماء معينة اعتدنا على سماعها وهضمها منذ الصغر عبر المناهج الدراسية والاعلام المركزي الموجه .
نحن لانريد أن نبخس الشعراء والادباء والمؤرخين والمفسرين حقهم وجهدهم، ولكن علينا بيان أن التاريخ الذي كتب على أيدي وعاظ السلاطين وبأشراف حكام الجور والفتن قد ظلم التراث الشيعي، وما غفل لحظة عن طمر هذا التراث، حتى لايقال أن الشيعة اهل ادب وفكر وحتى لاتكون ابداعاتهم الفكرية مدعاة للتأمل والبحث فضلا عن التفاعل مع مضامينها والذي قد يشكل هزة عنيفة تزلزل عروش الطغاة الذين قامت دولهم على أشلاء ودماء الشيعة طيلة 14 قرنا مضت .
علينا أن نعيد النظر في قراءة تراثنا الفكري والادبي والعلمي وتضمين منشوراتنا في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها بمضامين هذا الفكر المظلوم ولننصف أدباءنا وغيرهم المئات ممن اعتنوا بجوانب هذه الحرفة وجواهرها الكلامية الابداعية، على الأقل ليحظوا ولو بشيء مما حظي به شعراء الجاهلية او شعراء قصور الطواغيت .
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً