لم تعد واجهات محال البقالة في كربلاء المقدسة هذا العام زاهية بألوان الفواكه المحلية التي غابت عن الأسواق بعد "فساد" غالبية محصول البساتين، ومن بين أبرز الغائبين هو (المشمش الكربلائي) الفاكهة التي ارتبط اسمها بكربلاء باتت تستورد لتغطي الحاجة.
لماذا العراق بؤرة الآفات
يعبّر عدد من المواطنين خلال حديثهم لوكالة نون الخبرية، أن "انتشار الآفات الزراعية والأوبئة بشكل واسع سبب أضرار كبيرة لحقت بالثروة الزراعية والحيوانية، والمتضرر الأكبر هو المواطن الذي اصبح ضحية ويخسر مالياً وصحياً كون المواد المستوردة لا تخضع غالباً لضبط الأسعار، ولا تخلوا من أضرار صحية، والأمر واضح جليَاً انها مؤامرة، وعلى الشعب أن يتعود على المفاجئات غير السارة، تارة نفوق الاسماك، وتارة أخرى أمراض تصيب المواشي والدواجن وأحياناً كثيرة عفن الخضروات والفواكه إن لم تموت بسبب العطش".
أسباب عديدة والفاكهة أبرز المتضررين
يوعز عدد من الفلاحين إلى الأسباب التي أسهمت في فساد الفاكهة لهذا الموسم، ويقول الفلاح غسان حميد، في حديث لوكالة نون الخبرية، إن "المؤثرات التي ساهمت بالانخفاض الكبير للمحاصيل الزراعية وأبرزها الفاكهة، كثيرة منها انخفاض منسوب المياه في الانهر الإروائية التي تغذي أغلب بساتين كربلاء المقدسة وهذا يؤدي إلى ملوحة التربة، كذلك الحشرات أهلكت عدد كبير من المحاصيل".
ويضيف أن "الفلاح او صاحب الأرض يقف مكتوف الايدي أمام الحشرات التي تجتاح محصوله، كونه عالج الأرض ورش المبيد للمغروسات على نفقته الخاصة، بالمقابل يجد الاصابة في أرضه والسبب أن الأرض المجاورة له لم تتم معالجتها من قبل أصحابها، فالإصابة موجودة وتنتقل، ونجد هذا العام وخصوصاً في موسم جني فاكهة (المشمش والكوجه والخوخ) ناتج عن فساد الثمار وعدم صلاحيتها للاستهلاك بسبب التغذية الكاملة من قبل (ذبابة الفاكهة) على لب الثمار وتواجد اليرقات بها وتكون العفن والامراض وهذا أدّى الى فقد حوالي (90%) من الإنتاج لهذا العام".
ويطالب حميد الجهات الحكومية، أن "تعتمد المكافحة الكيميائية على المعاملة الوقائية بالمبيد الموصى به وذلك لتفادي الإصابة والقضاء على الحشرات الكاملة قبل أن تقوم بوضع البيض داخل الثمار، لذلك تتم هذه المعاملة في الفترة التي تسبق بداية نضج الثمار، والفلاح يحمّل الحكومة بوجه عام سبب الاوبئة والامراض ووزارة الزراعة بشكل خاص في مكافحة الحشرات والامراض التي تصيب المحاصيل الزراعية التي أدت الى قلة الانتاج الزراعي".
الذبابة مستوردة
من جهته، يبيَّن رئيس قسم وقاية المزروعات المهندس الزراعي ماجد حميد البهادلي، لوكالة نون الخبرية، أن "قبل أكثر من عشر سنوات دخلت للعراق ذبابة الخوخ مع الفاكهة المستوردة، وتصيب ثمار نحو (300) نوع من الفواكه والخضار، حيث تضع الإناث بيوضها في الثمار ثم تفقس بعد ثلاثة ايام يرقات وتتغذى على محتوى الثمرة".
ويلفت إلى، أن "بعد عدة أيّام من وضع البيوض يسقط الثمار على الأرض بالاعتماد على درجات الحرارة والرطوبة، وتخرج اليرقات من الثمار لتسكن داخل التربة وبعد بضعة أيام تتغذى وتخرج على شكل ذبابة تعيد دورات حياتها مرة اخرى".
الفلاح مطالب بالمكافحة
ويوضح البهادلي، أن "الطريقة الرئيسية لمكافحة هذه الآفة تكون من خلال جمع الثمار المتساقطة، التي تحتوي على يرقات هذه الذبابة واتلافها إما بحرقها أو وضعها في أكياس ودفنها بعمق تحت التربة، وهذه العملية مهمة جدا وتمثل نحو (80%) من عمليات المكافحة، وللأسف المزارعين وأصحاب البساتين في المحافظة لا يقومون بها، وتكون عملية مكافحة ذبابة الخوخ التي تصيب ثمار الفاكهة بالمبيدات، وجمع الثمار المتساقط، حتى تكون المكافحة مجدية، ويجب ان تتم المكافحة في جميع البساتين بالمنطقة الزراعية، والبساتين المهملة تكون بؤرة ومصدر لانتقال العدوى".
مطالبات بإعادة المكافحة في الخريف وانهاء ملف الطائرات
من جانبه أكد عضو المكتب التنفيذي للاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية التعاونية في كربلاء المقدسة، أن اتحاد الجمعيات الفلاحية ناشد اللجنة الزراعية في مجلس النواب العراقي لغرض إيجاد حلول جذرية وسريعة لتخليص البساتين من خطر إصابتها بالحشرة، وقال حسين شايش ذعذاع الشمري في حديث لوكالة نون الخبرية، إنه "نظراً للانتشار الواسع والسريع جداً لذبابة الخوخ في اغلب بساتين محافظة كربلاء المقدسة وهلاك الأشجار وإنهاء محصول الثمار، واجرينا مسح ميداني من خلال جولة في إحدى بساتين قضاء الحسينية وملاحظة مدى انتشار هذه الحشرة برفقة عضو مجلس النواب ابتسام الهلالي وفريق عمل من دائرة وقاية المزروعات في وزارة الزراعة ومديرية زراعة كربلاء المقدسة، وكان القرار بالإجماع ينص على إعادة المكافحة في فصل الخريف القادم لغرض القضاء على هذه الحشرة الفتاكة والتي تعد اخطر من حشرة (الدوباس)".
ويجدد مناشدته بضرورة، أن "تتم إعادة المكافحة ورش المبيد عن طريق الطائرات الزراعية المتخصصة وإنهاء ملف الطائرات الجاثمة في مطار الصويرة التابع لدائرة وقاية المزروعات وشراء طائرات جديدة لغرض مكافحة الحشرات في عموم العراق".
ابراهيم الحبيب - كربلاء
أقرأ ايضاً
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- موزعين على (350) موقعا سكنيا:العتبة الحسينية تقدم (22) الف وجبة طعام يوميا للوافدين اللبنانيين في كربلاء المقدسة
- في كربلاء.. قفزة بأعداد الطلبة من (250) الى (1000) طالب بالمدرسة الواحدة