كشفت هيئة التعليم التقني في العتبة الحسينية المقدسة التي شكلت مؤخرا عن حزمة من المشاريع التي ستطلقها لاعادة الروح للتعليم التقني في العراق وتوفير الملاكات الوسطية لسوق العمل، ومنها انشاء جامعة تقنية واعدادية ومراكز تأهيلية، وكذلك الشروع من رياض الاطفال، كما بينت انها في طور التعاقد مع خبراء تقنيين اجانب للاستفادة من امكانياتهم العلمية مع الخبرات العراقية الموجودة.
وقال رئيس الهيئة الدكتور عباس كاظم الدعمي في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" هيئة التعليم التقني تعد احدى تشكيلات العتبة الحسينية المقدسة التي استحدث مؤخرا وفق رؤية الادارة العليا المتمثلة بالمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي وامينها العام الاستاذ حسن رشيد العبايجي ومجلس ادارتها، والهدف منها اعداد ملاكات عاملة وسطية لسوق العمل، ونعتقد ان مجال العمل في الامانة العامة للعتبة الحسينية هو الافضل كونه يشغل الاف من الايدي العاملة بمختلف الاختصاصات، اضافة الى سوق العمل في محافظة كربلاء المقدسة الذي يعتبر سوقا نشطا ورائجا، ناهيك عن باقي مناطق العراق الاخرى، لذلك وجدت هذه الهيئة التي تتكفل ببرامج التعليم والتدريب والتأهيل عبر استحداث جامعات تقنية، ونحن ايضا في طور استحداث اعداديات ومراكز تأهيلية لاعداد الملاكات الوسطى".
واضاف الدعمي ان " الرؤية التي نمتلكها وتختلف عن باقي المؤسسات اننا نبحث عن ملاكات تعمل بتخصصات تقنية عالية المستوى ونطمح ان تمتلك قابليات وقدرات ومهارات عالية، وهؤلاء يحتاجون الى مدربين ووسائل وادوات تأهيلية تختلف عن غيرها، لان الهدف هو ان سوق العمل في الخارج يتطور جدا وعلينا ملاحقة هذا السوق وتطوره، ولابد للملاكات المتخرجة مستقبلا ان تستخدم وسائل ومعدات انتاجية متطورة فتحتاج الى تخريجها بالصورة المتطورة"، فضلا عن "التركيز حاليا على تطوير مهارات وقابليات وكفاءات منتسبي العتبة الحسينية في المجالات الطبية والهندسية والتعليمية، وفي المستقبل سيكون الهدف التركيز على العاطلين في سوق العمل من خارج العتبة المقدسة لادخالهم في دورات تدريبية ريادية وتقنية، وكانت باكورة عمل الهيئة فتح دورتين للذكاء الاصطناعي خلال الشهر الماضي رشح لها اكثر من (80) متدرب من منتسبي العتبة المقدسة، ونظمت لهم دورتين بواقع (20) متدرب لكل دورة، وسيلتحق الباقين في دورات ستنظم في الايام لمقبلة، كما لدينا دورة لـ (PLC) للتقنيات اجريت للفنيين العاملين في قسم الصيانة في العتبة الحسينية بمجال استخدام التقنيات العالية في لوحات الكهرباء والسيطرة الكهربائية".
واوضح ان" الهيئة وبالرغم مما لديها من خطط كبيرة واهداف ومطالب عالية تعمل حاليا بالإمكانات المتاحة، ونحتاج الى متطلبات وابنية ومنشئات واجهزة ومعدات ويحتاج وقت توفيرها وتنفيذها الى مدة طويلة، وقد اكملت المخططات التصميمية للجامعة التقنية المراد بنائها، وستحال الى التنفيذ بعد اكتمال كل المتعلقات بهذا المشروع، ولا شك ان الامانة العامة للعتبة الحسينية تتوفر في اقسامها وجامعاتها ومراكزها الامكانيات التي يمكن توظيفها لتساعدنا في تنفيذ برامجنا ورؤيتنا، ونحن مع التطور العلمي وشرعنا في دورات الذكاء الصناعي لتوظيفها في البحث العلمي ونحتاج مستقبلا الى قاعة خاصة كبيرة بمواصفات عالية، وقد يحتاج توفيرها الى مبالغ عالية ولمدة تنفيذ طويلة، لان بعض المعدات والاجهزة الخاصة بها غير متوفرة في العراق ولابد من استيرادها من الخارج، اما بعض الاجهزة والمعدات التدريبية على المهن الصناعية والانتاجية فحصل اتفاق مع المعهد الفني في محافظة كربلاء على التدريب، ونحن بصدد استحصال موافقة لاستحداث مركز للتأهيل والتدريب وهو على وشك الانتهاء، ونحن في طور شراء معدات والات تقنية عالية المستوى بعد الاتفاق مع شركات مجهزة من داخل او خارج العراق".
واشار الدعمي الى ان " كل ما تحقق الى الان لم يمضي عليه اربعة اشهر لاننا نهتم بدورة حياة التعليم المهني والتقني معا، بما يعرف بـ(TVT) وهي تجربة فريدة من نوعها، وهذه الدورات تحتاج الى اعداد الملاكات من الدراسة المتوسطة والاعدادية ثم المعهد والكلية، بل اننا نذهب باتجاه اعلى واقوى على ان تكون البداية من رياض الاطفال في مدارس تعرف بـ (STEM) التي تبدأ بتعليم الاطفال من رياض الاطفال على تقنيات الحاسوب والرياضيات والهندسة ليتدرج في التعليم ويتخرج بامكانيات تقنية عالية تواكب التطورات الحديثة والاسراع لردم الفجوة بيننا وبين البلدان المتطورة، لان تبني العتبة الحسينية المقدسة لمثل تلك المشاريع وتسخير جميع الامكانات المادية يعتبر عمل مميز ونوعي بسبب عدم وجود جهات اخرى في العراق بادرة او تبنت مثل تلك المشاريع وما موجود هو بامكانيات قليلة، مع وجود مشروع قيد القراءة في مجلس النواب لاعادة الروح للجوانب الفنية والتقنية وتعزيزها في العراق، ونحن انفردنا بتنفيذ هذا المشروع لما قدم لنا من دعم كبير من العتبة الحسينية، وبفضل الجهود والهمم العالية نأمل تحقيق نتائج نوعية على المستوى المتوسط، بفضل الملاكات الخبيرة الموجودة لدينا، ولدينا مفاتحات مع خبراء وتقنيين اجانب من بريطانيا والمانيا وفرنسا للعمل في مؤسساتنا، وحصلنا على موافقتهم بالعمل معنا وفي طور التعاقد معهم، وكذلك استقطاب بعض العلماء والخبراء المميزين من داخل العراق لمزج تلك الخبرات الاجنبية والمحلية والخروج بنتائج ملموسة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- تحدث عن تلاعب من قبل الكرد.. تركيا تحذر من "العبث" بالتركيبة الديموغرافية في كركوك
- مسعود بارزاني عن أحداث المنطقة: الأهم هو إبعاد العراق عن الحرب.. وترامب مختلف عن بايدن
- روسيا تعلن إعادة مجموعة من الأطفال الروس من سوريا