- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
بابا الفاتيكان ضيفا في العراق
بقلم: سعاد حسن الجوهري
زيارة تاريخية بكل المقاييس، بابا الفاتيكان "فرانسيس" يحل ضيفا في العراق مهد الحضارات وملتقى الاديان السماوية. حركة دؤوبة ونشطة شهدتها العاصمة بغداد ومدن اخرى تزامنا مع هذا الحدث الهام.
فعندما امر من امام كنيسة سيدة النجاة وسط منطقة الكرادة اشاهد الاجراءات الخدمية الواسعة تمهيدا للزيارة التي اعتبرها بانها بحاجة ماسة الى رؤية موضوعية من قبل الحكومة لانجاحها واستثمارها لصالح البلد رغم اني شخصيا كنت اتمنى ان تستبقها الجهات المعنية بحملة دعائية واعلامية واسعة تليق بها وتضع في جدول اهتمام الاعلام العالمي وعلى مختلف الصعد.
وسط هذه الصورة يتاتى الاجماع على ان هذه الزيارة التاريخية تتجلى بابهى صورها وتتوج بالنجاح اذ ترسخ حقيقة ان بلادنا ملتقى الاديان السماوية حيث تضمن جدول اعمالها لقاء المرجعية الدينية في النجف.
خلال جولتي السريعة على ردود الفعل العربية والعالمية ازاء هذه المبادرة التاريخية فانني استخلصت اجماع منها وكانها تتسائل: "زيارة البابا إلى العراق.. ما الرسالة التي يريد البابا فرانسيس إيصالها؟"
نعم فقد ناقشت صحف عربية وعالمية إعلان الفاتيكان عن زيارة البابا فرانسيس منذ شهور طوال كونها تأتي بعد 15 شهرا علق خلالها البابا الرحلات الدولية بسبب وباء كورونا.
الصحف المحلية اشارت الى ان البابا فرانسيس يقوم بزيارة "غير مسبوقة" إلى العراق فى أول رحلة خارجية له منذ تفشي جائحة كوفيد-19 على أن تشمل مدينة الموصل وإن وزارة الخارجية العراقية رحبت بالزيارة التاريخية معتبرةً أنها رسالة سلام للعراق والمنطقة بأسرها.
صحف محلية اخرى رأت ان داعش الارهابي كان قد احتل سهل نينوى بين العامين 2014 و 2017 ولم يعد المسيحيون في هذه المنطقة الواقعة في شمال العراق بأعداد كبيرة إلى ديارهم منذ ذلك الحين فيما البنى التحتية لا تزال مدمرة بشكل واسع ولم يزر أي مسؤول رسمي أجنبي الموصل منذ أكثر من خمس سنوات.
اما العديد من الصحف العربية التي تابعت مواقعها الالكترونية بحثا عن رايها بالزيارة فانها اجمعت بنحو كبير على ان الآمال معقودة على أن تسهم زيارة البابا في تقوية النسيج الاجتماعي العراقي وأن تفتح آفاقاً جديدة في تعزيز مبدأ التعايش المشترك والتسامح ونبذ الخلافات والصراعات والنزاعات وتحقيق الوحدة الوطنية ورفض التمييز على أساس عرقي أو ديني أو طائفي أو فكري أو سياسي بما يفسح المجال لمشاركة أوسع للمسيحيين في العملية السياسية ومؤسسات الدولة.
اما بعض المدونين فقد اشاروا على ان تكون الزيارة بادرة خير تبعث الأمل في نفوس المسيحيين للتشبث بأرض آبائهم وأجدادهم. إذ أن الحفاظ على النسيج الاجتماعي واعتماد مبدأ المواطنة كأساس لتحديد الحقوق والواجبات ومد جسور التفاهم والتقارب وتعزيز الآخاء بين أتباع الديانات والمذاهب في العراق مهمة حتمية لإرساء مبادئ العدالة والمساواة في المجتمع.
خاتمة القول فان حماية المسيحيين والحيلولة دون رحيلهم إلى خارج موطنهم الأصلي تقع بالدرجة الأولى على عاتق الدولة العراقية عبر العمل الجاد لتغيير الصورة النمطية الراهنة إزاء حقوقهم ومعالجة التجاوزات التي تقع عليهم وتطبيق ما جاء في الدستور العراقي في ما يخص أتباع الديانات والمذاهب في العراق وان هذا الحدث التاريخي الهام ينبغي قرائته بنحو موضوعي يرسل للعالم باسره رسالة بان بلاد الرافدين وبعد كل الويلات التي شهدتها ولاقتها فانها عازمة على استعادة دورها الريادي بالمنطقة والعالم.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي