بقلم: علي حسين
بعد أن انتشرت فضيحة الثلاثة مليار دولار التي سرقت من اموال الضرائب وتناقلتها صفحات الفيسبوك باعتبارها حدثاً زلزل الحياة السياسية في العراق، كان بالإمكان أن تنتهي الحكاية عند البيان الذي أصدره ائتلاف دولة القانون، الذي طالبنا فيه بالقصاص من المفسدين والفاسدين !!، لكن المفاجأة الكوميدية هي إصرار البعض وهم يزبدون ويرعدون ويتوعّدون، واصفين ما حدث بأنه جريمة لن تغتفر في العراق الذي قدم للعالم نموذجاً للديمقراطيّة لايمكن أن تجده حتى في السويد مثلا!، بدليل أننا نعيش هذه الأيام مع فضائح أخرى يسعى أصحابها لتنغيص حياتنا مثل أنّ مواطن تحول من موظف بسيط في شركة نفط البصرة الى مستشار لعادل عبد المهدي الى نائب، يقدم لنا نحن المساكين كل يوم دروسا بالنزاهة ومحاربة الفساد.
معروف لدينا، منذ سنوات أننا نُجبر كلّ يوم على مشاهدة فيديو سياسي فاضح، مثل فيديو عتاب الدوري وهي تصرخ "أنا من قاومت الاميركان لوحدي".
ويذهلني أن يطرح عليَّ شخص طبيعي سؤالاً عن فيديو حنان الفتلاوي وهي تقول بملء فمها وإرادتها ومعهما حالتها العصبية: "أريد أن أشغل المشاهدين بقندرتي، بلكت يلتهون بها فد أسبوعين"، وتتذكرون فيديوات النائب السابق هيثم الجبوري الذي كان فيها يملأ قبة البرلمان بالشعارات الثورية، حيث أعلن في ذلك الوقت الحرب على محافظ البنك المركزي آنذاك سنان الشبيبي وذرف الدموع على نزاهة الحكومة التي تريد أن تحول العراق إلى سنغافورة جديدة، لكن الإمبريالية اللعينة تقف حجر عثرة في طريق التنمية، وقد دست علينا سنان الشبيبي ليعرقل مشاريع حسين الشهرستاني في تصدير الكهرباء إلى أوروبا.
واستمر الجبوري في حملته للقضاء على كل من يقف في وجه مسيرة حكومة المالكي الظافرة، واكتشفنا أن الرجل يريد أن يؤسس لدولة الكفاءات، بدليل أن السيد مارك زوكربيرغ ومعه بيل غيتس كانوا يعدون الساعات لأخذ رأيه في خفايا عالم ”الكفاءات“.
آنذاك كان الرجل نائباً عن محافظة بابل (الحلة)، وكما أخبرنا النائب باسم خشان بأنه لم يكن يمتلك سوى سيارة موديلها قديم ومديون مبلغاً من المال، لكن وآه من هذه اللكن اللعينة، لم تمض سنواته الأربع الأولى من البرلمان حتى تحول الرجل إلى واحد من أثرياء بابل وعلى حد شهادة النائب باسم خشان فأن الجبوري يملك الأن عدداً من الشركات والقصور والأرصدة، وبدلاً من أن تسأله الدولة: من أين لك هذا؟، قررت أن تكافئه لتعينه مستشاراً مالياً، من أجل أن يضع العراق على خارطة الدول الغنية.
في ذلك الوقت كان النائب هيثم الجبوري، مسكوناً، بنموذج اسمه حنان الفتلاوي، المعجزة التي جاءت ليبدأ معها عصر الخراب.
ياسادة نحن العراقيين نقبل التهم كلّها إلا أن يتّهمنا أحد بأننا نريد أن نستبدل هيثم الجبوري بنسخته الجديدة بهيثم الجبوري قبل البوتوكس.
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- مواجهة الخطر قبل وصوله
- مستقبل البترول في ظل الظروف الراهنة