منذ بدء إسرائيل حربها المدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، انتهج الجيش الإسرائيلي سلوكا تدميريا أيضا في البنية التحتية بمدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية المحتلة، وكان هدفه النصب التذكارية الوطنية والميادين.
وبحسب رصد الأناضول، تركز تدمير النصب التذكارية في محافظات شمال الضفة، ونصب تذكارية لشهداء في مدن أخرى، فضلا عن تدمير نصب "شهداء سفينة مرمرة" في مرفأ ميناء غزة.
ومنذ أسابيع، ينفذ الجيش الإسرائيلي اقتحامات واسعة بالضفة، وتحدث مواجهات ميدانية بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في أنحاء الضفة، بالتزامن مع استمرار الهجمات الإسرائيلية الجوية والبرية والبحرية على قطاع غزة.
أبرز النصب التي دمرتها إسرائيل منذ 7 أكتوبر:
"مافي مرمرة" في غزة
في 16 نوفمبر الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته سيطرت على ميناء غزة و"أسقطت" النصب التذكاري لشهداء سفينة "مافي مرمرة" في المرفأ.
وفي 31 مايو/أيار 2010، هاجم الجيش الإسرائيلي بالرصاص الحي سفن "أسطول الحرية" بينما كانت في المياه الدولية تتجه نحو غزة لفك الحصار الإسرائيلي المفروض عليها منذ عام 2006 وإيصال مساعدات إنسانية.
وكانت السفينة "مافي مرمرة" التركية ضمن الأسطول، وعلى متنها أكثر من 500 ناشط ومتضامن أغلبهم أتراك، وقد استُشهد 10 أتراك جراء الهجوم الإسرائيلي.
حصان مخيم جنين
في 30 أكتوبر الماضي، دمر الجيش الإسرائيلي "ميدان الحصان" على مدخل مخيم جنين الشرقي شمال الضفة، بعد عملية عسكرية استمرت ساعات.
وشيد الحصان في العام 2003 وبتعاون مع الفنان الألماني توماس كيلبر خلال زيارته لمخيم جنين مع نشطاء فلسطينيين.
واستخدم الفنان صفائح الحديد من مركبات فلسطينية دمرها الجيش الإسرائيلي في معركة المخيم في أبريل/ نيسان 2003، بينها مركبة إسعاف كان يقودها الدكتور الشهيد خليل سليمان.
أقواس مخيم جنين
وفي ذات اليوم الذي حطم فيه "ميدان الحصان" دمر الجيش الإسرائيلي أجزاء كبيرة من "أقواس العودة"، على المدخل الرئيس للمخيم، وبعد يومين قامت بتدميرها بشكل كامل.
ويربط المدخل الرئيسي المخيم بمدينة جنين في شارع عام.
وتعدّ "أقواس العودة" أحد أهم الرموز بالمخيم، وشيد على شكل قوسين يعلوها مفتاح يرمز إلى عودة اللاجئين، ومكتوب عليه "مخيم جنين .. محطة انتظار لحين العودة".
دوار العودة في جنين
في 3 نوفمبر الجاري، دمرت الجرافات الإسرائيلية عدة ميادين في مدينة جنين ومخيمها أبرزها "ميدان العودة" على المدخل الغربي لمخيم جنين، و"ميدان الداخلية" و"البطيخة" في المدينة.
شيد أهالي المخيم "ميدان العودة" الذي تعلوه خارطة فلسطين التاريخية، وكتبوا عليه أسماء المدن والبلدات التي هُجّروا منها في نكبة 1948.
كما دمرت إسرائيل أكثر من صرح لشهداء قتلوا خلال مواجهات سابقة تقع بالقرب من "دوار العودة".
نصب شيرين أبو عاقلة
في 27 أكتوبر حطمت جرافات إسرائيلية النصب التذكاري للصحفية الفلسطينية الراحلة شيرين أبو عاقلة، على مدخل مخيم جنين.
وكان الفلسطينيون دشنوا يوم 11 مايو/أيار 2023 نصب أبو عاقلة تخليدا لذكرها، تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لمقتلها برصاص الجيش الإسرائيلي، والذي أقيم في مكان الحادثة.
وقتلت أبو عاقلة أثناء تأديتها مهامّها بتغطية اقتحام القوات الإسرائيلية لمخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة، في 11 مايو 2022.
نصب ياسر عرفات في طولكرم
وفي 14 نوفمبر الجاري دمرت جرافة إسرائيلية بمدينة طولكرم (شمال) نصبا تذكاريا للرئيس الراحل ياسر عرفات خلال عملية عسكرية في المدينة.
ويعد عرفات الزعيم الفلسطيني الأبرز، وتوفي في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2004 في مستشفى "بيرسي" قرب العاصمة الفرنسية باريس عن 75 عاما.
جاءت وفاة الزعيم الفلسطيني إثر تدهور سريع في حالته الصحية، في ظل حصاره لعدة أشهر من جانب الجيش الإسرائيلي في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بقتله بواسطة "السُم" .
"أقواس العودة" في مخيم طولكرم
في 14 نوفمبر دمر الجيش الإسرائيلي خلال عملية عسكرية "أقواس العودة" على المدخل الرئيسي لمخيم طولكرم.
وتعد الأقواس رمزا لحق عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم التي هجروا منها في العام 1948.
رموز أخرى
وبحسب مراسل الأناضول، دمر الجيش الإسرائيلي نصبا تذكارية عديدة في محافظات نابلس وطوباس (شمال)، وبيت لحم (جنوب) لشهداء قتلوا برصاصه.
ففي مخيم بلاطة شرقي نابلس أحرق الجيش الإسرائيلي النصب التذكاري لشهداء المخيم، والذي شيد قبل نحو 20 عاما.
ومنذ 7 أكتوبر يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، وفرض حصارا مطبقا عليها، واستهدف بناها التحتية الحيوية، وقصف مشافي ومدارس تؤوي آلاف النازحين، ومساجد ومقار حكومية، ودمر أحياء بأكملها واستهدف آلاف المنازل على ساكنيها.
وخلّفت الحرب ما يزيد عن 14 ألفا و532 قتيلا، بينهم أكثر من 6 آلاف طفل و4 آلاف امرأة، فضلا عن أكثر من 35 ألف مصاب، نحو 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)