كعادته يرتجل علي ظاهر من الباص الذي ينقله من مقر عمله الذي يقع في مركز مدينة كربلاء لتهبط قدماه في مكان ليس ببعيد عن سكناه، يقطع الطريق مارا بعدة شوارع وصولا الى داره.
هذه العادة لم ينقطع ظاهر صاحب الـ( 27عاما) عنها منذ سنوات، وهو يرى انها تساعده على ممارسة رياضة المشي وتكسر روتين العمل بعد يوم عمل شاق وطويل، الا ان ما لم يكن في الحسبان حدث، حيث استغل كلب اسود اللون انطفاء التيار الكهرباء عن الحي وغرز انيابه بساقيه وهرب بعيداً، (وفقاً لتعبيره).
ويقول ظاهر، إن "تلك الليلة لن انساها ما حييت، اذ ما حصل غير مجرى حياتي، لأنني لم أر الكلب المسعور، الذي جاء من العدم، وامسك بساقي بين فكيه ولم يفلتها الا بعد ان حاولت مصارعته، ويبدو ان الكلب اكتفى وفضل التراجع".
وصل ظاهر الى البيت وهول الصدمة لا يزال واضحا على وجهه وجسمه الذي يرتجف، كانت ساقه تقطر دما، عندها قرر الذهاب الى المشفى ومداواة جرحه، وطلب منه الطبيب مراقبة الكلب لمدة أسبوع في حال كان مسعورا، هكذا قال.
انقضى الأسبوع وسط ترقب، ومحاولات لإيجاد الكلب، لكنها جميعها باءت بالفشل، قائلا: "يبدو ان الكلب مات اثر اصابته بداء الكلب او ارتحل الى منطقة أخرى".
ومنذ تلك الحادثة المشؤومة قرر علي ظاهر ان يغير من مسار حركته وان يترك عادة المشي التي دأب على ممارستها منذ سنوات.
وبحسب ظاهر، فإن تلك الحادثة "تركت اثرا في داخله جعلت من الاحلام زائرا ثقيلا عليه، ولم يستطع التخلص من صورة الكلب التي انطبعت في ذهنه لهذه اللحظة".
وتشكل ظاهرة ارتفاع اعداد الكلاب السائبة في المناطق السكنية، خطرا على صحة المواطنين، خاصة بعد تفشي امراض واوبئة سببها اختلاط الانسان بالحيوان.
من جانبه، يقول الشاب كرار قاسم وهو في عقده الثالث: "إنني لم اسلم من اثار انياب كلب حاول نهش جسدي"، موضحاً: "قبل ثلاثة شهور كنت راجعا الى المنزل ما بين الساعة السابعة والثامنة مساء، كنت حينها قريبا على منزلي، واذا بي أتفاجأ بشيء غريب يهاجمني بقوة واذا به كلب مسعور هاجمني من كل مكان ولا اعلم كيف تخلصت منه".
ويبين قاسم: "في تلك الليلة وصلت مرهقا الى المنزل الواقع على تخوم حي التحدي وسط كربلاء، ومن ثم ذهبت الى المستشفى لمداواة جروحي، واذا اجد بان الحالة نفسها تكررت مع 4 الى 5 أشخاص بينهم طفل وجميعهم تعرضوا لعضات كلاب سائبة، مسببة جروحا في مناطق مختلفة من اجسامهم".
وبحسب قاسم، فإن "هذه الحوادث كانت في حي النصر وحي الشهداء وحي التحدي، وحي الصحفيين، واخرها قرب المستشفى التركي".
وبدوره، يقول عضو لجنة "قانون الصحة الحيوانية في كربلاء"، حسن رياض عبد الرزاق في حديث لـ(المدى)، ان "السيطرة على الكلاب السائبة من مهام الحكومة المحلية التي تكون برئاسة مسؤول الوحدة الإدارية، حسب قانون الصحة الحيوانية رقم 32 لسنة 2013، الذي بموجبه أصبحت المهام والسيطرة على الكلاب السائبة من مهام الحكومات المحلية".
ويؤكد رياض الذي يشغل منصب مسؤول الشعبة الفنية في المستشفى البيطري في كربلاء، ان "كربلاء هي المحافظة الوحيدة التي لها تخصيصات مالية لهذه اللجنة تقدر بـ 22 مليون دينار سنويا، لشراء حبوب الستركنين التي تستخدم كطعوم للسيطرة على الكلاب السائبة والخراطيش والتي تستخدم عن طريق رماة من الشرطة لقتل الكلاب السائبة".
ويشير الى "عدة أمور تعيق عمل اللجنة، منها ان لدى كربلاء لجنة واحدة تغطي المحافظة، بالإضافة ان لجنة الخراطيش متوقفة منذ مدة طويلة بسبب عدم وجود رماة متخصصين من الشرطة المحلية مخصصين لهذه اللجنة".
ويؤكد عضو اللجنة، أنه "فاتحنا قيادة شرطة كربلاء عدة مرات بتخصيص رماة لهذه اللجنة لتكون ساندة للجنة الطعوم من اجل القضاء على والسيطرة على الكلاب السائبة".
ويتابع ، أن "لجنة الطعوم والسموم تواجه مشكلة في عملها، اذ عندما تتوجه لمنطقة ما تعاني من كثرة الكلاب السائبة تلاحظ ان هذه الكلاب نادرا ما تأكل الطعوم، بسبب كثرة النفايات التي تقتات منها".
ويختم عضو لجنة الصحة الحيوانية حسن رياض حديثه؛ "نطمح الى اعادة لجنة الخراطيش لعملها لتكون ساندة مع الطعوم من اجل القضاء على هذه الظاهرة التي هي خطرة على صحة المواطنين وغير حضارية ولها نتائج سلبية كثيرة".
كربلاء ـ عامر الشيباني
أقرأ ايضاً
- توجيه للسوداني قد يجد لها حلا :مناطق البستنة في كربلاء يعجز الجميع عن بناء مدارس لابنائها الطلبة فيها
- جاء من ديترويت الى كربلاء المقدسة.. طبيب اميركي تطوع لعلاج زوار الامام الحسين في الاربعينية
- تعرضوا للقتل والتشريد :عائلات موصلية تقيم موكبا حسينيا لخدمة زاور الاربعينية في كربلاء