كشف اصحاب مطابع "الفلكس" عن فقدانهم لموسم العمل وتحقيق الارباح عبر صنع الدعايات الانتخابية للمرشحين المتنافسين عليها، واكدوا ان ارتفاع اسعار صرف الدولار وهيمنة بعض التجار ودخول الطارئين على المهنة دفع اغلب المطابع الرصينة الى العزوف عن العمل في هذا الموسم واصبح الموسم الذي ننتظره مع عمالنا لتحقيق الارباح، موسما خاسرا لان العمل اصبح صعبا.
الدولار والدينار
يوضح صاحب مطبعة القمة للاعلانات الضوئية "كريم المطيري" لوكالة نون الخبرية بالقول ان" الوقت الحاضر اختلفت فيه الامور عن السابق لان المطابع كانت معدودة والاسعار معقولة جدا، وكان الربح يصل الى (30) بالمئة تقريبا، لكن الآن الامور اختلفت فقد دخل طارئون على المهنة بشكل كبير، وبمجرد اشترى احدهم مطبعة ونصبها وضع الاسعار بمزاجيته، وخلقت حالة نستطيع تسميتها انها "منافسة غير شريفة"، لاننا نشتري المواد الداخلة بالطباعة بالدولار الاميركي وبسعر السوق السائد وهو اليوم مقداره (167) الف دينار لكل مئة دولار، وعند البيع نبيع بالدينار العراقي وفرض علينا الان ان نتعامل بعمليات البيع والشراء بالدينار العراقي، وبالنتيجة لا يبقى لنا اي هامش ربح، لان سعر المتر من يافطات الفلكس محدد بسعر (2500) دينار".
تلاعب التجار
ويشرح المطيري تلاعب التجار المستوردين على اصحاب المطابع بالقول ان" عدد من التجار المجازين المستوردين المعروفين للجميع يمنحهم البنك المركزي الدولار الاميركي بسعر الصرف الحكومي المعتمد وهو (132) الف دينار عراقي، لكنهم يبيعون مواد الطباعة لنا بسعر السوق السائد (167) الف دينار ويضعون فوقه هامش ربح، فيكون الفارق بين التصريف على عاتقنا، ويبيع لنا بالدولار فقط، ما يجبرنا على الشراء من محال الصيرفة بسعر السوق السائد، وهنا نتسائل "أين دور الامن الوطني ؟، والرقابة الاقتصادية على السوق، والمفروض ان هناك مؤسسات رقابية تضبط التداول في السعر وتحمي المطابع وتجنبها الخسائر ويرحم الايدي العاملة فيها التي تنتظر هذا الموسم لتجني منه ارزاقها".
الطارئين على المهنة
ثالث الاسباب يبينها المطيري بقوله ان" الطارئين على المهنة ممن اشتروا مطابع نصبوها، اخذوا بعرض اسعار منخفضة عن القيمة الحقيقية للمتر الواحد من اعلانات "الفليكس" المتعارفة بالسوق، وهو امر اضر كثيرا باصحاب المطابع الاصليين والمعروفين، فالطارئون يعرضون سعر متر "الفليكس" بمبلغ (1750) دينار او الفي دينار او (2250) دينار، بينما الجميع يعلم ان سعر المتر هو (2500) دينار، لان سعر شراء المتر هو دولار واحد اي (1670) دينار وتضاف له اقيام الاحبار وباقي مواد الطبع واجور العمل والكهرباء والصيانة، ويقوم الطارئون بحساب (طول) القماش الذي تطبع عليه الدعاية الانتخابية "على سبيل المثال" على انه (1000) متر، وفي الحقيقية هو (900) متر والمئة متر المسروقة هي من يخفض بها السعر، بينما نحدد نحن عدد الامتار واليافطات التي تنتج من طول القماش المعد للطباعة مسبقا، ونحضرها على عدد خمس يافطات او عشرة بشكل منفرد ليعرف المرشح عدد يافطات دعايته، وفي موسم الدعايات الانتخابية كانت مطابعنا تعمل لفترة بين شهر او ستة اسابيع باوقات عمل قد تصل الى (24) ساعة، ويعمل في كل مطبعة خمس عمال ويضاعف عددهم في الموسم، وكان عدد المطابع في اول انتخابات اجريت في العراق بعد العام (2003) لا يتعدى عشر مطابع متخصصة، وتطبع كل دعايات المرشحين في بغداد والمحافظات، وتزايدت حتى وصلت الى اكثر من الف مطبعة في بغداد والمحافظات، وحاليا تشهد موجة انحسار بعد دخول الاعلان الضوئي المصنوع من مادة البلاستيك، والتطورات التي حصلت في صناعة الاعلانات ودخول منظومات (CNC) والحروف الضوئية، وكذلك فان المرشحين صاروا يتنفقون مع حدادين خاصين بهم لعمل (الفريمات) وتعليق اليافطات، وتعتبر هذه السنة هي الاعلى تكلفة من بين باقي السنوات والاصعب في تحقيق الارباح، والحل يكمن في السيطرة على اسعار التجار المجازين رسميا والمستوردين واجبارهم على البيع بسعر التصريف الرسمي مع وضع هامش ربح لهم والسيطرة على قطاع تلك المطابع وضمان ديمومة عملها وتشغيل الايدي العاملة".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- اسكنوا اعداد اضافية وقدموا خدمات :اصحاب فناق سوريون يثمنون مبادرات العتبة الحسينية ويتعاونون معها
- يرتبط بالحزبين الرئيسين في الإقليم.. الكشف عن آليات غسيل وتهريب الدولار من كردستان العراق خلال عقدين
- "الاستثمار في العقار" يلجأ اليه المواطنون والتجار ومسؤولو الأحزاب الحاكمة لانعدام ثقتهم بالبنوك