يلفت الانظار اليه لان اليافطة التي رفعت عليه تؤكد انه مطعم وموكب، وما ان تنظر اليه حتى تقع عينيك على شوايات الشاورما وباقي المشويات، وعندما تدخل اليه تشعر انك في مطعم وليس موكب، لانه لا يقدم الا الوجبات السريعة وينفرد بوجود افران خاصة تصنع انواع كثيرة من المعجنات، وافران اخرى لصناعة الصمون الحجري، وله محولة كهرباء مجازة خاصة به، ومنظومة مياه من النهر مباشرة، ومولدات كبيرة وماكنة لصناعة الثلج، وقسم الموكب الى شطرين احدهما للرجال والاخر للنساء، يستمر تقديم الخدمات على مدار ساعات سير الزائرين بين قضائي الجبايش والفهود في محافظة ذي قار.
طاولة صغيرة
يسرد صاحب موكب مطعم عبد الله الرضيع الشيخ مرتضى السكيني لوكالة نون الخبرية قصة بناء هذا الموكب ومراحل الوصول الى تلك المرحلة الكبيرة بالقول" نحن من اهالي البصرة واسسنا هذا الموكب منذ العام (2007)، في هذه المنطقة التي تسمى بـ (المنكطعة)، وكانت بدايتنا بوضع طاولة في العراء وتوزيع (لفات فلافل) فقط، وبكميات محدودة لا تتعدى مئتي سندويشة، وكنا اشخاص معدودين واسس الموكب المرحوم كاظم والد الدكتور علاء الذي يشرف على الموكب حاليا، وغايتنا من جعل ترتيب الموكب على هذه الشاكلة، لان الزائر دائما يكون في عجله من امره، ومنهم عنده التزامات وظيفية او عائلية ويريد الوصل الى كربلاء المقدسة بسرعة، ونقدم الشاورمة والكباب والهامبرغر والفلافل والسمبوسة والبطاطا والمقليات والمخلمة، ورفدنا الموكب بسبعة افران لصناعة المعجنات توفر للزائرين على يد اسطوات ماهرين الصمون الحراري والحجري والكيك والبيتزا والحلويات، وجميع المعجنات الاخرى مثل الكيك بالسمسم والجرك، وهو ما اغنى الموكب عن الحاجة لتلك المواد من الاسواق المحلية، باستثناء المواد الاولية لصناعة المعجنات مثل الطحين والحليب والسكر".
من البصرة الى الجبايش
السكيني يوضح اسباب مجيئهم من البصرة الى الجبايش في محافظة ذي قار بالقول" جئنا بسيارة من البصرة نبحث عن مكان فارغ لننصب به موكبنا، ووصلنا الى هذه المنطقة التي تسمى "المنكطعة" بين منطقتي الجبايش والمنار ووجدناها فعلا فارغة ويحتاج فيها الزائرون الى الخدمة، وبدأنا بتطوير عملنا واصبح لدينا بدل الفرن سبعة افران، حتى وصلت حركة تقديم لخدمة الى (24) ساعة بوجبتي عمل، وجميع الاسطوات يتركون اعمالهم لمدة (12) يوم ليخدموا الزوار مجانا، ونستهلك بحدود (3) اطنان من الطحين الصفر والعادي، ونتمكن من اطعام (30) الف زائر خلال هذه الايام، وهي معلومة تعرفنا عليها من السيطرة القريبة علينا التي تمتلك كاميرات رقمية وتسجل العدد الداخل علينا، ويخدم في الموكب (65) خادم حسيني، بينهم (25) خادمة للنساء، واغلبهم موظفين يستمرون بالدوام طيلة ايام السنة ليتمتعوا باجازتهم في هذه الايام ليخدموا في الموكب، ولدينا خدمة خاصة للنساء حيث تتوفر مفارز طبابة رجالية ونسائية وتوجد ممرضة في الموكب تسعف الزائرات، وتوجد صالة لخدمة النساء والاطفال ومبيت ومطبخ خاص بهن".
علاقات مع الجميع
اصبحت لدينا علاقات محبة واسعة هكذا يصف السكيني تعامل المحيطين به من اهالي المنطقة والقوات الامنية ويضيف" اصبحنا جزء من جميع الموجودين هنا في هذه المنطقة، ويتفقدونا دائما، ويساهموا بشكل مادي او عيني، مثلا يتبرعون بالطحين او المواد الغذائية او فحل الجاموس (الشفج) او جاموسة، وكان احد ساكني المنطقة ينذر جاموسة لننحرها في الموكب ونطعم الزوار، ورغم تغيير سكنه من الجبايش الى مدينة العمارة، الا انه ما زال مستمرا بجلب جاموسة لنحرها في الموكب، ومرت على الموكب مراحل تطور حتى وصلنا الى البناء بمادة السندويج بنل، وخصصنا قاعات للنساء والرجال ولدينا منظومة تبريد مركزي ومعمل (مكعبات الثلج) وصالة طعام، وقد استحصلنا موافقات رسمية لشراء محولة كهرباء تزودنا بالطاقة طيلة ايام الخدمة دون التأثير على حصة اهالي المنطقة، ووفرنا مولدات كهرباء خاصة كبيرة، ونشغل بحدود (60) جهاز تكييف في الموكب، ونزود بالماء من النهر بواسطة غطاس ومن بلدية الجبايش ضمن الخطة الخدمية التي تزود المواكب بماء الغسل بالصهاريج، ووفرنا خزانات سعتها (10) طن، تكفي لاستخدامها من قبلنا ومن قبل الزائرين في المجاميع الصحية والحمامات طيلة ايام الخدمة".
قاسم الحلفي ــ ذي قار
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- توجيه للسوداني قد يجد لها حلا :مناطق البستنة في كربلاء يعجز الجميع عن بناء مدارس لابنائها الطلبة فيها
- الفساد يقضي على هور الصليبيات جنوبي العراق
- جمع خدام من محافظات مختلفة ..موكب "شباب القاسم" قدم الشهداء والجرحى وافضل الخدمات للزائرين