اينما تسير في الطرق المؤدية الى مدينة الكاظمية المقدسة وعن بعد كيلومترات منها او في داخلها تجد مواكب الخدمة القادمة من مختلف المدن والمحافظات العراقية نصبت خيمها لتتسابق في تقديم افضل الخدمات للزائرين، وتجدها من اقصى الجنوب حيث البصرة والعمارة والناصرين، او من الوسط وتقرأ يافطات المواكب التي تشير الى السماوة والديوانية والنجف وكربلاء، او من صلاح الدين واقضيتها بلد والدجيل، وحتى من كركوك مثل مناطق تازة وطوزخرماتو وكذلك من بشير وآمرلي ومعها تلعفر، كل تلك المواكب وهؤلاء الخدام يتسابقون ويتنافسون على نيل الاجر والثواب في خدمة زائري الامام الكاظم (عليه السلام) في ذكرى مصيبة استشهاده.
من النجف الاشرف
اتخذ موكب جمهور شارع المدينة من واجهة احدى العمارات في شارع الشوصة مكانا له لينصب قدور الطبخ الكبيرة ليعد وجبة الغداء للزائرين ويقول صاحب الموكب هادي الحسني لوكالة نون الخبرية ان " الموكب من المواكب القديمة في النجف الاشرف، يقدم الخدمة في كل المدن المقدسة ومناسباتها الدينية، ونصبنا هذا الموكب في مدينة الكاظمية المقدسة منذ عام 2013 وعن طريق احد اصحاب العمارات الذي رحب بنا وفتح لنا العمارة والسرداب والقيصيرية، فقمنا بتقديم ثلاث وجبات للزائرين ونختص باعداد الاكلة النجفية المشهورة التمن والقيمة والتي يعشقها الزائرون ونصبنا (20) قدر تمن نطعم بها الاف الزئرين في كل وجبة طعام، ومبالغ الانفاق على الموكب تجمع بشكل تضامني بين اعضائه وتبرعات من اشخاص خيرين يريدون نيل الاجر والثواب، ويعمل في الموكب خمسين خادم حسيني من اعمار مختلفة من الشيبة والوجهاء والشباب الذين يتحملون الثقل الاكبر بالعمل، ولدينا علاقات واسعة مع اهالي الكاظمية ونتبادل الزيارات والتعاون، وفي كربلاء المقدسة لدينا موكب آخر في طريق يا حسين بين محافظتي كربلاء المقدسة والنجف الاشرف ونبقى في الزيارة الاربعينية منذ الثاني من شهر صفر الى الثامن عشر منه لننتقل الى داخل كربلاء المقدسة لنشارك مواكب النجف الاشرف المنصوبة داخل المدينة في الخدمة، ثم ننصب موكبنا في النجف الاشرف في ذكرى وفاة النبي الاكرم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم) ونطبخ (50) قدر نطعم بها بحدود عشرون الف زائر".
موكب شباب السجاد
كان آبائهم واجدادهم ينصبون موكبهم في شارع زين العابدين قرب ساحة الميدان بمدينة النجف القديمة ويطبخون الطعام على الحطب ويقدمون اكلة واحد هي التمن والقيمة وفي الصباح الحليب والخبز يقول العاملان في الموكب محمد جبران ومحمد الشاعر لوكالة نون الخبرية ان " اجدانا كانوا ينصبون موكبهم في الطريق الى كربلاء المقدسة في خان الربع اولا ثم خان النص وبعده في خان النخيلة حتى الدخول الى داخل كربلاء المقدسة، واصحاب الموكب هما اجدادنا السيدين رسول ومرتضى الصافي ومنذ طفولتنا كانوا يصطحبونا الى الخدمة الحسينية ونشاهد المجالس في البيوتات والطبخ واللطم ونحتفظ بالصور والتسجيلات القديمة، واجدادنا كانوا على طول السنين السابقة ينصبون المواكب في سامراء المقدسة وعند السيد محمد ومسلم بن عقيل والكاظمية وكربلاء المقدسة ومراقد سعيد بن جبير وميثم التمار وسرنا على نهجهم، وجئنا الى الكاظمية ونصبنا في مكان باحد الشوارع قبل تسع سنوات وفي الموسم التالي وجدنا موكبا اخر نصب من اهالي البصرة في مكاننا فاستحينا ان نطالبهم بالرحيل وجلسنا في الشارع حائرين، وارسل الله لنا صاحب عمارة من شيوخ عشائر تميم ودعانا لنصب موكبنا امام واجهتها واستغلالها بالكامل، واستفدنا منها في تقديم الخدمة ومبيت معارفنا واصدقائنا ونستضيف الاف الزائرين خلال ايام الخدمة في الكاظمية، ونقدم التمن والقيمة محافظين على النكهة النجفية، ونطبخ في اليوم اربع قدور للغداء ومثلها للعشاء تطعم مع الافطار بحدود ثلاثة الاف زائر يوميا يخدمهم بحدود ستون خادما يعملون ليلا ونهارا، ونتعاون مع مواكب الكاظمية في الزيارات المليونية".
بصمة الكوت
تجتمع مجموعة من مواكب مدينة الكوت في محافظة واسط اذا ارادت تقديم الخدمة الحسينية في مدن اخرى غير مدينتها، وتتفرق وتتوزع اذا كانت الخدمة داخل المدينة عن هذه الخدمات يتحدث المسؤول عن هيئة مواكب اهالي الكوت هادي الهماشي لوكالة نون الخبرية ان " مجالسنا كانت مصغرة وفي بيوتات محدودة في ايام المنع الذي فرضه النظام المباد، وبعد سقوطه لم نشارك في العام الاول لاننا كنا ملتزمين بفتوى السيد السيستاني بالمحافظة على الممتلكات العامة وتكلفنا بواجبات الحماية لها ثم انطلقنا منذ العام 2004 حيث نتجمع مجموعة مواكب ونصبح هيئة مواكب نعمل كموكب واحد في مدن سامراء وكربلاء والكاظمية المقدسات والنجف الاشرف وفي الكوت ننتشر في اكثر من مكان منفردين، وجئنا الى الكاظمية في العام 2008 ووجدنا اصحاب المستشفى الاهلي قد حضروا المكان بواجهته وعمق المستشفى بالكامل لنا لنصب الموكب قبل ان نأتي وما ان سألناهم على مكان حتى دعونا الى الخدمة ووضعنا بردات كبيرة وقفية فيها فرن صمون يوفر الصمون بكميات كبيرة ومخازن ونقدم المشويات والنواشف مثل الشاورمة والكباب وكباب العروك والبطاطا مع الفلافل والسمك والدجاج مع التمن والماء والشاي ونقدم ثلاث وجبات رئيسة يومية لكن في الذروة نستمر الى صلاة الفجر بتقديم الطعام، ويتخلل الوجبات اخرى سريعة مثل البلبي والباقلاء ويعمل في الهيئة ستون خادما من مختلف الاعمار وخاصة من الشباب والصبية الذين نجلبهم لنضعهم على سكة محمد وآل محمد ونحصنهم بالقضية الحسينية".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- الفساد يقضي على هور الصليبيات جنوبي العراق
- تعرضوا للقتل والتشريد :عائلات موصلية تقيم موكبا حسينيا لخدمة زاور الاربعينية في كربلاء
- الام خادمة حسينية تعيش بكلى واحدة :عائلة كربلائية من تسعة افراد تدير موكبا حسينيا لخدمة الزائرين